لقد كانت الجلسة المنعقدة يوم الثلاثاء قبل الماضي لأعضاء مجلس النواب تستحق أن نقف عندها مطولا ؛ ونتجادل حول ماقيل وورد بها على لسان أعضائها حول واقع الجامعات اليمنية ..... بالرغم أن الموضوع ليس بجديد للطرح ؛ ولابغريب علينا إلا أن هذه المرة لمسنا اهتمام غير عادي من خلال المسؤولية التي أنيطت بها الدولة والمسئولين بمجلس رئاسة الجامعات.البداية كانت عندما اصدر مجلس النواب قراراً بتشكيل لجنة لتقصي أوضاع جامعة عدن وجامعة ذمار وتعز والبيضاء وصنعاء ؛ وذلك بعد وصول تقارير لبعض أعضاء المجلس بوجود تلاعب من قبل رئاسة الجامعات اليمنية بعضها وليس كلها بتزوير شهادات جامعية وبيع الدرجات الوظيفية ؛ إضافة إلى التصرف بإيرادات الجامعات من رسوم الطلبة الملتحقين سنويا وغيرها .جامعة عدن بدورها حظيت بكم كبير من سلسلة الانتقادات وذلك من خلال انعدام البيئة التحتية لجامعات عدن من مختبرات وقاعات دراسية ومعامل في كليتي التربية والآداب وذلك حسب ماجاء في التقرير برغم من افتتاح مباني حديثة الإنشاء ، إلا أن هذه البنايات والملايين التي تصرف عليها لاتعيد هيبة جامعة عدن.فالحقيقة أن المستوى التعليمي والأكاديمي بغيبوبة ؛ فالجامعات الخاصة قضت على التعليم الحكومي ما أدى به إلى حالة من الاحتضار .لنتساءل عن حجم الجامعات الخاصة في محافظة عدن سنجد بكل مديرية جامعة إضافة إلى المعاهد الانجليزية والفرنسية والكندية .. الخ.فالطالب عندما ينهي دراسته الثانوية يتجه نحو الدبلوم لمدة عامين إذ ينالها من الجامعات الخاصة خير من أن يتحمل معانة الالتحاق بالكليات الحكومية.. كما يفضل أن ينال شهادة باللغة الانجليزية ودورات للكمبيوتر من إحدى الجامعات والمعاهد الخاصه التي «حدث ولاحرج» .خلال فترة زمنية تقدر بشهر يضمن بها شهادة تمكنه الحصول على أي وظيفة.فهل أصبحنا في زمن تعد به الشهادة التي من مثل هذا النوع هي الرابح الأكبر للحصول على وظيفة أم مازالت الشهادة الحكومية محتفظة بمكانتها لدى البعض من أرباب العمل ؟.سؤال آخر يطرح نفسه لماذا أصبح يشترط حصول المتقدم للعمل أن يجمع كما هائلا من هذه الشهادات ؟. نحن لانريد أن يزج الآباء أبنائهم للالتحاق بالمدارس الخاصة والمعاهد بحجة التطور والارتقاء إلى مستوى أفضل ونظر إلى إغلاق المدارس الحكومية التي باتت بنظر البعض لاتنفع ولا تضر . بالحقيقة كيف نحمل جامعة عدن مسئولية اخراج شباب جامعي لسوق العمل لا يقدرون ان يميزو بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة .
الجامعات خير من في المجتمعات
أخبار متعلقة