غلاف الكتاب
صنعاء/ بشير الحزمي:صدر مؤخراً عن مؤسسة الإرشاد الاجتماعي وتمويل مشروع الخدمات الأساسية للصحة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كتاب جديد تضمن فتاوى وآراء شرعية حول الصحة الإنجابية واحتوى الكتاب الذي صدر بالحجم المتوسط في 194 صفحة على أربعة فصول تناول الفصل الأول آراء المذاهب الإسلامية حول الصحة الإنجابية وهي آراء المذهب الحنفي والمذهب المالكي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلي والمذهب الزيدي في منع الحمل.وتناول الفصل الثاني فتاوى العلماء المسلمين في موضوع الصحة الإنجابية وهي فتوى الدكتور/ عبدالسلام عظيمين وفتوى الشيخ نديم الجسر وفتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز وفتوى الشيخ سيد سابق وفتوى الشيخ عبدالمجيد سليم وفتوى لجنة الفتوى بالأزهر الشريف وفتوى الشيخ محمود شلتوت وفتوى المجلس الاستشاري للشئون الدينية في تركيا وفتوى الشيخ حسن مأمون وفتوى الشيخ عبدالله القلقيلي وفتوى الحاج عبدالجليل بن الحاج حسن وفتوى الشيخ محمد محمد المدني وفتاوى الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين وفتوى الشيخ حسن عبدالله الشيخ وفتوى الشيخ يوسف القرضاوي.أما الفصل الثالث من الكتاب فقد تناول مباحث شرعية حول موضوع الصحة الإنجابية وهي مكانة الطفل في المجتمع الإسلامي لرفيق الله شهاب، النموذجان الأساسيان لمخطط التوالد في الإسلام للدكتور عبدالرحيم عمران، والمجتمع والتطور للدكتور عبدالكريم المراق، الإسلام وتنظيم الأسرة للدكتور أحمد الشرباحي، التخطيط العائلي من منظور شرعي لمحمد المكي الناصري، الدين الإسلامي وتنظيم الأسرة لأمينة السعيد، موقف الإسلام من تنظيم النسل للشيخ محمد البابلي، أدلة العزل وأدلة كراهته مع الرد عليها للدكتور حسن آتاي، تنظيم الأسرة ورأي الدين فيه للشيخ محمد سيد طنطاوي،اهتمام الإسلام بالحامل والمرضع للشيخ حمود السعيدي، تنظيم الأسرة ورأي الفقه الإسلامي فيه للشيخ عبدالعزيز محمد عيسى، أقوال الفقهاء في تنظيم النسل للشيخ عطية صقر، حقوق الطفل في الإسلام للشيخ يحيى النجار، حكم الإسلام في تنظيم الأسرة للشيخ مهدي صالح الريمي.والصحة الإنجابية وذلك في جوانب الصحة العامة والتغذية والنظافة وصحة الأسرة ورعاية الطفولة وحماية البيئة.وفي مقدمة الكتاب أوضح الشيخ يحيى النجار رئيس مؤسسة الإرشاد الاجتماعي أن أية محاولة لفهم مشكلة أي مجتمع من المجتمعات ينبغي أن تعود لتفحص أساس هذا المجتمع، ألا وهو الأسرة، للوقوف على حقيقة حالها وأبعاد مشكلاتها.. فإذا صلحت الأسرة وفرت سبيلاً لصلاح المجتمع بأكمله، وإذا فسدت فعبء فسادها يثقل على المجتمع كله.وقال لقد نظرنا في حالة الأسرة في مجتمعاتنا كما نظر سائر العلماء والمختصين الحريصين على بلوغ سؤدد الأمة فوجدنا أن المشكلة تكمن في كثرة التوالد مع عدم السعي لزيادة الموارد، بل بلغ الأمر إلى إهمال أممنا لمواردها البشرية والطبيعية، ولعل من أهم هذه الموارد المهملة “ الأم” التي أعطتها الشرائع أعظم مكان وأسمى مرتبة في العلاقات البشرية فلا يخفى على أحد أن كثرة التوالد وتتابعه يجهز على صحة الأم ويفتك بقواها ويتركها عاجزة عن اداء دورها وتربية ولدها على الوجه المطلوب.وأشار إلى أن التوالد والتكاثر سنة في حياة البشر وناموس يحفظ بقاءهم، ولكن الإفراط فيه بلا ضوابط لا يتيح للأم أن تستعيد عافية جسدها ولا للمولود أن ينال حقه من الرعاية والرضاع والرباية السليمة، ولا للأب أن يجد الفسحة للسعي في زيادة مدخول أسرته، فإن النتائج قد تأتي على خلاف المأمول ويصبح التكاثر المفرط والتوالد المتتابع خطراً على حياة البشر، وإذا كنا أسلفنا الحديث عن عظمة نظام الخلف فلنا أن نستغرب جنوحنا نحن البشر الذين سخر الله لنا هذا الكون وتقاعسنا عن تنظيم حياتنا وترتيب شؤون معاشنا.واوضح أن الغاية من إصدار هذا الكتاب أن يكون عملاً مخلصاً يسهم في حل إحدى مشاكلنا الاجتماعية بالاستمداد من إرثنا الإسلامي العظيم، وجل أملنا من هذا المجهود أن نوفر مصدراً مرجعياً يتضمن موقف الإسلام: كتاباً وسنة ومذاهب وعلماء من موضوع الصحة الإنجابية في الحاضر والماضي، لينهل منه الباحث ويمتع منه المستزيد، عالماً كان أو خطيباً أو مرشداً أو واعظاً أو واعظة بل وحري بالمهتمين والعاملين في مجال الصحة وأرباب الأسر أن يتجولوا في أرجاء هذا الكتاب ليفهموا موقف دينهم الإسلامي الحنيف من هذا الموضوع الهام الذي كثر حوله اللغط من المشككين بمشروعيته، الموسوسين حول أهدافه جهلاً منهم بسبق الإسلام إلى إباحة استخدام وسائل تنظيم الأسرة سواء الطبيعية في العهود السابقة أو الطبية في عصرنا الحديث بإجماع العلماء والمجتهدين وإتفاق المذاهب.وقال لقد وجدنا مخزوناً عظيماً وذخيرة هائلة من المباحث والفتاوى والآراء لعلماء المسلمين في الماضي والحاضر حول موضوع تنظيم الأسرة، ولو أحصيناها لفاضت عن مجلدات، فانتخبنا منها نماذج تفي بفهم مواقف مختلف المذاهب وتبين أراء العلماء من مختلف العصور والأمصار، ثم رأينا أن نختم هذا الكتاب بسرد الأدلة الشرعية التي تناسب المواضيع الصحية المختلفة من كتاب وسنة حتى تكون عوناً للمستدل وبرهاناً للسائل، فالحمد والمنة لله الذي علمنا ما يصلح حالنا وأنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما يحيط بجميع شؤون حياتنا، والحمد لله على نعمة العافية وعلى قرة الأعين بالأزواج والذرية.من جهته قال الدكتور حمودة حنفي مدير مشروع الخدمات الأساسية للصحة عن هذا الكتاب في الفقرة المنشورة في غلاف الكتاب ان هذا الكتاب يشمل خلاصة اجتهادات وآراء العلماء المسلمين في الماضي والحاضر حول موضوع الصحة الإنجابية الذي أصبح من أكثر الموضوعات أهمية في حياتنا المعاصرة.. ولقد جاء المحتوى الغني والمتنوع لهذا المرجع ليبين توافق الموروث الديني مع العلم واهتمام التشريع الإسلامي بالدعوة للممارسات الصحية السليمة من مبدأ الحرص على توفير أفضل الشروط الحياتية للأسرة والمجتمع.. ومما يعطي هذا الإصدار أهمية أكبر أنه موجه بشكل رئيسي لفئة الخطباء في إصلاح المجتمعات وإرشاد الناس للأفكار القويمة والممارسات السليمة في مختلف المجالات ومنها المجال الصحي.إن الغاية الجوهرية للدين تتمثل في تحقيق المصلحة الفضلى للإنسان وفي هذه الغاية أيضاً تصب رسالة العمل الصحي.. ولتحقيق هذا الهدف الموحد والنبيل يجب توحيد الجهود وتعاضد الأيدي بين مقدمي الخدمة الصحية وبين علماء الدين اللذين نأمل من خلال إصدار هذا المرجع أن نكون قد وفرنا بهم مادة تعزز من إلمامهم برسالتهم الموجه نحو المجتمع في موضوع الصحة الإنجابية.