علمتنا أن الأسواق المتحررة من القوانين محفوفة بالمخاطر
كتب جوزيف ستيغليتز -الحائز على جائزة نوبل وكبير الاقتصاديين في البنك الدولي ورئيس مجلس الاستشاريين الاقتصاديين في عهد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون- مقالا في مجلة (تايم) يشرح فيه بعض الخطوات للخروج من الأزمة المالية العالمية:وقال إن الرأسمالية تعتبر أفضل نظام ابتكره الإنسان، ولكن أحدا لم يقل إنه قد يخلق الاستقرار، خاصة أن اقتصادات السوق واجهت على مدى ثلاثين عاما، أكثر من مائة أزمة.لهذا -تابع الكاتب- أرى وغيري من الاقتصاديين أن التنظيم الحكومي والمراقبة عنصران أساسيان في اقتصاد الأسواق القادرة على العمل، وبدونهما ستكون هناك أزمات اقتصادية متكررة في أنحاء مختلفة من العالم.وأنحى ستيغليتز بلائمة الأزمة المالية الحالية في المقام الأول على التحرر من القوانين وانخفاض معدلات الفائدة.وقال الكاتب إن المشاكل الراهنة تنطوي على مشكلة السيولة والقدرة على دفع الديون وكذلك الاقتصاد الكلي.وأشار إلى أننا في المرحلة الأولى من الهبوط الذي يعد جزءا محتوما من التعديل كإعادة أسعار الإسكان إلى مستويات التوازن والتخلص من الفعالية المالية المفرطة (الدين) التي ساهمت في مضي الاقتصاد الوهمي.ومن الخطوات التي ينبغي اتخاذها للخروج من الأزمة المالية حسب الكاتب ما يلي:1 - إعادة رسملة البنوك: فالبنوك لا تملك ما يكفي من الأسهم العادية، وستواجه أوقاتا عصيبة قبل أن ترفع من تلك الأسهم في ظل الظروف الراهنة، وهنا على الحكومة أن تمد البنوك بهذه الأسهم.وفي المقابل تحصل الحكومة على حصص تؤهلها للتصويت على اتخاذ القرارات في البنك المعني.2 - التخلص من الاستيلاء على العقارات: وحسب الكاتب فإن على الحكومة أن تضمن بقاء الناس في عقاراتهم عبر تحويل فوائد الرهن العقاري واقتطاعات ضرائب الملكية إلى ائتمان ضريبي نقدي، وعبر إصلاح قوانين الإفلاس بحيث تسمح بإعادة هيكلة عاجلة لخفض قيمة الرهن عندما يكون سعر العقار أقل من الرهن نفسه.ويتم كذلك التخلص من الاستيلاء على العقارات عبر الإقراض الحكومي والاستفادة من التكاليف الحكومية المخفضة على التمويل وتمرير الادخار إلى مالكي المنازل من الطبقة الفقيرة وذوي الدخل المحدود.3 - تمرير حوافز فاعلة: إن مساعدة وول ستريت ومنع الاستيلاء على العقارات تعتبر جزءا من الحل، وبما أن الاقتصاد الأميركي مقبل على ركود خطير فلا بد من وجود حوافز كبيرة.ويتعين على واشنطن إيجاد استثمارات مناسبة في المستقبل بحيث تطال البنى التحتية والتكنولوجيا التي تحفز الاقتصاد على المدى القصير وتعزز النمو على المدى الطويل.4 - إيجاد وكالة متعددة الجوانب ذات فعالية عالية: بما أن الاقتصاد العالمي أصبح متداخلا فلا بد من وجود مراقبة دولية.وقال ستيغليتز إن هذه الأزمة علمتنا أن الأسواق المتحررة من القوانين محفوفة بالمخاطر، وأن سياسة أحادية الجانب لا تستطيع أن تعمل في عالم يعتمد بعضه على بعض اقتصاديا.