نائب مدير عام المؤسسة العامة للآثاث والتجهيزات المدرسية :
استطلاع / إصلاح العبد - تصوير / علي الدربرغم الطابع التشاؤمي والذي يتسم بانعدام الدعم المادي وشبح التهديد بالخصخصة إلا انه توجد الكثير من الجهود والحماس والإصرار على استمرار عمل المؤسسة وإبعاد شبح الخصخصة والوقوف في وجه أعداء النجاح كل ذلك كان بفضل القيادة الحكيمة التي تمتلك رؤية ثاقبة وعقلية اقتصادية علمية استطاعت أن تنتشل المؤسسة من أوضاعها المنهارة والمتدهورة فبعد أن كانت على حافة الانهيار أصبحت ناجحة بشهادة كل من زارها من القيادات في الدولة والمحافظة فيكفي المؤسسة فخراً زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مرتين للمؤسسة وتشجيعه لها ووصفه لها بأنها نموذج ناجح للقطاع العام وأصبح لديها فروع في عدد من المحافظات وتصدر إنتاجها إلى البلدان المجاورة. كما ساهمت المؤسسة بحل جزء من مشاكل المجتمع المتمثلة في البطالة والفقر من خلال تشغيل الشباب وطلاب المدارس أثناء الإجازات وإكسابهم مهارات وخبرات وقضاء الإجازة في شيء مفيد...لتسليط الضوء على نشاط المؤسسة والتطور الحاصل فيها ارتأت صحيفة( 14 أكتوبر) أجراءاستطلاع عن نشاطها وأسباب نجاحها واستمرارها رغم محاربتها من خلال إجراء عدد من اللقاءات مع الأخ نائب مدير عام المؤسسة .بدأ الأخ هادي محمد عامرحديثة قائلا: المؤسسة تواجه مشاكل كثيرة من أعداء النجاح الذين لا يريدون للمؤسسة الازدهار ولا حتى للوطن فبعض الجهات تتربص بالمؤسسة من أجل إدخالها إلى الخصخصة وهناك السماسرة الذين يريدون ان يقبضوا العمولات وهناك الكثير من الذين يحاربون القطاع العام ولكن زيارة الأخ الرئيس مرتين للمؤسسة شكلت دعماً قوياً لها وإحباطاً لكل المتآمرين ولكل المشاريع التي كانت معدة لخصخصة المؤسسة والحمد لله المؤسسة صامدة ومعتمدة على ذاتها ولا يوجد ريال واحد يدفع للمؤسسة من خزانة الدولة أو جهة أخرى بل تدفع المؤسسة سنوياً(60 - 70) مليون ريال لخزانة الدولة من صافي أرباحها..فالدولة لا تعطي المؤسسة أي شيء لا رواتب عمال ولا إعانة في بناء هنجرات ولا تأهيل ولا دورات تدريب ولا أي تسهيلات ونحن ندفع للدولة باعتبارها قطاع عام 100 % ولكن حتى الأرض التي عليها المؤسسة نصفها أشترته والنصف الآخر من أملاك الدولة.وأكد الأخ هادي عامر أن المؤسسة ناجحة وتعتمد على ذاتها فهي بالإضافة إلى العمالة الموجودة لديها تعمل على استيعاب الشباب والطلاب وتدريبهم وبهذا تكون ساهمت في تجنيب الدولة الكثير من المشاكل منها التخفيف من الفقر والبطالة ومحاربة الفساد بشكل أو بآخر من خلال استيعابها لهؤلاء الشباب والطلاب بدل الضياع والتسكع في الشوارع وبالفعل عندما نخرج إلى الشارع نجد عدداً من الشباب يستقبلنا بترحاب وحب ممن تم استيعابهم وتدريبهم بالمؤسسة بعد أن يستغني عن العمل في المؤسسة ولديهم ورش خاصة بهم بل ويسهمون في تغطية حاجة السوق وبالفعل نشعر بالفخر لأننا جعلنا لهذا الشخص ولأسرته مصدر دخل ناهيك عن التطور الكبير الذي شهدته المؤسسة وما يحيرنا هو لماذا يريدون خصخصة المؤسسة وهي ناجحة وتعتمد على ذاتها بالتأكيد لا يوجد أي مبرر للخصخصة وهذا هو الذي يخلق الغيض والحنق والغضب الزائد لدينا ولدى عمالنا.ويؤكد إن شبح الخصخصة زال يهدد المؤسسة إلى قريب ويقول ربما بعد أن انزاحت حكومة باجمال تنزاح معها حكاية الخصخصة.[c1]تطور ونجاح مستمر[/c]فالمؤسسة شهدت جملة من التطورات والنجاحات في ظل قيادة الأخ فضل هيثم الهلالي وهادي عامر من خلال بناء الورش والهنجرات وشراء الآلات والمعدات وكذا شراء مكملات الإنتاج والمواد الخام وكما يؤكد الأخ هادي ان كل هذه التطورات وشراء الآلات هي بجهد ذاتي ولا نعتمد على الدولة لكي تشتري لنا الآلات أو تبني لنا هنجرات أو ورش او مستودعات ونحن جنبنا الدولة بلاوي كثيرة والمفروض انهم يعطون المؤسسة أعلى وسام..ويضيف قائلاً إننا في المؤسسة حاولنا أن نضع أحسن شبكة أمان صحي لمكافحة الحرائق وما شابه ذلك من الكوارث حيث دربنا مجموعة من الشباب وخسرنا عليهم في بعض الشركات وحتى مؤسسات الدولة “الدفاع المدني” حيث تم تدريب العمال على كيفية مواجهة الكوارث والحرائق فمعظم العمال يستطيعون التعامل مع أي كوارث قد تحصل.[c1]تطور كبير[/c]وبالفعل الإحصائيات تؤكد التطور الكبير الحاصل في المؤسسة فقد كانت قبل أن يتسلم قيادتها الأخ فضل الهلالي وهادي عامر لا يزيد عمالها على(150) وأصبحت اليوم فيها800-700 عامل وكان مبنى المؤسسة يحتوي على قسمين أو ثلاثة أقسام أما الآن ا صبح يحتوي على أكثر من اثني عشر قسما وأصبح لديها فرعان خارج محافظة عدن فرع في صنعاء وآخر في تعز وكان لدى المؤسسة في حدود(46) آلة واليوم لديها ما يقارب(300) آلة متنوعة مختلفة كما كان لديها ثلاثة مباني فقط فأصبح لديها الآن أكثر من 12 مبنى لمختلف الورش وبالتالي كان نصيب المؤسسة في البداية لا يقاس بما هو اليوم يعني لا يزيد على(70-60) مليون ريال أما الآن تدخل المؤسسة بالمليارات بل حتى في اتفاقياتها كانت المؤسسة معتمدة سابقاً على محافظة واحدة هي محافظة عدن واليوم انطلقت إلى أكثر من 22 محافظة بل إلى كل محافظات الجمهورية ووصلت إلى بعض دول الجوار مثل جيبوتي وارتيريا.فمن خلال الإحصائيات نلاحظ أن هناك فرقا كبيراً جداً بين المؤسسة بالأمس واليوم فلا مجال للمقارنة إطلاقاً.[c1]اتفاقيات المؤسسة [/c]وفي هذا المضمار أشار الأخ هادي إلى أنه لدى المؤسسة عدد من الاتفاقيات إحداها مع المشروع اليمني الألماني وهذه الاتفاقية نحصل عليها سنوياً وكذا لدينا اتفاقيات خاصة بالتعليم الأساسي وهذه الاتفاقيات تدخل فيها المؤسسة في مناقصات مثل أي ورشة بالرغم من أنها تتبع وزارة التربية ومعنا أيضاً اتفاقية مع الصندوق الاجتماعي للتنمية وهي أيضاً ندخل فيها مناقصة ويعتمد فيها على السعر وعلى نوعية المنتج وجودته وهناك اتفاقيات أخرى مع الأشغال العامة واتفاقيات أخرى مع جامعة عدن ندخل فيها بمناقصات وننجح في الكثير منها.[c1]خط إنتاجي جديد [/c]ويضيف الأخ هادي إنه مع نجاح المؤسسة المتزايد لا حظنا أنه لا بد من ان نواكب التطور الموجود في البلد لذا توجهنا إلى دولة الصين الصديقة ووجدنا آلات بأسعار مناسبة وتعمل بفاعلية أكبر واطلعنا عليها بأنفسنا.ونحن الآن لدينا ملامح خط إنتاجي جديد نعمل عليه والسنة القادمة أو نهاية هذا العام سيكون الخط قد استكمل حيث سيذهب المدير العام ومجموعة من المشرفين إلى الصين هذا الشهر لاستكمال شراء الخط الإنتاجي.وهذا الخط الإنتاجي سيجعلنا نعمل بأسلوب نظام الـ(bbc) وهو نظام جديد ومواد جديد جديدة تعطي تكلفة أقل وشكلاً أجمل ومدة أطول للمنتج وتحافظ على صحة العمال وعلى نظافة البيئة اكثر مماهوموجود الان حيث نعتمد على الأساليب القديمة “الباليس والمعجون والشلك” وغيرها من المواد الكيماوية المكلفة والمتعبة والضارة بالعاملين وبالبيئة لكن للأسف هذه النماذج مفروضة علينا من الجهات التي نتعامل معها ولكننا الآن سنفرض عليهم نموذجاً ًجديداً.وإذا نجحنا فيه فهذا سيكون انتصاراً لنا كمؤسسة فهو على حرارة معينة وغراء ممتاز فكثير من الأمور ستتحسن بالنسبة لنا وحتى بالنسبة للإمكانيات المادية سيكون عندنا وفر كبير جداً.وأضاف بان المؤسسة تهتم دائماً بإنتاج الأثاث المنزلي والمكتبي والفندقي بجودة عالية نافست بها المنتجات والاثاث المستوردة من الخارج حيث أنشأت المؤسسة وحدة انتاجية خاصة بتلميع ودهان الاثاث وحتى يكون العمل متقناً وأجمل تم احضار عمالة هندية للاستفادة من خبراتهم في مجال النحت والنجارة والدهان والزخرفة فالهنود لديهم ابداعات غريبة وجميلة جداً وحاولنا أن نطعّمهم بشباب يمنيين حتى يكتسبوا الخبرة منهم ويعلموا الآخرين في الوقت نفسه فطبيعة الاجنبي أنه لا يريد أن ينقل خبرته ونحن لا يمكن أن نعتمد على العمالة الهندية الى ما لانهاية فهي تكلفنا أكثر وندفع لها بالدولار إضافة الى سكن ومعيشة وأشياء أخرى كما تم رفع الخطوط الانتاجية بآلات حديثة ومتطورة ولدينا 12 آلة مختلفة وكل آلة تقوم بمهام خاصة وهناك فرن حراري خاص بالاثاث الحديدي وقريباً سنحضر فرناً خاصاً بالاثاث – الخشبي وأربع مكابس لكبس الخشب وفضلات الاخشاب ليتم إعادة كبسها من جديد وتم إدخال تقنيات حديثة الى الوحدة المتكاملة لتلميع ودهن وتجفيف المنتجات .كما ألتقينا الاخت آمنة رئيسة قسم التسويق التي شرحت لنا طبيعة عمل قسم التسويق باختصار قائلة : نحن في قسم التسويق نستقبل الزبائن لمعرفة طلباتهم من خلال استمارة مبيعات نقدية أو آجلة بالتقسيط” حسب راتب الموظف ونعمل رقماً لقسم الانتاج ومن ثم نوفر مواصلات لنقل السلعة الجاهزة سواء للمؤسسة أو للمواطن كما نوفر نجاراً لتركيب الأثاث .[c1]صيدلية المؤسسة[/c]وخلال تجوالنا لمشاهدة المؤسسة وأقسامها المختلفة لفت انتباهي وجود صيدلية حيث دفعني فضولي أن أدخلها وأدهشني كثيراً ر غم أنها متواضعة جداً إلاّ أن فيها مختلف الادوية وغرفة صغيرة للعمليات الصغرى وجهاز تخطيط القلب فألتقينا بالدكتورة سلوى عبدالرحمن المجالي التي أكدت لنا أن الصيدلية تحتوي على مختلف الادوية ومختبر وجهاز تخطيط القلب وأوكسجين وأضافت :يتم معالجة العمال وكذا أقاربهم ويتم معالجة مختلف الامراض وليس فقط الامراض الناتجة عن اصابة العمل فنحن نعالج الجهاز الهضمي والتنفسي ولدينا دريبات ضد التسمم الغذائي مشيرة الى أن معظم العمال يصابون بتسمم غذائي نتيجة أنهم يأكلون في المطاعم لأنهم من محافظات مختلفة مؤكدة أن الصيدلية مجهزة ومستعدة لمواجهة كل الطوارئ ويتم اجراء عمليات صغرى وإذا لا حظنا أن الحالة خطيرة نحيلها الى مستشفى البريهي أو أي مستشفى وأحياناً الى خارج البلاد حيث سافرت بعض الحالات الى الهند للعلاج على نفقة المؤسسة.كما ألتقينا الأخ أحمد باجبير فني المختبر الذي أشار الى أن المختبر مجهز بأجهزة حديثه وأنه أفضل من بعض مختبرات المستشفيات وتجري فيه معظم الفحوصات الطبية باستثناء عينات الانسجة وبعض العينات التي نحولها الى مختبرات أخرى. [c1]الخاتمة [/c]على الرغم من صعوبة البداية إلاّ أن قيادة المؤسسة برهنت وفي فترة قصيرة أن القطاع العام ممكن أن يحافظ على نجاحه ويستمر أن تمت تهيئة الظروف لذلك وإن وجد الدعم المادي والمعنوي والتشجيع من الحكومة ومؤسسة الاثاث والتجهيزات المدرسية خير مثال على ذلك .. فقد وصلت لما وصلت إليه بوجود هذه القيادة الناجحة ولإصرار العمال للمحافظة على مصدر رزقهم وهنا تذكرت قوله تعالى “ ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب”.