بعض من المشاركن في اطلاق الشراكة بين اوروبا وحوض المتوسط
مرسيليا (فرنسا)/14 أكتوبر/كريسبيان بالمر: توصل وزراء من 43 دولة لاتفاق تسوية أمس الثلاثاء بشأن تشكيل الاتحاد من أجل المتوسط الذي يهدف إلى بث الحياة من جديد في العلاقات بين الدول الغنية شمال البحر المتوسط والدول الأفقر بجنوبه. وأطلق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاتحاد من أجل المتوسط في يوليو إلا أن المشروع صارع لكي يمضي قدما من جراء الخلافات بشأن قضايا إدارية ودبلوماسية وتلك المتعلقة بالتمويل. وتغلب وزراء خارجية دول المنطقة على العديد من خلافاتهم خلال يومين من المحادثات في جنوب فرنسا واتفقوا على أن يكون مقر الاتحاد من أجل المتوسط مدينة برشلونة الاسبانية كما اتفقوا على حل نزاع بين إسرائيل وجامعة الدول العربية. وقالت ستيفانيا كراكسي وكيلة وزارة الخارجية الإيطالية «كانت فرصة الفشل كبيرة ولكن جرى التوصل في النهاية إلى اتفاق تسوية جيد». وسيحل المشروع محل شراكة قائمة بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي ودول حوض البحر المتوسط والمعروف باسم عملية برشلونة ويهدف إلى التركيز على مجموعة من البرامج العملية بشكل كبير لمساعدة المنطقة بما في ذلك برامج المياه والطاقة والتعليم. إلا أن المشاكل التي لازمت عملية برشلونة التي بدأت عام 1995 كانت قد هددت بإصابة الاتحاد الجديد بالشلل مع تعقيد التوترات المرتبطة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني لعملية إحراز تقدم. وكانت إسرائيل احتجت على مساعي جامعة الدول العربية للقيام بدور نشط قائلة إن الجامعة مسيسة أكثر من اللازم وستحاول عرقلة مشاريع تعاون مع إسرائيل حد زعمها. ووافقت إسرائيل في نهاية الأمر على مشاركة الجامعة العربية «على كل المستويات» في الاتحاد من أجل المتوسط مقابل حصولها على مكانة بارزة في التعيينات داخل الاتحاد. وأشار الوزراء إلى أن الاتحاد سيكون لديه أمين عام من دولة من دول جنوب البحر المتوسط الذي لم يجر اختياره بعد وخمسة نواب وهم إسرائيلي وفلسطيني وإيطالي ويوناني والخامس من مالطا وكلهم ستبلغ مدة شغلهم لمناصبهم ثلاث سنوات. وقالت دبلوماسية إسرائيلية إنها تعتقد أن بلادها سيكون لها مقعد دائم في الأمانة العامة. وفي تغلب على مشكلة أخرى أقنعت باريس شركاءها بالسماح لرئيسي الاتحاد وهما فرنسا ومصر بالعمل لمدة عامين بشكل أولي قبل تحويل الرئاسة لدول أخرى. وكانت الكثير من الدول الأوروبية شمال البحر المتوسط بقيادة ألمانيا متشككة بشكل كبير تجاه المشروع وتعتبره محاولة من فرنسا لتمديد نفوذها على منطقة البحر المتوسط على حساب شركائها بالاتحاد الأوروبي. وقالت بنيتا فيريرو فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي «من الطبيعي في البداية أن يكون هناك الكثير من التوتر ولكن في النهاية جرى التوصل لنتيجة طيبة». وعرضت أسبانيا مقرا ملكيا سابقا في برشلونة ليكون مقر الاتحاد وتأمل فرنسا أن يبدأ العمل بنهاية العام. وبالرغم من أن الخلافات بشأن تشكيل الاتحاد مستمرة إلا أن أربعة مشاريع مقترحة بدأت بالفعل وبينها العمل من أجل القضاء على التلوث في منطقة حوض البحر المتوسط ومشروع للحماية المدنية يهدف إلى الاستعداد للكوارث الطبيعية والكوارث من صنع الإنسان. وأنفق الاتحاد الأوروبي 27.7 مليون يورو (35.3 مليون دولار) على البرامج منذ يوليو ووضع جانبا 32 مليون يورو من أجل العام المقبل. وتأمل فرنسا الحصول على مساهمة كبيرة من القطاع الخاص.