كاتبات الدراما التلفزيونية والإذاعية اليمنية في ملتقاها الأول - بعدن:
المحررة / إدارة التحقيقات _ تصوير/ علي الدرب :هلت علينا في العاصمة الاقتصادية نخبة من المبدعات المتألقات في كتاباتهن الدرامية مماجعل الملتقى الأول لكتاب الدراما التلفزيونية والإذاعية، والذي عقد في محافظة عدن أواخر الشهر الماضي ، يعلن فتح بابه لبداية جديدة وقفت فيها الكاتبة والمؤلفة اليمنية المداخلات التي تمت مناقشتها للمساعدة في نهضة الدراما اليمنية التلفزيونية والإذاعية والارتقاء بها إلى مستوى أفضل وليفتح الأعلام نافذة جديدة كتاب الدراما وبالأخص الكاتبات اليمنيات يكتبون لمعالجة قضايا المجتمع اليمني 0 عن ذلك قالت الأستاذة/ نجيبه حداد وكيل وزارة الثقافة لقطاع الفنون الشعبي والمسرح، وكاتبة متخصصة في أدب الأطفال، وعضو المصالح الفضلى لحقوق الطفل الدولية وأنصار الطفولة في الوطن العربي : أن هذا الملتقى الأول لكتاب الدراما التلفزيونية والإذاعية الذي جمع عداً كبيراً من الكتاب للدراما والفنانين والممثلين والإذاعيين ، جاءت الاستفادة منه أثناء مناقشة عدد من المداخلات التي طرحت والخروج بعدد من التوصيات والقرارات وأهمها النهضة بالدراما اليمنية. مؤكدة أن باب الوزارة مفتوح لكل مبدعاً أو مبدعة وسوف تقوم الوزارة بالمساعدة والدعم المعنوي والمادي ـ حسب الاستطاعة مشيرة إلى وجود 22 محافظة وفي كل محافظة يوجد مالا يقل عن (20) مبدع في مجالات مختلفة ولم ترتقي بعد مستوى وزارة الثقافة للتغطية الكاملة والشاملة بالذات من الناحية المادية.[c1]المسرح تحكمه الظروف المتقلبة[/c] وقالت الممثلة المسرحية رجاء محمد حازم - من محافظة أبين : أن بداياتي في المسرح كانت منذ عام 1972م واستمريت في التمثيل المسرحي كهواية إلى عام 2000 م ودخلت معهد الفنون الجميلة وتخصصت في المسرح فترة ثلاثة أعوام ومباشرة عينت مديرة مكتب الثقافة في مديرية خنفر في محافظة أبين أما بالنسبة للعمل المسرحي فتحكمه الظروف المتقلبة والسياسية التي تمر بها البلد وبالنسبة للعمل الدرامي في محافظة أبين يقدم في إذاعة أبين المحلية (وغالباً ماتكون الأعمال الدرامية في الإذاعة) وتكون في المناسبات الرمضانية كأعداد فقرات درامية لمدة 30 يوماً وساهمت في هذا المجال بثلاثة مسلسلات درامية بما يعادل (90) حلقة لعدة أعوام وكانت باللهجة العامية ، كما عملت في مجال الدراما في تلفزيون القناة الفضائية في ـ صنعاء منها مسلسل عام 2000 ومسلسلين في 2007م مع الأستاذ المخرج سمير العفيفي وصفوت الغشم واعمالي المسرحية تتجاوز (27) عملا مسرحيا وعملت مع عدد كبير من المخرجين المسرحيين منهم الرخم وجميل محفوظ وعلي السبيت، وساهمت في الكثير من المهرجانات المحلية ومهرجان عربي في دمشق في السبعينات وفي وقتنا الحالي فالدراما في اليمن بدأت تأخذ مساراً طيباً وبدأ الاهتمام بها من قبل الجهات الرسمية في مجال الإعلام في الإذاعة والتلفزيون متمثلة بالأخ/ حسين اللوزي وزير الإعلام والذي تكرم وأقام هذا الملتقى لكتاب الدراما الأول ،وأنا كامرأة كانت عندي مصاعب في بداياتي للعمل المسرحي بسبب التقاليد والعادات ومجتمعنا العربي وبالذات اليمن بالذات للمرأة في اليمن ،وواجهت صعوبات كبيرة وجاء فيها يوم أن طردني ابي من البيت (الله يرحمه) ولكن بسبب إصراري على التمثيل تقبلوني بعد ذلك لا اقل ولا أكثر، أهلي ثم المجتمع والحمد لله قد وصلت إلى هذه المرحلة عابرة جسر المتاعب ولكن استطردت قائلة: مايؤلمني حالياً هو أن الفتاة (الابينية) في حالة يرثى لها ،في أبين،وهي بحاجة للدعم وكسر الحواجز الفولاذية لتستطيع دخول عالم المسرح وقالت:أتمنى للمرأة الحب وتحقيق الأمنيات وان تهتم بأولادها وتربيتهم لأنهم معرضين لغزو فكري ولهذا يجب أن تعرف كيف تستخدم التلفزيون كجهاز منزلي وتحدد البرامج لان هذه المسألة خطرة جداً.وتقول أسماء صالح أحمد المصري كاتبة وقاصة من محافظة ذمار :قريباً سأكون، أن شاء الله ، من أوائل كتاب السيناريو في الجمهورية اليمنية لقد أتيت إلى محافظة عدن كمشاركة بورقة عمل حول مشاكل الدراما اليمنية وواقعها الحالي، وضعت رؤية لكيفية حل هذه المشاكل ومسببات تدهور واقع الدراما اليمنية ووضعت هذه المقترحات من خلال مداخلتي ومن باب تطوير العمل ليس فقط أن يكون منافساً بل ذات قبول .. ويمكن أن يكون المشرف عليه أي لجنة تحكيمية في أي مهرجان عربي ثم أضافت: (نحن مللنا من تشجيع الواقع والدراما اليمنية) نريد دراما يمنية حقيقية تنافس ولا تظل في مكانها او تعود إلى الوراء وتتراجع أنا قاصة منذ الطفولة ولكني بدأت احترف كتابة القصة منذ خمس سنوات ولدي ثلاث مجموعات قصصية أخرها في طور الطبع بعنوان (في بلاد المشاكل) وأكثر قصصي ذات صبغة درامية قريبة إلى كتابة السيناريو ومنها إلى كتابة القصة وهناك الكثير من المختصين قد أشادوا بأسلوبي الحواري في القصص وغيرهم يقولون عني إنني املك صوتاً إذاعياً واستطيع بسهولة كتابة السيناريو الإذاعي وأنا أريد وأتمنى أن احترف كتابة السيناريو الإذاعي في أي مجال سأبدع فيها بأذن الله.[c1]والواقع لايصور صح[/c]وأضافت: هناك العديد من المشاكل في واقعنا اليمني منها تعليم المرأة، ضعف الثقافة الفنية، وأمور الثأر وتعاطي القات، وضعف المستوى التعليمي سبب للكثير من المشاكل وهذا الملتقى يأتي على طريق تطوير العمل الدرامي وانتشاله من المستوى المتدهور الذي بات يعاني منهالأخت نادية عبد الله احمد مذيعة في الفضائية اليمنية قالت:اعمل في الإذاعة العامة والأخبار وأحس أن ميولي أكثر في تقديم الأخبار الرياضية واعمل في بعض البرامج وأحب الرياضية منها ،وأجيد نطق أسماء الرياضيين بشكل جيد، وكنت أمارس كرة الطائرة والطاولة لكن المصاعب كبيرة وقوية ، فالمجتمع أولاً يلعب دوراً كبيراً في تأخر المرأة اليمنية في مجال الإبداع وهو المجال الحساس في الحياة ونظرة المجتمع للمرأة العاملة في هذا المجال مقصورة على نوع ما، وبالنسبة للأهل وتشعر بعدم دعم الأهل وبحكم إنني يمنية فلا يجب أن أعود لمنزلي في وقت متأخراوالسفر إلى الدورات الداخلية والخارجية فانا لا استطيع أن اخذ معي محرم في عملي الدائم والذي يتطلب نشاطاً كبيراً أحياناً فلابد من العمل والإبداع ولكن إذا أن بقيت حبيسة لتقاليد الأسرة والمجتمع ،إلى جانب وجود بعض الشخصيات المهنية تساهم في إحباطك وتأخرك في العمل المهني ،ويتسببون في زرع الحزن في النفس ولقد كنت حزينة لفترة سنوات طويلة إنني لم أكن في مجالي أشارك زميلاتي في التقدير في الندوات أو الملتقيات أو المشاركات الخارجية لوجود بعض المسؤولين يعملون على المزاج لا اقل ولا أكثر (لعدم وجود الأسباب) فانا خريجة لغة عربية ولغة انجليزية ممتازة وقدمت في الفضائية باللغة الانجليزية (بالعربية والانجليزية) وكنت أقدم بامتياز واخضع للجان وتتكون من سبعة أشخاص وانجح ولكن لم يتم تقديري وكنت في تهميش مستمر دائماً ولمدة خمسة سنوات (وأنا أتكلم عن كل زميلاتي بالنيابة عنهم لأنهن متأزمات ولنفس السبب).وأتمنى الجديد لقناة (اليمانية) فإذا أرادت اليمن أن تكون في الصدارة في مجال الأعلام على المسئولين الأخذ بعين الاعتبار كل حق للمرأة التي تدخل في هذا المجال ،فنحن نمثل اليمن الوطن، الثرات، العادات التقاليد الثقافة حضارة اليمن على مدى الأزمان.« نحن لا نعرف عن ميزانية الفضائيات ولكننا ملتزمات مالياً لها،وأنا أعيش في صنعاء منذ عشر سنوات ولا استلم بدل عمل واسكن بالإيجار والراتب (31) ألف والإيجار (25) ألف ونعيش على باقي البرامج فأين الإبداع ونحن في أزمات مالية فظيعة؟ وأكدت الدكتورة منى المحاقري ، أستاذة مساعد في جامعة صنعاء، في دراسة قدمتها عن صورة المرأة العربية ،أن الدراما البحرينية تتجاهل مشاركة المرأة السياسية ، وسوء استخدام وتحليل المرأة العربية في الدراما المصرية حيث صورت المرأة في صورة من يحتاج إلى سند وعون وإلى الحماية والرعاية التي يوفرها الرجل لها ، بينما ظهر الرجل أكثر ايجابية وقدرة على التصدي لحل المشكلات ومواجهة المواقف دون انتظار لمبادرات خارجية أما الإعلانات وحسب الدراسات التي أجريت وجد أن 76% من إعلانات التلفزيون المصري تركز على الدور الأنثوي للمرأة كما أن الدراما التلفزيونية تصور المرأة في شكل الزوجة المغلوب على أمرها ـ أو زوجة ثرية متسلطة الإعلانات فيها دائماً كانت تسيء لسمعة المرأة كترويج أعلاني يستعمل للحاجة وتصبح المرأة مجرد جسر للعبور عليه فقط 0أما الدراما اليمنية فهي بعيدة عن واقع المرأة الكادحة التي تعمل والمثقفة والكاتبة والصحفية ومعاناتهم رغم الظروف الصعبة ووقوفهم إلى جانب الرجل والأسرة والمجتمع والعنوسة والطلاق وتعدد الزوجات والزواج المبكر والعنف ضد النساء، واقع المرأة وراء السجون وغيرها من الموضوعات المتعلقة بالشرف وقضايا الصحة وتنظيم الأسرة تلقى الدراما اليمنية بعيدة كل البعد عن هذا الواقع وفي الأخير استطيع القول أن العبء الأكبر يقع على كتاب الدراما اللذين يجب أن يكونوا ملًمين بكل قضايا المجتمع الثقافية والسياسية والحقوقية والقانونية والاقتصادية وكل ما يختلج فيه من مشكلات على ارض الواقع أو تقديمه في صورة يوتوبية حلميه تعتمد على الفنتازيا والخيال وتهرب من مواجهة الواقع خوفاً من سلطة المجتمع الثقافية أو حتى خوفاً من السلطة السياسية، فلا تنسى أهمية دور المرأة في المجتمع وتأثيرها على تنشئة الأجيال0 فقضية المرأة ليست مجرد قضية حرية أو مساواة وإنما هي قضية مجتمعية وقومية وتنموية تعتمد عليها نهضة الوطن الشاملة. [c1]اختتام الملتقى الأول[/c] اختتم الملتقى الأول لكتاب الدراما التلفزيونية والإذاعية في جو مليء بالفرحة والسعادة لتتجمع في ليلة قمرية نخبة من الفنانين اليمنيين والعرب لتفتح ستار البداية في حفلة تخللتها عدد من الفقرات الغنائية والرقص الشعبي.