قصة قصيرة
الفكرة التي طرأت عليه كانت صائبة جعلته يستدعي فريق العمل .. كان الوقت ليلا ولا يسمح باستدعاء الفريق .. تم الاتصال الفوري لأعضاء الفريق وتحديد موعد للاجتماع .قال وهو يحدث الفريق : لابد من إقامة دورة تحمل كل معاني الحياة ( إعلام . اقتصاد . بيئة. أمومة وطفولة . صحة . آداب . شراكة عالمية ) حتى تكون الدورة متميزة وذات أهمية في هذه المجالات المختلفة .راح يشرح ويطرح بنود هذه الدورة للفريق من حيث الأهمية وطرح معانيها والإمكانات التي تحتاجها الدورة ( قاعات سكن ومدرسين وشباب قادرين على العطاء ومواصلات وغيره ) الفريق يسمع ويدون . أهداف الدورة : تغطية كل الجوانب الحياة . بدأت الأفكار تتبلور وتحط رحيلها على الورق . وبدأ تقليب الزمان والمكان .أين ؟ مدة الدورة ؟ التموين؟ من هم الشباب ؟ المدرسون ؟ .فريق العمل طرح ما عنده من أفكار وتصورات. بدأت الفكرة تتبلور وتكبر قال واحد من الفريق يجب أن يكون الشباب ناضجاً ملتزماً بأهداف الدورة. طرحت بعض الأفكار وتم رسمها على الورق ليتم طرحها على الواقع. التموين. نقطة مهمة بدؤوا البحث عن التموين هناك بوادر طيبة من بعض الجهات فاطمأنت روح الفريق . وبدأ العمل على الواقع . تم التخطيط ووضع النقاط على الحروف . الفريق يعمل بجدية يبحث عما يصادفه من عوائق.لم يبق سوى ثلاثة بنود :الأول: المكان الثاني: اختيار الشباب الثالث: مدة الدورة .تم حسم تلك المعوقات وانتهى الاجتماع في وقت متأخر على أن يتواصلوا في اليوم التالي لحسم تلك النقاط . سيتم حسم جميع النقاط المتبقية على الواقع..تم تحديد المكان والزمان واختيار الشباب من محافظات أربع هي تعز وعدن وإب الحديدة على أن يكون العدد كافياً لهذه المجالات . تم تحديد ساعة الدراسة وأيام الدراسة . كل شيء الآن على الواقع. اخذ فريق العمل يستعد للرحيل إلى مكانه المحدد لاستقبال الشباب الذين تم اختيارهم. كان الفريق متوجسا خائفا فالتجربة تحتاج إلى صلابة وقوة ومهارة . وحتى آخر يوم لم يهدأ للفريق أي بال . غداً هو اليوم الأول، الفريق ظل كالنحلة حتى آخر لحظة . اليوم الأول: تجمع الشباب في المكان المحدد وتم توزيع استمارات الحضور لكل الشباب المتواجدين. شباب أعمارهم متفاوتة ومتقاربة شابات وشباناً. فريق العمل طرد ذلك الخوف والتوجس وراح يعمل بكل تفانٍ، تم توزيع الشباب على تسع طاولات كما هو عدد الأيام بدأت النظرات تقتصر على كل طاولة والتعارف. بينهم فهم من مناطق مختلفة . تم توزيع جدول الأعمال. الساعة تقترب من التاسعة صباحا، واليوم هو الافتتاح وبدأت الدورة بالتعارف أحمد يتعرف على عصام . سمير يتعرف على ماجد، ليلى تتعرف على مرفت . تم التعارف لكن الخوف كان يسري بينهم فهذا هو اليوم الأول . هناء من الحديدة وماجد من عدن واحمد من إب وليلى من تعز انساب ذلك الخوف وتحول إلى نشاط كخلية نحل تعمل دون ضجيج. اليوم الثاني : الخلية لم تهدأ وذلك الخجل قد ساوره بهجة وحبور، تجمع الشباب في طاولتهم وبدأت المحاضرة استعد الشباب لتلقي المعلومات وربط العمل الشبابي بالبيئة وعلاقة الإعلام بالصحة في بيئة واحدة . خرج الشباب من هذا المجال وقد تشبعوا بالأفكار لينتهي حاجز الخوف في اليوم الثاني.اليوم الثالث: يوم حافل بالعطاء تم توزيع استمارات استبيان. انهمك الشباب في عملهم والاستفادة من آرائهم، ويكون العسل رائقا نظيفا لنقطف ثمار اليوم الثالث .اليوم الرابع : في هذا اليوم كانت المحاضرة ساخنة ( إنها البيئة ) التي نحن منها واليها،هذه البيئة الملتفة حولنا حيث كلنا بيئة . المواطن،وكيف يتعامل مع هذه البيئة وما يحصل على الواقع وما دور الإعلام وما دور المواطن ،كانت المحاضرة والنقاش كجمرة ساخنة ليخرج هذا اليوم بعمل ايجابي متميز .اليوم الخامس :اندمج الشباب في ما بينهم ليشكلوا خلية واحدة، الحلقات التي كانت في الأيام السابقة أصبحت دائرة واحدة وضع فيها الشباب كل تصوراتهم ليكون النقاش سويا وأفكار جديدة تطرح ليخرج الشباب من هذه الدورة بهدف واحد: لا فرق بين مدينة وأخرى أو شاب وشابة بدأ البرد يدغدغ مشاعر الجميع وحمرة الشفق الأحمر تكاد أن ترحل ليخلد الشباب إلى راحة ونوم هادئ. اليوم السادس : هذا اليوم يوم استمتاع ونزهة صحا الشباب على جو تتخلله البرودة حاملين معهم نشاطهم الذي لا ينقطع: تفرقوا إلى حيث المتعة والحياة ليعودوا آخر اليوم بعد أن غسلوا تلك الهموم للأيام الخمسة الماضية ليعودوا بيوم مليء بالحب والوفاء .اليوم السابع : هذا اليوم إجازة مفتوحة تعرف فيه الشباب على مدينة الرسوليين وحملوا الصور التذكارية لجامع الاشرفية ومدرسة المعتبية وجامع المظفر وقلعة القاهرة وغيرها من المناطق الأثرية وتعرفوا على قبر المعتبية زوجة الاشرف الرسولي وغيرها . لتكون الصور هي الباقية .اليوم الثامن : يوم عمل متواصل لأخذ ما تبقى لهم من الدورة . وتقييم أعمالهم المتبقية . ليحيوا أمسية قصصية وشعرية وفضفضات من الحياة، كان الشباب ضيوفاً على الصالون الأدبي وقدموا نتائج جميلة ورائعة.اليوم التاسع : قام الشباب مبكرا يحملون همّ هذا اليوم فهو اليوم الأخير لهذا الإئتلاف كل فرد يحملق في صورة الآخر الحب والحنان والعطاء التي عرفوها لمدة تسعة أيام بدأت تذبل كوردة تم قطفها . اخذ ت كل مجموعة مكانها المعتاد.. الأفكار بدأت تشحذ هممها. سجل الشباب كل ما درسوه واستفادوا منه على الواقع وفي كراساتهم . يأتي المساء ليقدموا تقاريرهم وكلهم همة ونشاط. جاء وقت الوداع، بدأ الليل يسدل رداءه لتتحول تلك الهمسات إلى دموع تنهمر على الخدود لتروي تلك الورود لتكتب على ارض الواقع تسعة أيام مليئة بالحب والحنان لم يخبئ أحد مشاعره تجاه الأخر . تتحول تلك الهمسات إلى بكاء يسمع ونشيج ترفع صيحاته لتوزع الجوائز وبطاقات التعارف ليبقى اليوم التاسع في الذاكرة .[c1]* أديب وقاص/ مدير الصالون الأدبي-تعز [/c]