تحذير للمتزوجين :
القاهرة /14اكتوبر/ وكالة الصحافة العربية : أيتها الزوجة .. هل تأكدت من أن زوجك هو نفسه الذي عرفته أيام الخطوبة ؟ أيها الزوج .. هل ظلت زوجتك بنفس شخصيتها بعد الزواج، أم اكتشفت أنها كانت ترتدي قناعاًً سقط بعد الزواج ؟! هكذا الأمر دائماً.. فبعد الدخول إلى قفص الزوجية يبدو الشكل الجميل للنصف الآخر ويسقط القناع الذي يرتديه ، بعد الزواج تظهر الجوانب الخفية في شخصية الأزواج ، لتبدأ مرحلة جديدة في حياتهما تفرضها الأيام ، مرحلة تجبر كلا الزوجين على التكيف مع الوجه الجديد للطرف الآخر وإلا ستستحيل الحياة بينهما ، ولكن لماذا يلبس الرجل أو السيدة أقنعة ما قبل الزواج ؟ ولماذا تسقط مع العشرة ؟ وما السبيل لاستكمال ؟الحياة مع الوجه الجديد الذي لم يظهر في فترة الخطوبة ؟ للإجابة علي هذه الأسئلة إليك هذا التحقيق كثيرون أكدوا لي أنني خدعت وأن من حقي طلب الطلاق ، إلا أنني قررت التعامل مع الموقف علي أنه أمر واقع وحاولت جاهدة إصلاح ما يمكن لكي تستمر الحياة مع الزوج الذي عرفته بحق بعد الزواج ، هكذا بدأت هبة 30 سنة ( موظفة ) كلامها وأضافت قائلة : تزوجت منذ عامين تقريباً بعد فترة خطبة قصيرة دامت ستة أشهر، ومع بداية شهر العسل فوجئت به زوجاً آخر ، تحول الحبيب الهادئ الرومانسي إلى وحش عصبي يثور لأتفه الأسباب ، يصر دائماً علي أن يحبسني ويكره أن يزورني أحد أو أقوم أنا بزيارة صديقاتي بل أصبح يكره رؤية أهلي .. واكتويت بنار غيرته المجنونة التي حولت حياتي إلي جحيم وسجن حكم علي بدخوله ، لأنني أجرمت بزواجي منه، وبذلك أصبح أمامي خياران لا ثالث لهما : إما الاستمرار في عذابي معه أو طلب الطلاق ومواجهته بما أحس به من خديعة ، إلا أنني فضلت الحل الأول وقمت ببذل كل جهدي في محاولات لإصلاحه قدر استطاعتي ، ففي المجتمع الشرقي من الصعب على المرأة أن تتحمل نظرة الناس إليها حينما تصبح مطلقة ، وبعد مرور عامين نجحت إلى حد كبير في تحسين طريقته في التعامل معي. أما وفاء - 91 سنة طالبة - فلها قصة أخرى حيث تقول : تزوجت منذ شهور قليلة بعد فترة خطوبة لم تزد عن عام ، فشلت خلالها في التعرف على الصفات الخفية لزوجي ، بينما نجح هو في إعطائي انطباعاً جيداً شخصية ؛ فكنت أحسبه الرجل الصادق المخلص الكريم ، ولكني للأسف عرفت حقيقته بعد الزواج فوجدته عن رجلاً كذاباً خائناً .. نعم كان يحرص علي إقامة علاقات عاطفية آثمه مع العديد من النساء قبل وبعد زواجنا وأصبح بخيلاً جداً ، فلم أتحمل كل ذلك وعدت إلى بيت أهلي الذين نجحوا في عقد الصلح بيننا ، وواجهته بتغيره فأنكر واتهمني بأنني دائماً ما أشكوه لأهله ، ومضت الحياة ومازلت أحاول تقويمه حرصاً على بيتي بدلاً من الطلاق وهدم المنزل .ويتحدث عادل - موظف 30 سنة - عن تجربته قائلاً : حينما قابلتها لأول مرة وجدتني أنجذب إليها بشدة وأعجب بتفكيرها وهدوئها وأناقتها ، فلم أتردد في التقدم لطلب الزواج منها ، وبالفعل تزوجنا بعد فترة خطبة قصيرة ، عندئذ فوجئت بفتاة أخرى غير التي عرفتها من قبل ، فزوجتي أصبحت كسولة جداً مهملة في نفسها عصبية جداً تثور لأتفه الأسباب ، تتهمني بالتقصير في تلبية احتياجات المنزل رغم أنها لا تهتم حتى بإعداد الطعام لي ، كل ما يهمها أن تشاهد المسلسلات والأفلام وتأكل وتنام ،أما أنا فبدأت أشعر أنني غير موجود في حياتها ، بل بدأت أشك في أنني تزوجت نفس الفتاة التي رأيتها من قبل .[c1]تجاهلت النصائح [/c]وتحذر شيرين ناصر - محاسبة - من الوعود البراقة التي تتغير بعد الزواج ، والتي كانت السبب في مشاكلها فتقول : أنستني كلماته كل شيء ،كنت أكذب نفسي وأفعل كل ما يطلبه مني وكأنني مسلوبة الإرادة ، تجاهلت نصائح كل من حولي حتى أهلي الذين اعترضوا عليه لأنه شخص لا يملك إلا الكلام فقط ، ومع ذلك لم أستطع منع نفسي من الاستمرار معه ، بل على العكس كلما زاد هجومهم عليه زاد تمسكي به أكثر ، وبعد الزواج اكتشفت الكارثة فما قاله من وعود شيء والواقع شيء آخر ، كلما ذكرته بأحلامه التي رسمها لي التزم الصمت وأصبح لسانه الطليق في الماضي عاجزاً عن الكلام أو حتى مجرد الرد ، فرغم يقيني أنه ليس كل ما يقلل ينفذ إلا أنني لم أتخيل أنه سلبي ومخادع إلى هذا الحد ، وحالياً أجني مازرعت .. أصبحت زوجة خدعت نفسها ومشت في طريق أضاءة الوهم .وتقول سالي سعيد 3ـ2 عاماً طالبة - الإنسان الصادق يظهر من البداية ولا يحتاج إلي جهد للتعرف عليه ، فهو واقعي في نظرته للأمور حتى حديثه عن الجمال يكون بكلمات مقتضبة ،كما أن الفتاة لا تخدع إلا إذا أرادت هي ذلك . فلدى كل فتاة حاسة خاصة تستطيع بها أن تكتشف حقيقة الشخص الذي أمامها ، ومعرفة إذا كان يرتدي قناعاً مزيفاً أم لا ، بعض الفتيات يدركن زيف شخصية الرجل الذي سيتزوجنه ولكنهن يواصلن في اتباع الشخصية المزيفة ، لأنها قد تعجب بصفاتها الظاهرية بشكل مؤقت ، لتصرخ بعد ذلك قائلة : إنني “خدعت “ ولكن بعد فوات الأوان .يدافع نادر سرحان 12 ـ عاما طالب - عن كلمات ماقبل الزواج قائلاً : لا أعتبر ما يقال قبل الزواج كذباً ، لكن من الممكن أن نسميه تجميلاً ، فالإنسان في فترة الخطوبة يري كل ما حوله جميلاً ، لأنه يكون في حالة حب تخيل له أنه قادر على التغلب على كل المصاعب ، التي قد يواجهها فطموحاته في تلك الفترة تكون أكبر من واقعه ، ويركن إلى الأحلام التي تساعده علي ذلك ،كما أن كلامه الجميل يجعله أكثر قرباً ممن يحب ، ولهذا يجد نفسه دون إرادة يكذب ويزيف الحقائق لدرجة أنه في أحيان كثيرة يقتنع بما يقوله .[c1]تجميل لا تزيف [/c]يقول د . يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس : إن الحالة النفسية للحب تجعله أكثر ميلاً للرومانسية وتصور له الأمور بطريقة أكثر إشراقاً وبهجة ، لذا فليس من المقبول أن نتهمه بالتزييف والكذب المتعمد لأنه في أحيان كثيرة يختلط عليه الخيال بالواقع ، خاصة مع إحساسه باقتراب حلمه الذي راوده كثيراً ، فهو يتمني من كل قلبه كمحب أن يضع الدنيا بكل ما بها بين يدي محبوبته ، ولذلك ترى الشعراء يصفون الحبيبة بصفات ليس لها وجود إلا في الخيال وفكر المحب ، ولا يستطيع الإنسان أن يحول أحلام الحب وكلماته إلى واقع ويضيف قائلاً : من ناحية أخرى فإن امتداح الرجل لزوجته أو خطيبته بما ليس فيها يترتب عليه أرضاؤها مع مزيد من الانسجام بينهما ، ولا تتوقف الزوجة أمام ما كان قبل الزوج إلا إذا أحست بالتقصير من الزواج وإهماله لها أو انشغاله عنها بعد الزواج .[c1]أقنعة كثيرة [/c]ويري د . طاهر الشافعي أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة أن الأقنعة تكون كثيرة قبل الزواج ، وتتوقف علي مدى إحساس الإنسان وقوة مشاعره ودرايته بمن يحب ، فهناك فتيات يجنحن إلى الخيال بطبيعتهن ، وهذا النوع يجبر من يتعامل معه - خاصة إذا كان محباً - على مجاراته فيما يريد والدخول معه إلى عالم خاص من الأحلام المبهجة البعيدة عن الواقع ، وبعد الزواج يضطرا للهبوط إلي أرض الواقع ليصطدما بالحقيقة ويتهم كل منهما الآخر أنه خدعه بقناع مزيف .يينما يرى د . محمد الصادق أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن تلك الشخصية مصابة بالتناقض وهو أن يؤمن الشخص بشيء ويفعل شيئاً آخر ، أو أنه يطبق على الآخرين ما لاينفذه على نفسه ؛ الأمر الذي يشعره بالراحة الذاتية ، وقد تكون الشخصية غير سوية ووصولية تردد شعارات معينة بغرض الوصول إلى مصلحته الشخصية ، والإنسان مجموعة من الصفات فهو يملك الشك والغيرة والطموح ، وصفات أخرى ،كلها تمثل شخصية الزوج أو الزوجين ويؤثر على تصرفاتهما .وتتحدث د. سامية خضـر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس عن أقنعة الأزواج التي تسقط بعد الزواج قائلة : إن تلك الأقنعة تتسبب في فشل الزواج لأن كلاً منهما يفاجأ بالصفات الحقيقية للجانب الآخر ، والتي لم يكتشفها من قبل وبالطبع لم يتعايش معها ، لذا تبدأ مشكلات الحياة التي قد تدمر المنزل بالطلاق ، والحل الوحيد هو التمهل سواء في الاختيار أو في دراسة كل منهما للطرف الآخر ، إلى أن يتمكن من اكتشاف كل صفات شريك حياته ، كي لا يفاجأ بعد الزواج بسقوط قناع الصفات الحسنة وظهور الواقع الذي لم يره من قبل ، وأنصح المقبلين علي الزواج أن يختاروا بقلوبهم وعقولهم وليس القلب فقط .