كتب / خالد شعفل جاءت مشاركة منتخبنا الوطني لكرة القدم في خليجي (18) بأبوظبي مغايرة، شكلاً وموضوعاً ، لمشاركتيه السابقتين الباهتتين في خليجي (16) بالكويت وخليجي (17) بقطر ، اذ بث اللاعبون والجهاز الفني فينا الأمل والتفاؤل في إمكانية تطور مستوى المنتخب في المستقبل وأن يستطيع تحقيق إنجاز ننتظره منذ (100) عام وقت أن بدأنا مزاولة كرة القدم فيما الأشقاء في دول الجوار لم يستأنسوا بعد هذا المخلوق العجيب بالنسبة إليهم ، غير أنهم .. انتفضوا فيما بعد على واقعهم وبنوا حضارة عصرية مدهشة ومتقدمة في شتى المجالات الإنسانية بحسن الاستفادة بما وهبهم الله تعالى من إمكانيات مادية في تمويل الخطط والبرامج المدروسة لتحقيق هذه النهضة ، وكان يمكننا _ على شحة مواردنا - أن نبقى قريبين منهم ، رياضياً على الأقل ، نحن سبقناهم في الانطلاقة بعيداً ، لو أعطينا الرياضة ما تستحقه من اهتمام . ولعل الاهتمام الكبير الذي نوليه لمشاركتنا الأشقاء في الخليج دورتهم الكروية ونوعية هذه المشاركة، لعوامل سياسية او اجتماعية أكثر منها رياضية يجعلنا نعيد الاعتبار للرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً ونؤسس لها بناء رياضياً وفق أنظمة مضبوطة ومدروسة لا تتأثر بتغير الأشخاص ، ويجعلنا نعيد النظر في أنديتنا الرياضية وأغراضها وملكيتها ورعايتها ، والاتحادات الرياضية وأنشطتها ومسابقاتها ونوعية هذه المسابقات وعلاقاتها بالجهات الحكومية ، والبنى التحتية والاهتمام بإعادة تأهيلها وتطويرها . وعلينا الاعتراف بأننا لم نبدأ بعد فالمستوى المميز الذي ظهر به المنتخب في خليجي (18) لم يكن نتاج عمل طويل أو استراتيجية سابقة ، بل هو نتاج التوظيف الممتاز من الجهاز الفني ، بقيادة الكابتن محسن صالح ، كل ماهو متاح لدى اللاعبين في الفترة الاعدادية القصيرة التي سبقت الدورة ، ومن الهروب من الواقع أو القفز عليه الادعاء بأن التميز في خليجي (18) هو نتاج للتطور الذي أحدثته مشاركتانا السابقتان في الكويت وقطر فكلنا نعلم بأننا لم نخطط او نعمل بعد تلكما المشاركتين لتطوير كرة القدم المحلية ومؤسساتها وأنظمتها ومسابقاتها ومنتسبيها من لاعبين ومدربين وإداريين، أو ربما لم تساعدنا الظروف على ذلك ، هذا من الناحية التنظيمية والمهنية المؤسسية،أما من الناحية الفنية الكروية البحتة فما يزال اللاعبون يجتهدون ، ومع اجتهادهم الكبير والأداء الجيد نسبياً في خليجي (18) الا أنهم مازالوا أيضاً في البدايات ، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال المباريات الثلاث التي لعبها المنتخب في الدورة ، فما يزال اللاعبون يفتقرون الفهم للعديد من الجمل التكتيكية الدفاعية أو الهجومية ، كما أن أداؤهم عابه التفكير الطويل والبطء الشديد في تنفيذ الهجمات المرتدة بعد افتكاك الكرة من المنافس هذا عدى أن مفهوم التحرك بدون كرة غائب إلى حد كبير عن أذهانهم قبل أن يكون ، غائباً عن أدائهم ، فلاعبو الكويت _ مثلاً _ كانوا يخترقون خط دفاع منتخبنا الخماسي ( وفي معظم الأحيان سباعي ) بكل سهولة وبتمريرات بينية تخترق المدافعين إلى لاعب كويتي لم يفطن مدافعونا لتحركة ، وليس أدل على ذلك من ركلة الجزاء التي تسبب بها ( المتألق عموماً ) محمد صالح يوسف .وباستثناء الجملة التكتيكية المرتدة والجميلة ( واليتيمة ) التي جاء منها الهدف الرائع من الطائر علي العمري بعد أربع لمسات من فكري إلى النونو فأكرم ثم العمقي يسراه التي لا ترحم في المرمى، فإن اللاعبين لم يضبطوا التحرك في الهجمة المرتدة وإن كانت الجبهة اليسرى ( سواء العمقي او عصام ) ، أظهرت نضجاً من مباراة إلى أخرى الا أن الجهة اليمني للأسف عطلها أوسام بأدائه الغير ناضج دفاعاً وهجوماً ، كما أن حراسة المرمى – مازالت في البداية ، فمن يتذكر الحارس المغربي إدريس بن زكري في مباراة المغرب واسكتلندا في مونديال (98) بفرنسا ، سيشهد بأنه كان مميزاً وفدائياً في تلك المباراة الا أنه ايضاً كان مهزوزاً ومتردداً لايمنح لاعبيه الثقة ولا يبث في منافسيه المهابة ، ومع العديد من الكرات السهلة التي أوقفها على مرتين وفي بعضها على ثلاث مرات وبسوء تقديره للكرات العرضية والثابتة كان الحارس الواعد سالم عوض رغم تألقه كإدريس بن زكري المغربي ، وهو يحمل كل مقومات الحارس المثالي وبكثير من العمل منه ومن الجهاز الفني سيكون أفضل ، حراس المنطقة في المستقبل ، لكنه بالطبع ليس كذلك الآن فما يزال أمامه الكثير ، وكل المنتخب والرياضة اليمنية إجمالاً أمامهم الكثير والكثير وأختتم بتحية ثمانية:الكابتن محسن صالح والحارس سالم عوض ، والمدافعون محمد صالح ، وزاهر فريد ، وحمادة الوادي ، والرائعون الثلاثة المايسترو أكرم الورافي ( الذي يلعب كأنه من عشر سنوات في المنتخب الأول ) ، والطائر علي العمقي والراسخ فضل العرومي .
أخبار متعلقة