يمكننا التحدث بصراحة وان نرى بوضوح مجموعة اضاءات من شانها بعث الأمل بالانتصار عند المواطن العربي اذا ما احسنا التعامل مع هذه الاضاءات والعمل على تطويرها، وفي المقدمة منها يأتي وقف الاقتتال الفلسطيني – الفلسطيني الذي تجاوز يوما الخط الأحمر في الساحة الفلسطينية وقف الاقتتال وتحريمه بل تجريمه منجز كبير تحقق بتضافر كل الجهود الفلسطينية والعربية. إما الإضاءة الثانية فهي الآتية من المقاومة العراقية التي تصدت ومازالت للاحتلال الأمريكي للعراق، وأفشلت حتى الان وبنجاح مخططه في العراق بل و اوقفت زحفه الى المنطقة، واليوم يعيش الجيش الأمريكي في ازمة حقيقية في العراق جراء الخسائر التي تقع في صفوفه كل يوم وعلى كل الصعد، وتشهد الإدارة الأمريكية حالة من الحرج امام نفسها بعد ان تكشفت اكاذيبها بالاحتلال، وبعد ان فشلت في التصدي للمقاومة، وبعد ان تعرت في أطروحاتها وحديثها عن الديمقراطية وباتت الأصوات ترتفع داخل المجتمع الأمريكي وفي الكونغرس تطالب بوش بتحديد جدول زمني للانسحاب من العراق بل وتخطئه في عدوانه واحتلاله لهذا البلد والا كيف لنا ان نفهم ونفسر تصريح صادر عن وزير خارجية سابق السيد كيسنجر رجل سياسة ومجرب ان لم يكن صانع لها في احد الايام، نراه يقول اليوم ان الانتصار في العراق للقوات الأمريكية مستحيل، ويقول ان الحرب في فيتنام كانت اقل تعقيداً مما هي عليه اليوم في العراق.حبذا لو يسمع بوش نصائح أساتذته وقبل فوات الأوان، وفي نفس السياق تأتي الإضاءة الثالثة في انتصار المقاومة اللبنانية التي تزعمها حزب الله في الحرب الإسرائيلية على لبنان بل بالحرب الأمريكية على لبنان، ونقول الأمريكية لان أمريكا سعت بكل الوسائل لترتيب الوضع في الساحة اللبنانية على طريقتها الخاصة وبما يخدم مصلحتها ومصلحة إسرائيل بالانتهاء من الوجود السوري وحزب الله، وبعد أن فشلت أوعزت إلى إسرائيل للقيام بهذه المهمة وقدمت لها كل الدعم السياسي في مجلس الأمن والعسكري من تزويدها بالأسلحة بما فيها القنابل الذكية والعنقودية وغيرها، وما يؤكد صحة هذا الحديث التصاريح التي صدرت عن الاسرئيليين أنفسهم حيث قالوا نحن خضنا هذه الحرب نيابة عن أمريكا.بهذا المعنى أمريكا خاضت هذه الحرب وخسرتها هي وإسرائيل، وتحصد إسرائيل في هذه الأيام نتائج خسائرها في لبنان، قائد الأركان استقال أو أقيل، ورئيس الوزراء يخضع الى لجان التحقيق ومهدد هو وحزبه بالزوال، وحكومة الكيان الصهيوني تعيش أزمات نتيجة هذه الحرب وكذلك مؤسسته العسكرية، أليست هذه إضاءة ومشرقة في عالمنا العربي والإسلامي اليوم.وإذا ذهبنا الى أفغانستان وبغض النظر عن أي وجهة نظر لكننا نجد المشروع الأمريكي يواجه الفشل في كل يوم وبعد خمس سنوات من الاحتلال. اما ايران فان صح التعبير فهي العدو المدلل لأمريكا، ولن تجرؤ أمريكا على محاربتها كما تزعم، ومن بعيد بدأ النقد الآتي من روسيا بوتن للسياسة الأمريكية والتفرد ومحاولة الهيمنة والتهديد القادم منها نتيجة نشر الصواريخ في بعض دول أوروبا الشرقية وغيره، كل هذا يصب في مصلحة المواطن العربي وقضاياه الوطنية ، ويبقى السؤال كيف نتأمل مع كل هذه الاضاءات ان لم تكن انتصارات حقيقية للمقاومة في مواجهة العدو والعدوان؟فلسطينياً:-1 بات من المهام الملحة والتي لاتقبل التأجيل تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة الاعتبار لمؤسساتها والعمل بما اتفق عليها في لقاء القاهرة، آذار 2005م، وبهذا الشأن بما يضمن مشاركة كافة فصائل العمل الوطني والاسلامي فيها، فالمنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده وهي المرجعية التي لابديل عنها في كافة القضايا التي تتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية.-2 التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وعدم التخلي عنها تحت أي ظرف من الظروف، فحق العودة حق شرعي وقانوني وفردي ولايحق لاي جهة التنازل عنه، والقدس عاصمة فلسطين ويكفي ماقاله الشهيد ياسر عرفات وهو في كامب ديفيد” لم تلده امه بعد من يتنازل عن القدس “ اما الأرض فهل من يشك انها ليست فلسطينية.3-رفض أية هدنة مع جيش الاحتلال مادامت من طرف واحد فاليوم يجتاح المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية ويعتقل ويغتال من يريد وينسف البيوت ،ونحن نتفاخر بأننا متمسكين بالهدنة وملتزمين أمام الرأي العام العالمي،هذا منطق اعوج ولايجوز أن نقبله وهذا المنطق يضعنا أمام العدو وأمام العالم بأجمعه ،ومن حقنا أن ندافع عن أنفسنا ومن حقنا أن نقاتل هذا الجيش الإسرائيلي ما دام يحتل الأرض الفلسطينية.عربياً:1ـ السلام الذي نريده نحن العرب شيء والسلام الذي تسعى له اسرائيل وأمريكا سلام آخر ،وهناك هوة كبيرة في الفهم بيننا وبينهم أولاً،أماثانياً فموازين القوى ليست لصالحنا الآن بحيث نفرض رؤيانا للسلام الذي نريد،ومادامت الموازين مختلة فلن تكون أية تسوية عادلة لمصلحة العرب .2ـ نحن نتسلح بقرارات الشرعية الدولية وفي المقدمة منها القرار 194،وهي قرارات صادرة عن هيئة الأمم المتحدة ،لماذا لانتمسك بتطبيق هذه القرارات،ويمارس كل الضغط على هيئة الأمم المتحدة وعلى مجلس الأمن لتنفيذ كل القرارات الصادرة بشأن الصراع العربي الصهيوني،وهذا حق للعرب لماذا يتخلوا عنه ،وهذا يقوي العرب في مواجهة إسرائيل ويضعف السياسات التي تكيل بمكيالين.3ـ مادامت المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان تحقق انتصارات ووضعت المشروع الأمريكي الصهيوني في مأزق حقيقي يعيشه اليوم،لماذا لايتم دعم حقيقي لهذه المقاومة قفزة لتحقيق قفزة في نضالها وانتصارها.4ـ أولمرت يبحث عن منقذ اليوم وهو أسوأ أيامه،لجان تحقيق وتحميل مسؤولية بالفشل في حرب لبنان ولمصلحة كل العرب أن نعمق المأزق الذي يعيشه أولمرت وحكومته لأن سقوطة وسقوط حكومته وحزبه هو انتصار للمقاومة وللعرب،ولايجوز أن نصغي لتصريحاته ونداءاته الماكرة والخادعة المطالبة بلقاء القادة العرب والتي تعودناها من الصهاينة الذين لاعهد ولاميثاق لهم.5ـ وحدة الصف العربي والثقافه حول قضاياه الوطنية وتمسكه بالثوابت وتحالفاته مع كل من هم ضد أمتنا العربية هو الكفيل بإفشال المشروع الأمريكي الصهيوني.هل سنفعل؟
|
آراء حرة
أنا لست متشائما.. ولكن ..!!
أخبار متعلقة