كتب/محمـدعـبـده الـواشـعيفنانون في الظل ، لا نعرف عنهم القليل او الكثير، فنانون طواهم النسيان وغيبتهم الذاكرة وهمشهم الاعلام بقصد او بغير قصد، فهم ساهموا في بناء الفن واجتازوا باصواتهم والحانهم الحدود، اسسوا تجربتهم الخاصة بهم التي عبروا بها عن الذات والمجتمع والوطن ، لهم مساهمات فنية غنية لم تنل ما تستحقه من تسليط الضوء بالصورة التي تتناسب مع تجربتهم الفنية التي وصلوا اليها ولم يتناولها الاعلام والصحافة اليمنية رغم ان كلمات الاعجاب والثناء على اعمال هؤلا الفنانين تملأ الصحف والمنتديات والمواقع الخليجية والعربية، وهنا ولأول مرة على الصحافة اليمنية نسلط الضوء على صانع الكبار فنان كتب القصيدة بكل عذوبة شعرية، تفنن في قوافيها وبحورها واغراضها، رسم بحروفها احساسه الراقي وثقافته المتدفقة، وصاغ الحانها بسمفونيته الخاصة به والتي تعددت الوانها بين معاني الحب والحنان، ومرارة البعد والفراق ، ولهفة الشوق والحنين الى الاهل والوطن بعد 50 عاما من الهجرة والاغتراب بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، لم يكن همه الاعلام والشهرة رغم علاقاته ومعرفته بكبار الفنانين امثال الفنان محمد عبده والفنان عبدالمجيد عبدالله وعلي عبدالكريم وغيرهم الكثير، بل كان همه الفن والابداع ،التجديد والابتكار انه الفنان والملحن المخضرم طاهر حسين.[c1] من هو طاهر حسين ؟[/c]طاهرحسين الذي أعتقد أن الكثير ممًن سيقرؤون هذا الموضوع لم يسمعوا أو يعرفوا عنهُ أو عن حياتهِ الفنية شيئاً لكن الفنان طاهر حسين يعد أحد أعمدة الفن اليمني وأركانه الأساسية فتميًز بإبتكار ألحان راقية وفي غاية الروعة فهي ترى اليوم أحد الأوجه المُختلطة للأغنية الصنعانية والتي لا شك قد أسهمت في إضفاء لون جديد ومُميًز للأغنية اليمنية بشكل عام. الفنان طاهر حسين من مواليد منطقة تنن عبيدة الحداء بمحافظة ذمار وهو شاعر وملحن ومطرب وموّدٍ ساهم في اكتشاف الفنانين محمد عمر وعلي عبدالكريم وعبد المجيدعبدالله وهو شاعر من الطراز الاول وصوته جميل بالذات في الغناء الصنعاني وهو يعيش في مدينة جدة وعاش فيها أكثر من 50 سنة وله كثير من الاغاني من كلمات الامير بدر بن عبدالمحسن وكاتب مقالات صحفية وهو الذي كتب بان الفنان محمد عبدالوهاب ليس موسيقاراً وقد اثار هذا الموضوع ضجة اعلامية في الوطن العربي وقد اثبت بان مصطلح موسيقار يجب ان ينطبق على الذي يضيف لآلة العود او اي آلة موسيقية شيئاً جديداً، وقبل حوالي 30 عاما كان قد دعي لاقامة محاضرة عن الفن اليمني والخليجي في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة. هو ليس مجيدا للفن اليمني عامة والصنعاني خاصة، بل هو معلم كبير وكبير جدا. فهو من علم الفنان محمد عبده طريقة الغناء الصنعاني على الطريقة والايقاع الصنعاني البحت ليس كما يفعل اهل الحجاز من تحويل الاغنية الصنعانية الى وزن وايقاع الدانة الحجازية وهناك جلسات عدة تجمعه بمحمد عبده ايضا له جلسات فنية جميلة مع الفنان الراحل طلال مداح ، كما قام بتوزيع اغانٍٍ لعدد من الفنانين لعل اهمهم الفنان ايوب طارش عندما تعاون معه في الشريط الذي به اغنية “ من يبلغ غزال رامة”.[c1]بدايــــــــــــاتــــــه[/c] بدأت لمسات فنه كملحن للروائع الغنائية التي كان يقدمها بصوته أو بأصوات فنانين، ساهم بشكل قوي ومؤثر في دعم بداياتهم كعبد المجيد عبد الله الذي تغنى لطاهر في بداياته بعدّة أعمال لعل أشهرها (أهلا بمن زارت ولا همها شيء)، وهي بالإضافة إلى كونها من ألحان طاهر حسين، فإنها أيضاً من كلماته، كما تغنى له الفنان علي عبد الكريم بأعمال جميلة، وكذلك الفنان عبد الله رشاد، إلاّ أن نجاحاته مع الفنان محمد عمر ما زالت في ذاكرة المتابع حتى الآن، خاصة أن لحنه (تسامحنا) هو الأول لمحمد عمر مع الإذاعة السعودية، ولحنه (نوى المرواح) هو الأول لمحمد عمر مع التلفزيون، مـــــــن الاغاني التي قدمها بصوته وايضا التي قام بتأليف كلماتها والحانها (أهلا بمن زارت ، بيني وبينك ، دنيا وتبي صبر طويل، رب هبلي ،سلام لله ياقاسي ، سلام مني عليكم ،سوى سوى ،ياربت الصوت الرخيم ،يامكحل عيوني، صادت فؤادي،عادها شمس،غنى على نايف، لله مايحويه هذا المقام،مكانني ظمآن ،هل أعجبك،ياحارق فؤادي بنارك،ياجزيل العطاء ،يامستجيب للداعي ،يقرب الله ،ياهلال الفلك،طير ياحالي الفنون، ربى حاجر) .وغيرها الكثير ولا يتسع المجال هنا لسردها. اغنية “سوى سوى في الهواء” التي هي من كلماته والحانه لاقت انتشارا واسعا عند اطلاقها وتقول كلماتها : سوى سوى في الهوى والهم متساويةاحوالنا يا مداري الهم مداويةارمي جراحك على جرحي وربك يعينمن ذله الجرح عزه فراج العافيةمن ترضي اليوم ياللي ما لقيت الرضىفي ما مضى عانت الحرة من الجاريةدنياك فيها عبر صيادها من صبروسنة الله في خلقه هي الجاريةوايضا اغنية “ اهلا بمن زارت ولا همها شيء “ التي هي من كلماته والحانه ايضا وغناها الفنان عبدالمجيدعبدالله وتقول كلماتها “ اهلاً بمن زارت ولا همها شيءمن شوقها طارت على صهوة الريح ساعة سجى طرف الدجى وانتشى الضيوضحك الخزامي وأزهر الفل والشيحمياسة القامة طوت خوفها طيوأنا طوتني موجبات التباريحلو في يدي أعطى لها الشمس والغيواجعل من التلميح في الحب تصريحوأرقص وأغني اقتفي زامر الحيواشق ثوب الصمت في الحال وأصيحوالوي زمام النفس عن مسلك الغيواشعل بناني للوانسة مصابيحوقالوا إنّ آخر علاج العليل كيأنا علاجي في السلا والتفاريح [c1] دور مؤثر[/c] وللفنان طاهر حسين دور كبير و مؤثر في الاغنية هنا وفي المنطقة لا يعرف الكثير عنه ، والسبب يعود للفنان طاهر حسين نفسه، فهو مقل جدا في ظهوره الاعلامي حتى انه في 45 عاما من مشواره الفني لم يجر سوى لقاءين اعلاميين، تاركا بقية الحديث لاعماله رغم تواجده القريب والمؤثر مع عمالقة الفن في الوطن العربي وله علاقات كثيرة مع فنانين عرب وخليجيين لعل اهمهم الفنان يوسف دوخي من الكويت والفنان محمدعبده الذي يعشق كلما يقدمه طاهر حسين من فن .