د . عبده عثمان غالب المدير الحقلي للتنقيبات :
[c1]* معلومات جديدة عن حفريات معبد أوام الأثرية في مأرب[/c]متابعة / محمد سالم الجداسي حاضرة مملكة سبأ تستعيد ماضيها السعيد قالوا عنها.. مأرب محطة للذي يسافر بين عاشق أو جناح طائر، هي كنز الكنوز للثروة الآثرية فيها توجد رموز الحضارة السبئية ورد ذكرها في الكتب المساوية ، مأرب أقدم مدينة تاريخية في جنوب الجزيرة العربية تتنوع تضاريسها بين جبال ووديان وسهول وصحاري تمتد شمالاً حتى الربع الخالي.. والمناخ في مأرب بشكل عام حار صيفاً وبارد شتاء .. لم تكن محافظة مأرب عاصمة سياسية ومحطة تجارة فحسب وإنما كانت ايضاً عاصمة دينية نظراً لمعابدها التاريخية القديمة وأهمها ثلاثه معابد وهي "معبد برآن" عرش بلقيس "معبد أوام" مار بلقيس "وحرونتم" مدينة براقش "مبعد نكرح" ومدن تاريخية ومعالم عريقة وشواهد تعكس معالم الحضارة السبئية جعلها ذلك مقصد لكل السواح ووجهة للبعثات الآثرية من مختلف بقاع العالم حيث تجري فيها حفريات أثرية ودراسات علمية سوف تكشف عن مكنونات الحضارة الإنسانية في هذه المحافظة التاريخية من أهمها حفريات المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان في معبد أوام والتي كشفت عن معثورات في غاية الأهمية منها عشرات النقوش التي تتحدث عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصحية في المجتمع القديم واكتشاف بوابة الملك علهان بن نهفان.. معلومات جديدة واكتشافات مثيرة اسفرت عنها البعثة الأمريكية في معبد أوام في مأرب..لمعرفة أكثر عن هذه الاكتشافات وأهميتها التاريخية في وضع تسلسل وترابط تاريخي لتاريخ اليمن القديم التقيت بالأخ الدكتور/ عبده عثمان غالب المدير الحقلي للتنقيبات الآثرية في معبد أوام وهاكم الحصيلة:في البداية تحدث إلينا الدكتور/ عبده عثمان عن أعمال الموسم الآثري السابق وما قامت به البعثة الآثرية الأمريكية من نشاط في معبد أوام حيث قال: في الموسم السابق قمنا بتنظيف الرمال من داخل ساحة المعبد ووجدنا كل شي ساقطاً على الأرض بما فيها مجموعة النقوش التي بلغت 400 نقش وتم تأجيلها الى هذا الموسم حيث جبنا الرافعة الخاصة برفع النقوش والأعمدة التي تم العثورعليها خلال الموسم السابق وأتضح لنا أن ويندل فيليبس لم يصل في حفرياته في الخمسينيات إلى أرضية المعبد ولكنه ترك الأرضية مغطاة بالرمال ونحن في الموسم السابق وهذا الموسم قمنا بعملية التنظيف الكامل لها وكشفنا عن القنوات التي تؤدي من المظطبة العليا الى الفنى الأوسع في المدخل الرئيسي المعمد ثم بعد ذلك الى الملحقات وقد نتج عن هذا العمل والتنظيف الكشف والعثورعلى عشرات النقوش المبلطة في ارضية المدخل المعمد عشرات النقوش المبلصة فيها نحن لانتحدث عن عشرة ولاعشرين ولاثلاثين ولا أربعين ولاستين ولامائة عشرات النقوش كل المكتشفات نقوش وزخارف وكانت هذه النقوش متساقطة وكل ما يشاهد في ساحة المعبد من أعمدة ومن أحجار طويلة وصغيرة وكبيرة كلها نقوش بطول مترين احياناً وبلغت بعض هذه النقوش حوالي 51 - 52 سطراً كلها نقوش بيئية تحكي قصصاً مختلفة وهنا يقراء تاريخ اليمن القديم من خلال هذه النقوش ماهو موجود وما تشاهده حالياً في معبد أوام هو مجموعة النقوش التي تفوق الـ 200 نقشاً في المدخل المعم لكن في الملحق أيضاً نحن نواصل الحفريات الآثرية.[c1]* ماهي المكتشفات التي ثم العثور عليها في الملحق؟[/c]- في هذا الحانب كشفنا عن بوابة الملك علهان بن نهفان وهذا الملك يعود الى نهاية الألف الثاني بعد الميلاد وبداية الألف الثالث بعد الميلاد وكنا في الموسم السابق قد كشفناعن البوابة من الخارج والآن كشفنا عن البوابة من الداخل ووجدنا المدرج الذي يؤدي إلى اليفيني وهو ممر الملحق وفي البوابة وحدها عشرات النقوش وهي كبيرة طويلة جداً والبوابة من الخارج وجدناها ترتفع حوالي 50 س من الأرضية بينما من الداخل هي عبارة عن مجموعة مدرجات وهذا يعني أن هذا المكان هوعبارة عن مصطبة ترتكز عليها الأعمدة الكبيرة ووجدنا ايضاً الجدار الخارجي للملحق ونحن نتوقع أن تكون بقايا الأعمدة مقامة على مصطبة ولم تكن هنا منصة كبيرة وقد بدأنا الآن في إجراء حفريات من الجهة الأخرى لازالت الرمال والموسم القادم سوف يكشف لنا عن هذه الملحقات وما تحتويه من مقتنيات أثرية. [c1]اكتشاف في مباني أثرية* فيما يخص المباني والمنشآت داخل المعبد ممكن تحدثنا عن هذا الجانب وأهم الاكتشافات؟[/c]- في هذا المجال كشفنا عن مبان منها المبنى رقم 1 والمبنى رقم 2 وقد وصلنا الى الارضية وربما هناك مجموعة من المباني والمنشآت متداخله ومتلاحقة وتمثل مراحل مختلفة في المنطقة "أ" والمبنى 1 وكنا نعتقد ان هذا المبنى وينتهي بإنتهاء الأعمدة لكننا وجدنا ان هذه الاروقة كانت مسقوفة ومجموعة ايضاً من الأعمدة وجدناها مكسرة وأخذنا عينات لتحليلات راديو كوربون وهذه سوف تعطينا تواريخ للأساس والملحق وماهي المباني الأساسية وماهي التي أو لحقته فيما بعد وماهو الأقدم وماهو الأحدث ومن خلال هذه الحفريات ايضاً وجدنا أن الأعمدة التي موجودة والتي تم العثورعليها مشققة وبعضها مكسره وقواعدها تالفة والتي تم تدعيمها في الخمسينيات وعددها 14عموداً بينما 18 عموداً ساقطة على الأرض ووجدنا ان الاعمدة المستقيمة قد أجري لها تدعيم في الخمسينيات ونحن نبحث عن من اجري لها هذا التدعيم خاصة وان هذه التدعيمات غيرموثقة وعندما ازلنا التدعيمات وجدنا ان قواعد الاعمدة هشة ومكسرة وليست كل الاعمدة وانما مجموعة من الـ 14 عموداً حيث قمنا برفعها بواسطة رافعة وقد بلغ وزن العمود الواحد مابين 5 إلى 9 طن ووضعناها في الجهة الشمالية الغربية ومجموعة من الجهة الجنوبية وذلك في انتظار المرحلة الثانية وهي مرحلة الترميم وتشمل عملية الترميم مرحلة طويلة حيث وعندنا 32 عموداً نريد ترميمهم واعادتهم الى نفس الأماكن التي كانت فيها وأماكن وقواعد الأعمدة لازالت موجودة وواضحة وربما تأخذ هذه العملية حوالي أربع سنوات أو أكثر لآن الترميم دقيق جداً أو بطي لأننا سوف نعيد العمود الى حاله القديم والى مكانه القديم وسوف يتم البدء في هذا العمل في فبراير القادم 2007م أو في شهر مارس أو حسب الوقت الذي يحدده المرممون لأنهم لايردون أن يكون هذا العمل اثناء الرياح لأن ذلك ياثرعلى مواد الترميم خاصة إذا ما كانت هناك رياح مصحوبة بالأثربة.[c1]* ماهي الإجراءات المصاحبة للحفريات خاصة الأرشفة والتوثيق للمكتشافات الأثرية؟[/c]- الحقيقة نحن لدينا في هذه البعثة الآثرية مجموعة من العلماء الذين يواصلون العمل في حفريات معبد أوام وهم من مختلف التخصصات ومنهم علماء أمريكان قاموا بالتوثيق لجميع المكتشافات بالرسومات والتوثيق بالخرائط وأيضاً التوثيق بالتصوير وكل شيء موثق توثيقاً كاملاً بواسطة الأجهزة الحديثة وبواسطة الرسومات وبواسطة ايضاً البيانات التي اعدت لهذا الغرض خطو خطوة سواءً في مجال علماء الآثار أوعلماء الهندسة أوعلماء البيئة أو علماء التربة أو المساحيين وكل هذه الأعمال تتنفذ بتخصصات عالية جداً وكل شيء رفعوها هو وثق في الأوراق وهذه الأعمال هي تمثل توثيقاً للأجيال القادمة وللمستقبل لأبد الابدين.[c1]مكتشافات تتحدث عن الأوضاع القديمة* هل ممكن تعطينا صورة شاملة عن الاكتشافات الجديدة وعن ماذا تتحدث؟[/c]- المكتشفات التي تم العثورعليها تتحدث عن أوضاع اقتصادية وعن الحياة المعيشية التي كان يعيشها السبئيين وتتحدث عن قوانين كان يسنها السبئيين في هذا المعبد ويضعونها كنصب في أماكن مختلفة يقرأها ويلتزم بها السبئيين وهذا يشير أيضاً إلى أن هذا المعبد لم يكن بس لممارسة طقوس دينية وانما كان مكاناً لاجتماع الناس واتخاذ القرارات في هذا المكان وهذه النقوش تحدثنا ايضاً عن القبائل وعن العلاقات بين القبائل وعن المجتمعات التي كانت قائمة وعن الصلات التي كانت قائمة بين المجتمعات السبئية القديمة كما تحدثنا ايضاً عن بعض المنشآت وعن بعض المنتجات والصلات التجارية التي كانت قائمة وأماكن تواجد مصادرهذه السلع التي كانت تجلب الى هذه الأماكن وتحدثنا ايضاً عن اضحية وقرابين وهي معتقدات دينية والمناسبات التي كانت تقدم فيها هذه القرابين وايضاً نستشف من هذه الأضحية والقرابين الوضع الصحي والأمراض التي كانت موجودة في اليمن كما تحدثنا بعض النقوش عن اهمية الحيوانات والحفاظ عليها وماهي الحيوانات التي يجب الحفاظ عليها وهي مقدسة أي بمعنى لايجب ذبحها ويجب تربيتها وماهي الحيوانات التي يسمح لها بالاقتراب من هذا المكان ومن هم الناس الذين يجب أن يوصلوا إلى هذه المكان وماهي الحيوانات التي لايجب وصولها إلى هذه المعبد وهذه كلها تشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وايضاً الصحية للمجتمع اليمني القديم ومن أهم هذه القوانين قانون يعود تاريخه الى القرن السابع قبل الميلاد يسن لمن يحق له الجلوس في هذا المكان بجوار المعبد ومن لايحق له الجلوس ليس مشاعاً لكل الناس وهذا قانون يجب ان يلتزم به الجميع وقانون آخر يخص الحيوانات يوضح ماهي الحيوانات التي يجب الحفاظ عليها وعدم التفريط فيها ومنها الخيول يجب المحافظة عليها ورعايتها ومعاملتها معاملة حسنة بمعنى أن الخيل في ذلك الوقت كان بمثابة دبابة ولذا كان يجب الحرص عليها لأن ذلك يمثل الحرص على وسيلة من الوسائل العسكرية لأن الخيل كان يمثل دبابة في ذاك الزمان وهذا مثال وايضاً تشير بعض النقوش الى ماهي الحيوانات التي يجب ذبحها وتقديمها قرابين في مناسبات تقام في هذا المعبد ويعدد منها الأبقار والجمال وهناك عدد كبيرمن التفصيلات سوف يتم العثور عليها في قاع المعبد لأن هذه الحفريات لاتزال في سطح المعبد ويوجد لدينا حوالي عشرين نقش في مربع حجمه 5 متر * 5 متر وهذه مسلات وليست نقوش صغيرة وهي تذكر اسماء وطرق الحياة التي كان يعيشها المجتمع السبئي القديم وتحدثنا عن أنواع المحاصيل الزراعية التي كان الناس يزرعونها في هذا المكان في محافظة مأرب ومنها الحنطة والذرة والبرُ وهذه كلها مذكورة في هذه النقوش أو بعضاً منها كما تذكر سلسلة من الملوك الذين تعاقبوا على هذا المكان وكل ملك ماذا عمل وماذا انشأ مثل هذه البوابة الخارجية علهان بن نهفان وجاء آل شرح أغلق البوابة بعد علهان نهفان اين بوابة آل شرح نحن نبحث عنها وسانجدها ونعرف في أي مكان توجد في المعبد.[c1]* ماهي المعطيات لهذه الاكتشافات وهل غيرت من مجريات التاريخ في وضع تسلسل تاريخي لليمن القديم؟[/c]- كان تاريخ اليمن القديم من خلال النقوش والنقوش فجوات كبيرة ليس هناك تاريخ متسلسل ولكن من خلال المكتشفات الجديدة نحن بدأنا نجمع تسلسل تاريخي من خلال هذه السلسلة الممزقة ونرتبها مع بعض لتعطينا قصة متكاملة عن تاريخ اليمن القديم الآن لا نستطيع نقول لك كيف نربطها واين نهايتها واين بدايتها ولكننا بدأنا نربط هذه السلسلة وعندنا تاريخ متكامل من القرن أي من 500 قبل الميلاد إلى 300 بعد الميلاد يوجد لدينا تاريخ متسلسل وترابط.. وخلال حفريات المواسم القادمة سوف نتمكن من العثورعلى العديد من المقتنيات الأثرية الجديدة في معبد أوام والذي يمثل مكتبة أثرية تضم مجموعة كبيرة من النقوش الآثرية.[c1]كلمة لابد منها [/c]لقد بدأت الحفريات الآثرية في معبد أوام في مطلع الخمسينات من قبل ويندل فيليبس الذي أجراى أول حفريات في بوابة المعبد الجنوبية وهي أول حفرية آثرية للمؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان.. ومع نهاية العقد الأخير من القرن الماضي أي في عام 1997م عاودت المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان تنفذ حفرياتها الآثرية من جديد في معبد أوام برئاسة مارلين فيليبس وخلال المواسم الآثرية المتتالية من عام 1998م وحتى عام 2006م تم الكشف عن معثورات أثرية عديدة أكدت معلومات وحقائق فريدة معظمها تتعلق بتاريخ المعبد والأهمية الدينية له وكشفت بأن معبد أوام من أهم المعابد التاريخية على مستوى العالم القديم وأشار تقرير المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان لعام 2000م بأن معبد أوام سيكون أعجوبة الدنيا الثامنة إذا ما تم الكشف عنه كاملاً واسفرت الحفريات في الكشف عن 32 عموداً و69 نافذة صماء وأكثر من 450 نقش ومباني ومنشآت معمارية.. وتجدر الإشارة إلى أن طول المعبد يبلغ 255متراً ومساحته الكلية 6000 متر مربع ويضم 45 صفاً من البناء ويحتوي على أكبر مكتبة آثرية في شبة الجزيرة العربية.