للأسف أن الحضارة الغربية وقعت في حمأة الخيانة لقيم الديمقراطية،وعلمانية الدولة،وحق تقرير المصير لجميع الشعوب،وتواطأت مع الصهيونية،بالرغم من أكاذيبها المفضوحة في مساعدتها على اغتصاب فلسطين العربية،فقد جاء وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا حينذاك وعداً لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين،وكان ذلك في الثاني من نوفمبر عام1917م استجابة لمطالب الحركة الصهيونية التي بدأت في روسيا في أواخر القرن التاسع عشر،بسبب المذابح التي أوقعها القياصرة الروس بمواطنيهم من اليهود الخزر.ولا ننسى أن أوروبا كانت هي مهد الحركة الصهيونية فالمذابح الروسية وقعت في أوروبا،وفي روسيا في القرن التاسع عشر،وفي ألمانيا في القرن العشرين،وكانت تلك هي الذريعة التي تم بموجبها اغتصاب الصهاينة لفلسطين،ولا يزال المهاجرون الجدد يأتون أماما من أوروبا لتعزيز هذا الاغتصاب.ومن أجل أن يحقق اليهود أغراضهم السياسية لم يترددوا في الكذب عن العالم بأسره،وزعموا أن اليهود جميعاً إنما هم من بني إسرائيل الذين تشتتوا في بقاع العالم،وظلت الحركة الصهيونية تعمل على تهجيرهم إلى فلسطين العربية بأساليب وطرق الصهاينة ملتوية وغير مشروعة،وهكذا تواصلت هجرة اليهود الصهاينة إلى فلسطين وفق مخطط صهيوني،أوروبي مدروس بدقة،وبخاصة أيام الانتداب البريطاني لفلسطين،فأقاموا لهم مستوطنات صهيونية،وازدادت أعدادها عام بعد عام،كما أزداد أعداد الأفواج المهاجرة من اليهود على فلسطين عن طريق التهريب والخذيعة،فتمسكنوا في البداية حتى تمكنوا من بسط نفوذهم وهيمنتهم على البلاد ومقدرات الشعب الفلسطيني العربي،في غفلة من العرب الذين كانوا يغطون في نوم عميق ولم يكن يتصور عرب فلسطين أن تلك المستوطنات المقامة في أرضهم اليهود الصهاينة ستكون بمثابة حصان طروادة يخرجون منه ناشرين أعمالاً إرهابية عنيفة،ومرتكبين جرائم بشعة،ومجازر دموية اللإنسانية بحق الشعب الفلسطيني الآمن في وطنه فلسطين العربية،تحت مرأى ومسمع من سلطات الإنتذاب البريطاني حينذاك وتحت صمت وتواطؤ دولي مشين.وما أن نجحت العصابات الصهيونية من أعمالها الإرهابية بحق الشعب الفلسطيني،وتشريد أهلها من العراء وسيطرتها على زمام الأمور،حتى أعلنت رسمياً عن قيام دويلة إسرائيل من فلسطين المحتلة في15مايو1948م واعتراف أمريكا وأوروبا بها،ودعمتها سياسياً ومادياً ومعنوياً.فهل يكون هذا الاعتراف الأوروبي،لخطر الدولة الصهيونية على سلام العالم،هو بداية الاعتراف بالخطيئة التاريخية التي ارتكبت في حق العالم العربي والإسلامي،الذي لم يكن له يد فيما أصاب يهود العالم أو بعضهم على يد بعض الدول الأوروبية؟ولكن العالم العربي الإسلامي هو من كان عليه أن يدفع من دم أبنائه ومن مستقبله ثمن تلك الخطايا.إن الحرية لا تتجزأ،وكذلك الديمقراطية،إما أن تكون عادلة تشمل الجميع أو أقل على سلام العالم السلام،وعلى الذين يخلطون بقصد أو غير قصد،بين مقاومة الشعب الفلسطيني في غزة لقوات الاحتلال الصهيوني لفلسطين العربية،والإرهاب،أن يعلموا إنما كان بمنزلة رد فعل للإرهاب الصهيوني الذي بدأ في القرن الماضي،ولا يزال مستمر حتى هذه الساعة على يد الدولة الصهيونية،أم أن الصاروخ الذي يقذف به المقاتل الفلسطيني عدوه المحتل لأرضه في فلسطين العربية،هو الأكثر شراً من التي تطلعتها اليوم بنيران مكثفة طائرات العدو الإسرائيلي ودباباته وبوارجه الحربية على الشعب الفلسطيني في غزة،مخلفة ورآها الدمار الشامل،والحرائق،والقتل الجماعي،والجرحى لآلاف الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ،دون أن تجد من يردعها ويلزمها بوقف إطلاق النار فورا من مجلس الأمن للأمم المتحدة أخيراً نقول،يوم يعود الحق الفلسطيني لأصحابه،يكون من حق من يشاء أن يشاء أن يسائل المقاومة الفلسطينية بكل فصائل الوطنية سواء في غزة أو في أي أرض فلسطينية محتلة من فلسطين العربية هل وجدت الديمقراطية التي تعلمتها من الغرب أم سراباً؟
|
مقالات
متى يعود الحق الفلسطيني لأصحابه ؟
أخبار متعلقة