اللقاء التشاوري لواقع الأطفال في محافظة عدن المناخات الديمقراطية التي خلقتها الوحدة أتاحت نشوء وتطور الجمعيات
سلوى صنعانيشهدت قاعة شيراتون عدن اللقاء التشاوري لواقع الطفولة في محافظة/عدن الاسبوع المنصرم، الذي تم تحت رعاية محافظ محافظة/عدن والمعهد العربي وتقدمت عدد من الجمعيات المعنية بالطفولة بجملة من الاوراق ناقشها اللقاء التشاوري وضمنها ورقة قدمها الأستاذ عصام عمر وادي مدير ادارة الجمعيات والاتحادات والتعاونيات بعدن بعنوان (الجمعيات الاهلية المعنية بالطفولة في محافظة عدن ) جاء في مقدمتها : "تتناول هذه الورقة عرضاً لواقع وأنشطة واهتمامات تضع الطفل حجر الزاوية لبناء المستقبل ،باعتباره المصدر الأساسي للسعادة والنجاح، وفي نهاية المطاف يشكل بداية الحياة ونقطة مغادرة الماضي".وتطرق في ورقته الى المناخات الديمقراطية التي خلقتها الوحدة اليمنية، مشيرا الى الاهتمام بالحقوق والحريات التي تمثلت في ظهور عدد من الجمعيات المعنية بالطفولة وتطور نشاطها وانتقاله من تقديم الرعاية التقليدية الى الرعاية ذات الطابع التنموي من خلال اسناد المراكز ودور الرعاية الحكومية الى منظمات غير حكومية ناجحة، وبما نص عليه قانون الجمعيات والمؤسسات الأهلية رقم (1) لعام 2001م ولائحته التنفيذية رقم (129) لعام 2004م حيث ازداد عدد دور الرعاية الخاصة بالاحداث والطفولة الآمنة والمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة وكذا الخدمات الاجتماعية حيث لعبت الجمعيات المعنية بالطفولة دورا هاما في تفعيل هذه المراكز.[c1]واقع التجربة[/c]يقول وادي في هذه الورقة : "ومع كل ذلك التطور لابد من الاشارة الى ان واقع تجربة العمل الطوعي في هذا المجال لايزال في بدايتها، اذا ما قورنت بواقع الجمعيات الاهلية المعنية بالطفولة في الدول التي سبقتنا في هذا المجال وايضا في ثقافة هذه المجتمعات، وخاصة فيما يتعلق بمدى تبلور مفهوم العمل الطوعي وبعض من تلك الجمعيات تنشأ وتبدا نشاطها بحماس كبير، وبعد ذلك تفقد مصادر استمراريتها وتتوقف عند حدود معينة، مع أن هناك جمعيات اخرى مدركة وواعية لهذا العمل الاجتماعي الانساني الذي انشئت من أجله، ومدركة لأهمية الالتزام بالانظمة والقوانين التي تنظم نشاطها محققة نجاحات بارزة في هذا الميدان".[c1]علاقة الجمعيات المعنية بالجهة المختصة[/c]جاء في الورقة ان قانون الجمعيات والمؤسسات الاهلية الآنف الذكر ينظم نوع العلاقة بين هذه الجمعيات والجهة الادارية المختصة ممثلة بمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة عدن (ادارة الجمعيات والاتحادات) التي ترتبط بنشأة ونشاط هذه الجمعيات وايضا نوع العلاقة الرقابية والاشرافية.وابرز في الورقة مزايا القانون الداعم للجمعيات والمتمثلة في:1 – تخفيض تعرفة استهلاك الكهرباء والمياه بالشريحة المنزلية لمقرات الجمعيات، مع تخفيض نسبة 50% من اجمالي الاستهلاك ولكن الجهات ذات العلاقة بالتنفيذ لم تتجاوب.2 – الاعفاءات الضريبية والجمركية للهدايا والمعدات المتعلقة بنشاط الجمعيات.3 – اسناد عدد من دور الرعاية والمراكز الخدمية والتابعة للمكتب لجمعيات ناجحة تديرها بشكل جيد مثال على ذلك مراكز الأسر المنتجة ومركز الطفولة الآمنة.4 – يقدم المكتب دعما ماديا سنويا يقدر بـ (ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف ريال) لعدد (34) جمعية، تحظى جمعيات العناية بالطفولة بنصيب جيد من هذا الدعم وخصوصا المعنية منها بذوي الاحتياجات الخاصة مع العلم ان هذا المبلغ لايفي بتلبية النشاط المتعاظم لهذه الجمعيات ومواجهة طلبات الدعم المتزايد لجمعيات نشطة.[c1]الصعوبات والحلول[/c]تستعرض الورقة المقدمة من قبل الأستاذ عصام وادي جملة من الصعوبات التي تواجه تلك الجمعيات التي اشار إليها ومنها :1 – شحة الدعم المخصص لهذه الجمعيات وعدم وجود مراكز متخصصة لتأهيل وتدريب العاملين في المجال الخاص بالطفولة ورفع كفاءاتهم وخصوصا في مجال اعداد المشاريع والتنوع في الانشطة بما ينسجم وأهداف تلك الجمعيات وغياب التدريب والتأهيل في تسويق هذه المشاريع الهادفة الى تحقيق الرعاية اللازمة للأطفال.2 – تأكيد أهمية مضاعفة التزامات المنظمات الدولية العاملة في اليمن أو خارجه وجهودها تجاه هذه الجمعيات في محافظة/عدن.3 – قلة التأهيل والتدريب المستمر وصولا الى البناء المؤسسي للكادر المختص بإدارة الجمعيات بالشؤون الاجتماعية والعمل بما ينعكس على تطور العلاقة بين الجهة الحكومية والجمعيات المعنية.4 – ضعف العلاقة مع القطاع الخاص الذي يتوقع أن يمول العديد من المشاريع الداعمة للطفولة في م/عدن وذلك من خلال الجمعيات المعنية بالطفولة باعتبارهما شركاء اساسيين في التنمية.ومثلما اوجزت الورقة جملة الصعوبات والعثرات التي تواجهها الجمعيات المعنية بالطفولة تذيلت الورقة بجملة من المقترحات والحلول لتذليل تلك الصعوبات للارتقاء بعمل الجمعيات وانشطتها تمثلت بالتالي: رفع نسبة الدعم المخصص لتلك الجمعيات والعمل على وجود مراكز متخصصة لتأهيل وتدريب العاملين في مجال الطفولة ورفع مستوى تسويق المشاريع التي تقوم بها لتحقيق الرعاية اللازمة للاطفال.واكدت المقترحات ضرورة العمل على التدريب والتأهيل المستمر للكادر المختص بإدارة الجمعيات بما يتلاءم والتطورات على مستوى العمل الاداري.وتطرقت الورقة الى عدد الجمعيات عامة في محافظة/عدن التي بلغت (185) جمعية بلغ عدد المعنية منها بالطفولة (16) جمعية مؤكدة ضرورة الوقوف أمام نشاطها وتقويمه للارتقاء بمستواها لما فيه صالح الطفولة وتمكينها من تحقيق اهدافها المرجوة وأهم التحديات الراهنة التي تواجه المنظمات الاهلية هي خلق شيء جديد بل وتجميع الجهود الحالية لتشكيل شبكة عمل "تتحدث بلغة مشتركة" معاً.