صـباح الخـير
يستطيع جيش الاحتلال الصهيوني أن يدمر الجنوب وبيروت بالكامل، كما هو فاعل اليوم، لكنه لايستطيع أن يدمر ارادة الشعب اللبناني ولا أن يكسر شوكة المقاومة التي هزت كيانه المصطنع وأجبرته أن يعيش تحت الأرض في أكثر من مدينة وقرية من مدن فلسطين التي اغتصبها عام 1948م.هل كان احد منا نحن العرب يتوقع وصول صواريخ المقاومة الى صفد،حيفا،وعكا، والناصرة ومرج بن عامر؟!هل كان أحد يتوقع أن يرى حياتهم وهي- تتوقف وبيوتهم وهي تتهدم ومنشآتهم وهي تقصف، كم حلمنا بمثل هذه الاشياء أن تحصل في قلب الكيان والعدوان يطول أهلنا في غزة والضفة الغربية.كم حلمنا أن يرفع الاشقاء العرب الظلم عنا، وكم حلمنا أن تفتح ولو جبهة قتال من قبل دولة عربية للتخفف من آلام الشعب الفلسطيني.كم حلمنا أن تحترق كل الاتفاقات مع هذا العدد الذي لم يضع لها اي احترام، ونتحرر منها ونقف الى جانب المقاومة بعد ان اعطينا ماعندنا من تنازلات ولم تأتِ لنا بالسلام المنشود.ولم نكن نعرف أن هذا الحلم تحقق على أيدي المقاومة الوطنية اللبنانية، والتي تناضل من أجل تحرير ماتبقى من اراضيها تحت سيطرة هذا الكيان الصهيوني، ومن أجل تحرير أسراها الموجودين منذ عشرين عاماً في سجون الاحتلال.هل اخطأت المقاومة في تحرير الارض والأسير؟بالأمس المدعو اولمرت رئيس وزراء العدو، وفي خطابه بالكنيست الاسرائيلي قال إنه يتألم للثلاثة من الاسرى الموجودين عند (حماس) و (حزب الله)، بالله عليكم إذا كان هذا الصهيوني المغتصب لارضنا وعرضنا يتألم لثلاثة اسرى، كيف لنا نحن العرب ألا نتألم لما يزيد عن عشرة آلاف أسير؟! اذا كان اولمرت على حد قوله يضع صور الاسرى في مكتبه ويحضنها، هل من حكامنا العرب من يضع صورة سجين في مكتبه ولا أقول آسيراً ؟!!الجرح عميق فينا نحن ابناء الشعب الفلسطيني ويتعمق أكثر اليوم في شعبنا اللبناني الشقيق، وحق عليكم أن تشاركونا جروحنا وآلامنا، عندما نطلب منكم نصرتنا فهذا حق من حقوقنا في العروبة والاسلام.انظروا الى مجموعة الثماني كلهم وحتى من كنا نراهن عليهم، اصبغوا على إعطاء الحق لاسرائيل بالعدوان، وجميعهم طالب بالافراج عن الاسرى الاسرائيليين، لم يخرج صوت واحد يطالب بالافراج عن الاسرى العرب ، ويوجهون الاتهامات الى سوريا الشقيقة ويطالبون بمهاجمتها كماجاء على لسان بوش.نحن نريد أن نسأل:-هل أرض فلسطين محتلة أم لا؟هل أرض لبنان محتلة أم لا؟هل أرض سوريا محتلة أم لا؟هل أرض العراق اليوم تشهد احتلالاً أم لا؟أليس من حق الشعوب المحتلة أن تناضل وكما كفلت لها كل المواثيق الدولية من أجل تحرير أراضيها ونيل الحرية والاستقلال ولماذ يحرم علينا نحن ذلك؟!قلتم لنا سلاماً قلنا نعم للسلام،اين السلام، قلتم لنا ارفضوا قرار التقسيم1947م وسنأتي، لنحارب اسرائيل رفضنا قرار التقسيم وحاربتم على طريقتكم وماذا كانت النتيجة.حاربتنا اسرائيل في 1956،48م،1982،1973،1967، واستمرت في حربها، وبعد كل حرب نتنازل ولم يبقَ شيء لنقدمه، ماذا تريدون أكثر من ذلك؟ هل تريدون أن نكشف عورتنا أكثر وأكثر.؟!