14 أكتوبر تستطلع آراء أكاديميين وأساتذة جامعات في ذكرى تأسيسها التاسعة والثلاثين:
استطلاع / بديع سلطان محمدتمر السنون تلو السنين، وتتوالى الأجيال جيلا بعد جيل، وتبقى هي.. شامخةً بكل كبريائها وتاريخها.. منارةً تحكي للأيام المقبلة قصة التاريخ.. منارةً تضيء للآخرين دروب النجاح، إنها الصحيفة التي تشربت بعبق تاريخ الإعلام اليمني.. وكانت ولازالت صرحاً من صروحه المهمة.. إنها صحيفة الكفاح الوطني.. التي ارتبط اسمها باسم أغلى الثورات والانتصارات.. إنها 14 أكتوبر.تأسست صحيفة 14 أكتوبر في 19 من يناير 1968م ليكون مولدها انطلاقاً لمولد صرح إعلامي ساهم في تعزيز بناء الوطن الوليد، ومؤازرة نضال الشعب اليمني وتحقيق وحدته، وتنمية قدراته.وساهمت الصحيفة في تحقيق وانجاز تلك الأهداف الإستراتيجية مما يدل على الدور الريادي البارز الذي قامت به الصحيفة في المجال السياسي والتنموي والإعلامي في اليمن.وكنظرة عامة لحال وواقع الصحيفة اليوم في عالم الصحافة اليمنية فإننا نقولها صراحةً إن ما تعيشه الصحيفة اليوم لا يتناسب وتاريخها ودورها البارز الذي قامت به في مراحلها المختلفة.إلا أن حالة التجديد والتطوير التي تشهدها الصحيفة حالياً بقيادة رائدها الحالي الأستاذ/ أحمد الحبيشي تبشر بمرحلة مختلفة ومتميزة تضاف إلى الصفحات المشرقة في مسيرة الصحيفة.وعطفا على ذلك، وبمناسبة مرور الذكرى التاسعة والثلاثين لتأسيس الصحيفة في 19/ يناير/ 1968م، فقد قامت الصحيفة باستطلاع آراء الأكاديميين وأساتذة الجامعات لمعرفة ما تمثله الصحيفة من ثقل إعلامي ووطني على الساحة اليمنية، وآرائهم حول المرحلة التي تدخلها الصحيفة حالياً وهي مرحلة التجديد والتطوير فكان لنا هذه اللقاءات.في أعماق حرم كلية الآداب جامعة عدن التقينا بالدكتور/ صالح يحيى سعيد أستاذ علم الاجتماع المشارك حيث أثنى على الدور الممتاز الذي قامت وتقوم الصحيفة في كافة المجالات وفي كافة المراحل.وقال:( إن هذا الدور الهام للصحيفة هو الذي ترتب عليه حالياً قلة في الانتشار والشعبية، ما أعنيه أن صحيفة 14 أكتوبر كانت صحيفة النخبة في البلد في فترات سابقة، ولازالت في الوقت الحالي لا يتصفحها إلا النخبة الممتازة، ومقارنة بهذه القلة وبالثقافة ألشعبوية لأكثرية الصحف المتواجدة في الساحة الإعلامية فمن الطبيعي أن يكون هذا اهو حالها كصحيفة. نخبوية لا تسمح لنفسها السقوط في قعر الشعبية).وأضاف:( أن المواضيع المطولة، والحجم الواسع الذي تتبعه معظم الصحف الجادة في العالم، والتركيز على مواضيع نظرية وسياسية هي التي أعطت الصحيفة هذه الصفة الجيدة). وعن رأيه في حركة التجديد والتطوير في الصحيفة أكد د. صالح يحيى على أن هذا في صالح الصحيفة وأن على قيادة الصحيفة كسب دماء صحفية جيدة ونوعية حتى تساهم في تجدد الصحيفة وتطورها.من جانبه أشاد د. مازن أحمد عبدالله شمسان أستاذ علم النفس المساعد بكلية الآداب بالتاريخ الطويل للصحيفة، وما قدمته في خدمة الإعلام والمجتمع.وقال:( إن الصحيفة بدأت باستيراد مكانتها، وبدأت في منافسة الصحف الأخرى، كل ذلك بفضل توفر الإمكانيات المادية بأيادي أشخاص مهنيين ومتخصصين والتجديد في الصحفيين، وقرب الصحيفة من الواقع اليومي للمواطن، والتطرق إلى المواضيع الجريئة والتحقيقات الصحفية التي تهم المواطن بالدرجة الأولى، كل تلك الأشياء ساهمت في استرجاع دور الصحيفة الذي فقدناه منذ عقد من الزمن تقريباً، لكنه الآن بدأ في العودة بفضل كل تلك الأمور، وعليه يجب مواصلة كل ذلك والحفاظ عليه).أما أ. ناصر مقراط اليوسفي مدرس اللغة العربية بكلية الآداب فقد قال: ( صحيفة 14 أكتوبر هي من أبرز الصحف اليمنية منذ التأسيس لأنها ارتبطت باسم الثورة وعاصرت مراحل تطور الثورة المختلفة، ومراحل تحقيق الوحدة اليمنية ).كما ذكر أن هناك صحف أخرى منافسة تسعى للنيل من تاريخ الصحيفة ودورها الريادي، وأن تلك الصحف وبالذات الأهلية سعت للاتجار بحرية الصحافة وأصبحت غالبية الصحف تهتم بالجانب التجاري ونسيت الجانب المهني الحقيقي للصحافة، واعتمدت على الإثارة من أجل الانتشار والشعبية.وقال:( إن صحيفة مثل 14 أكتوبر لها تاريخها لا يمكن أن تنسى جانبها المهني وتهمله على حساب الجانب التجاري، لان الصحافة تمثل السلطة الرابعة، وعلينا كصحف رسمية ترسيخ هذه الفكرة لدى المواطن).وأضاف: ( أنه مع كل تجديد وتطوير هو في صالح الصحيفة وفي صالح الصحافة اليمنية بشكل عام ) .واختتم حديثه بقوله: ( صحيفة 14 أكتوبر تعتبر من أبرز الصحف الرسمية إن لم تكن أفضلها ).وأبدى أ. محمد هيثم من قسم الجتماع بكلية الآداب إعجابه الشديد بقيادة الصحيفة الحالية الأستاذ/ أحمد محمد الحبيشي الذي شرع في حملة التغيير في الصحيفة، وان نجاحه محتم بحكم خبرته ومهنيته وحبه للصحيفة وللصحافة واستيعابه للدور الذي تلعبه الصحافة.كانت تلك آراء وانطباعات مقتضبة لعدد من الأساتذة والأكاديميين في كلية الآداب- جامعة عدن حول الصحيفة وتاريخها ودورها الريادي وحركة التغيير والتطوير في كل مجالاتها، والذين أكدوا على ضرورة التحديث والتطوير من أجل الرقي والتقدم للصحيفة حتى تكون في مقدمة الصحف اليمنية.