همسات دافئة
ابني حلمًا وسوف يبنيك الحلم...روبرت شولرمَنْ مِنا لا يملكُ حلمًا.. أو لو شئنا الدقة..مَنْ مِنا لا يملكه حلمًا..!كلنا نحلم.. نتمنى.. نأمل..ونعيش حياتنا يدفعنا حلم.. وينادينا حلم.. ويحتوينا حلم.ولا يخاف من الأحلام سوى امرئٍ يخشى أن يستحثه حلمٌ طموح على تكسير قيود الواقع.. واستخراج ما بداخله من مشاعر الأهبة.. والعزم.. والارتقاء.ولكن.. ما الحلم الذي نتحدث عنه..؟هل الحلم الذي نقصده هو خيالات نائم.. أو ترهات ناعس..؟!بالطبع لا.. إنه الحلم الذي يضجُّ المضجع؛ فلا نوم حين يحضر..هو حلم يصرخ فينا حال الكسل.. والتبلد.. والخمول.. أن مضى عهد الرقاد.. ودقت ساعة العمل والكفاح أجراسها..حلم كحلم أبي مسلم الخرساني.. الرجل الذي أسقط دولة بني أمية، وأقام دولة بني العباس، صاحب الفتوحات والانتصارات..جاء في التاريخ أن أمه كانت تراه، وهو صغير يتقلب على الفراش كالملسوع، فتهب إليه سائلةً مستفسرةً؛ فيقول لها: همة يا أماه تنطح الجبال.. همة يا أماه تنطح الجبال.هممٌ وطموحاتٌ.. تُقلقُ الغافي، وتهزُّ سكنته..والأحلام ـ أخيتي ـ مقيدة بهمم أصحابها..فهناك أحلام تموتُ.. وهناك أحلام تُقتلُ.. وهناك أحلام تعيشُ.. وتنمو.. وتزدهر..الهاتف كان حلمًا.. السيارة كانت حلمًا.. الطائرة كانت حلمًا.. المصباح كان حلمًا..فتح مكة كان حلمًا.. فتح القسطنطينية كان حلمًا.. فتح بيت المقدس كان حلمًا..أحلام طاردت أصحابها، وملكت عليهم أرواحهم، ولم تتركهم حتى غدت واقعًا ملموسًا، يخبر من أقعدته همته الدنيئة أن لا حلم يأتي بدون أن يصحب معه القدرة على تحقيقه.