معالم وآثار
اختتم المئات من الفنانين والإعلاميين العرب والأجانب في دمشق جولة فنية وسياحية بدأت من حلب وأعادت إحياء “طريق الحرير” التاريخي القديم وذلك خلال فعاليات مهرجان الحرير الذي أقيم في محيط قلعة حلب تحت شعار “ سوريا قبلة العالم “، وشاركت القافلة في فعاليات فنية عديدة أبرزت تلاقي حضارات الشعوب عبر هذا الطريق وتفاعلها من خلال التجارة وتبادل السلع، كما شهد أفراد القافلة الفنية والإعلامية مسرحيات في عدد من المدن والمواقع السورية، عكست التفاعل الحضاري والثقافي والاقتصادي بين الشعوب.حطت قافلة الفنانين والإعلاميين في مدينة “ تدمر” عروس الصحراء، حيث شاركت في “قافلة الجمال” التي تحاكي قافلة من قوافل الحرير القديمة، ووقف المشاهدون بإعجاب أمام المنطقة الواقعة بين سور تدمر الدفاعي وسور الجمارك، حيث كانت تقوم منطقة التجارة الحرة، وتجري التبادلات التجارية بين القوافل برعاية من التدمريين، مما جعل تدمر أقدم منطقة حرة للتجارة العالمية في التاريخ. وحصلت تدمر على هذه الميزة الاقتصادية لأن طريق الحرير عبرها يعتبر الأقصر مسافة والأكثر أماناً، ولأن التدمريين كانوا يقدمون خدمات كثيرة للقوافل، فضلاً عن توفير الأمن لها وتسهيل عمليات التبادل التجاري.وفي محطة تدمر شهد الفنانون والإعلاميون على المسرح التدمري القديم عرض مسرحية “زنوبيا ملكة الشرق” التي قدمتها بإبهار فرقة “ إنانا “ السورية الشهيرة، وبعد أن تجولوا بين آثار مملكة تدمر العربية الخالدة، اتجهت القافلة نحو ريف دمشق، حيث حطت رحالها في معلولا، فزار أفرادها فج البلدة الشهير والكنائس القديمة التي لا تزال تؤدي صلواتها بالآرامية لغة السيد المسيح. كانت فعاليات مهرجان الحرير في دورته التاسعة قد انطلقت في محيط قلعة حلب تحت شعار “سوريا قبلة العالم” وتعتبر الخانات عنصراً أساسياً في مكونات طريق الحرير التاريخي القديم، فهي موانئ التجارة القديمة، وكانت تشكل فنادق اليوم وأسواق الحاضر. وفي دمشق وحدها وصل عدد الخانات في العصر المملوكي إلى 150 خاناً، أضيف إليها في العهد العثماني 83 خاناً، ولا يقل عدد خانات حلب عن خانات دمشق، وأقل منها في حمص وحماة وبقية المدن السورية الواقعة على طريق الحرير، لكن دور هذه الخانات بدأ بالتلاشي في بداية القرن العشرين مع تطور وسائل المواصلات وبناء الفنادق الحديثة وتقدم وسائط التجارة والحياة بشكل عام.