طرابلس/14 أكتوبر/توم بيري: في مناطق طرابلس الأكثر حرمانا تطرح المشاكل السياسية المزمنة للبنان من خلال صراع طائفي يهدد بإراقة المزيد من الدماء. واجهات مبان محترقة تشير إلى جبهات شهدت معارك عنيفة بين مسلحين في منطقة باب التبانة التي يغلب عليها السنة ومقاتلين في جبل محسن وهو تل مجاور يعتبر موطنا للأقلية العلوية في طرابلس. وقال محمد السلوم وهو واحد من مئات السكان في باب التبانة الذين اضطروا لترك منازلهم بسبب القتال الذي أسفر عن مقتل 22 في الشهرين المنصرمين «بعد المعارك صار هناك دم وطبعا الأمور ستتأزم صار هناك خوف.» وتسلط المعارك الضوء على خطر تعرض لبنان الذي خرج من بين فكي حرب أهلية جديدة في مايو بمساعدة اتفاق جرى التوصل له بوساطة قطرية لمزيد من الاضطرابات. ولايطبق التحالفان المتنافسان في البلاد وأحدهما يقوده السياسي السني سعد الحريري بينما يقود الآخر حزب الله الشيعي اتفاق الدوحة تطبيقا كاملا. وشكلا حكومة وحدة وطنية الشهر الماضي. لكنهما أبعد ما يكونان عن التوصل إلى مصالحة كاملة. ويقول سكان في طرابلس حيث يتمتع الحريري بنفوذ واسع النطاق إنهم يدفعون الثمن من خلال صراع بين فصيل علوي مرتبط بحزب الله ومجموعة من الجماعات السنية. وقال بلال مطر وهو عضو مجلس بلدي سابق من باب التبانة «هذا الصراع يهدأ قليلا ومن ثم يفتح من جديد. الجرح المفتوح ما زال قائما». وانتهت الجولة الأخيرة من القتال التي استمرت يومين حين انتشر الجيش لوقف المعارك بين مسلحين علويين ومقاتلين سنة. ويقول مطر إن جميع زعماء السنة اضطروا إلى الانحياز لجانب دون آخر وألا يجازفوا بفقد شعبيتهم في الدوائر السنية قبيل الانتخابات التي تجري العام القادم. وأضاف «هذه حسابات انتخابات رخيصة.» ويشير مطر إلى أن الخوف من المذابح الطائفية انتشر في باب التبانة. ويساور العلويون في جبل محسن القلق خاصة بسبب ظهور مسلحين في زي متشددين إسلاميين. ويعتبر مسلمون المذهب العلوي كفرا. ويقول أتباعه في طرابلس إنهم يخشون على أرواحهم. وأجبرت التهديدات البعض على ترك ممتلكاتهم في المناطق السنية. وقال عبد الله حوارني وهو علوي إنه أخلى متجره منذ شهر بعد تلقيه تهديدات وانتقل إلى جبل محسن. ومضى يقول «استطعنا إنقاذ بعض السلع. جاء بعض الناس ودمروا المكان.» وأضاف «ليس لدي مشاكل نهائيا معهم. حتى لم نكن نتحدث عن أمر طائفي.» وتابع قائلا «الوضع ليس جيدا هكذا لان المشكلة إننا أقلية في طرابلس. الموقع الجغرافي الذي نعيش فيه محاصر من جميع الجهات لا نستطيع أن نتحرك.» وقال رفعت علي عيد رئيس الحزب العربي الديمقراطي إنه تم إصدار أوامر بإطلاق النيران للقتل لمواجهة أي محاولات من قبل المسلحين للتوغل في جبل محسن.» وأضاف قائلا في مكتبه بجبل محسن «إذا حاولوا تجاوز الجيش سيموتون فورا.» وتابع «نحن نتحدث عن وجود لطائفة. إذا فرطت في الأمور كل شيء يصبح مسموحا.» ويوجه عيد سياسيين تهماً بالتحريض على الأعمال العدائية لإضعاف العلويين ثأرا لهزيمة حزب الله لأنصار الحريري في بيروت في مايو. وترجم حزب الله الفصيل القوي نجاحه العسكري إلى مكاسب سياسية في اتفاق الدوحة وأضاف عيد أن ما حدث في طرابلس هو بالتأكيد رد فعل على ما حدث في بيروت. لكن كتلة المستقبل التي يتزعمها الحريري تحمل فصيل عيد المسؤولية عن أعمال العنف وتتهمه بالسعي إلى تقديم مصالح حزب الله والحصول على مزيد من التنازلات من الحريري. وتنفي كتلة المستقبل المزاعم بأن لها ميليشيا. ويتحدث سكان عن وصول مسلحين من الخارج لإطلاق الأعمال العدائية ومضى يقول «هناك من يسعر هذا القتال...القوى السياسية تستغل حالة الخوف القديم هذه هناك صراع دول..» وأضاف «لدي أمل. احلم بالتسوية في لبنان لكن لكي يتم ذلك يجب أن يكون هناك تسوية في الخارج.»، وتابع قائلا «اتفاق وقف النار لا ينهي المشكلة.»