إننا نقتبس هنا شيئاً من كلام العرب وفلاسفة الإسلام، كي يمكننا أن نعرف كيف كان المسلمون يقدرون الأطفال. وكيف كانوا يعاملونهم، ويهذبونهم، ويربونهم."دخل الأحنف بن قيس على معاوية بن أبي سفيان، ويزيد بين يديه، وهو ينظر إليه إعجاباً به فقال :يا أبا بحر ما تقول في الولد؟ففهم ما أراد، فقال : يا أمير المؤمنين، هم عماد ظهورنا، وثمرة قلوبنا، وقرة أعيننا، بهم نصول على الأعداء، وهم الخلف منّا لمن بعدنا، فكن لهم أرضاً ذليلة، وسماء ظليلة، إن سألوك فأعطهم وإن استعتبوك فأعتبهم، لا تمنعهم رفدك، فيملوا قربك، ويكرهوا حياتك، ويستبطئوا وفاتك.فقال : لله درك يا أبا بحر! هم كما وصفت. وصية عبد الملك بن مروان لمؤدب ولده :ولنذكر هنا جزءاً من وصية عبد الملك بن مروان لمؤدب أولاده، لنعرف الأغراض التي كان يرمي إليها من تربيتهم. "علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن، وجنبهم السفلة فإنّهم أسوأ الناس ورعاً.. وأقلهم أدباً، وجنبهم الحشم - الخدم - فإنّهم لهم مفسدة، وأطعمهم اللحم يقووا، وعلمهم الشعر يمجدوا، وينجدوا - يرتفعوا - ومرهم أن يستاكوا عرضاً، ويمصوا الماء مصاً، ولا يعبوه عباً عليه" فعبد الملك ينصح لمؤدب أولاده بأنّ يعوّد أبناءه الصدق، ويعني بالناحية الخلقية عنايته بالقرآن الكريم، وحفظه وفهمه، ويبعدهم عن السافلين الساقطين من الناس كي لا يحاكوهم في أقوالهم البذيئة وأفعالهم الذميمة، ولا يتشبهوا بهم في قلة ورعهم، وسوء أدبهم ويجنبهم الحشم والخدم، فإنّهم مفسدون لأخلاقهم وآدابهم، وعليه أن يعتني بإعطائهم الغذاء المفيد والاهتمام بهم كي تقوى أبدانهم ولا تضعف أجسامهم، ويعلمهم الشعر حتى يتذوقوا ما فيه من الجمال ويصيروا من العظماء، ويرتفعوا في مراكزهم في الحياة، ولا تهمل العناية بأسنانهم، وتنظيفها بالسواك، وعوّدهم أحسن العادات الصحية عند شرب الماء. وإذا أردت أن توبخهم أو تؤدبهم أو تعاقبهم فاجتهد أن يكون ذلك كله سراً، لا يعلم به أحد ممن يفشون الأسرار، ويذيعونها، كي تحافظ على مركزهم، ومنزلتهم، ولا يحتقرهم أحد.وفي هذه الوصية لم يفكر عبد الملك بن مروان في التربية العلمية والدينية والأدبية وحدها ولكنه فكر أيضاً في التربية الخلقية والجسمية واللسانية والتربية الصحية والتربية الاجتماعية.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.[c1]"كيف يجب أن تكون عَلاقة الطالب بالمعلم"[/c]إنّ من الأفضل لكل طالب وطالبة أن يحل المعلم والمعلمة محل ولي أمره فيرجع إليهما في كل ما يعترض سبيله من المشاكل ويحيطهما علماً بأي ضررٍ يناله من أي موظف أو موظفة أو طالب أو طالبة في المدرسة ليقوما بمساعدته وتذليل العقبات التي تعترض سبيله سيره بطرق تربوية حكيمة لذلك فإنّ على كل طالب وطالبة أن يحترم المعلم والمعلمة، ويمتثل أوامرهما ويحرص على التعاون معهما في كل ما من شأنه فائدته هو وزملاؤه الطلاب والطالبات ويحرص على قبول نصائحهما وإرشاداتهما وتوجيهاتهما التربوية النافعة. فالمعلم والمعلمة نائبان عن أولياء أمور الطلاب والطالبات ومسئولان أمام الله ثمّ أمام أولياء الأمور عن تربية البنين والبنات في المدرسة تربية إسلامية، ومسئولان عن حثهم على التمسك بالدين الإسلامي والأخلاق والآداب الفاضلة، كما أنّهما مسؤولان عن حمايتهما من التعدي من أي فردٍ في المدرسة.لذا يجب على الطالب والطالبة أن يتعاونا مع المعلم والمعلمة ويصارحاهما بكل ما يحصل لهما من ضررٍ وتعويق لسير الدراسة قال تعالى : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".المعلم / عبد الباري سالم الحارجمدرسة الزبيري
كيـف نعــامــل الطفل ؟
أخبار متعلقة