الأمومة المأمونة الواقع والطموح
استطلاع / هناء الوجيهبلغة الأرقام تصل وفيات الأمهات في اليمن تصل (366) حالة وفاة لكل مائة ألف مولود حي سنويـا، حسب مسح صحة الأسرة لعام 2003م، وهذا يعبر عن مشكلة إنسانية وصحية كبيرة ، لابد من الالتفات إليها بجدية، واهتمام بالغ خصوصا إذا علمنا أن معظم هذه الوفيات تحدث بسبب مضاعفات الحمل والولادة غير المأمونة ونتيجة لعدم وجود وعي كاف، لدى الأمهات والمحيط الاجتماعي بضرورة وجود ثقافة في مجال الصحة الإنجابية لتفادي مثل تلك المخاطر . في هذا الشأن وما يتعلق به من آراء وثقافة التقينا عددا من الأخوات والمعنيات اللواتي عبرن عن آرائهن وخبراتهن بالتالي :كانت البداية مع الأخت/ مريم التويتي ( ربة بيت ) التي تحدث قائلة : ربما يصل عدد المرافق والمراكز الصحية التي تقدم الخدمات أعدادا كبيرة، وخصوصا داخل المدن، ولكني متأكدة أن نسبة المستفيدات من خدمات تلك المراكز لا تصل إلى (20 %) من إجمالي النساء والدليل على كلامي المحيط القريب منا إذ إني أعرف عددا من جاراتي وصديقاتي ينصح بعضهن بعضا ، بالولادة في المنزل بسبب تلك الشائعات المخيفة التي تسمعها النساء، من سوء المعاملة والأخطاء الطبية وغيرها من الشائعات التي توزع سامعها بأن المنزل هو المكان الآمن، وتابعت :أما في ما يخصني في زيارتي للمركز الصحي خلال فترات حملي فإني لا أستفيد من المعلومات شيئـا، وكل ما يتم عمله هو قياس ضغط الدم والكشافة التلفزيونية نصائح ولا إرشادات وتختتم التويتي حديثها بالقول : الأمومة المأمونة حلم جميل يتحطم على أرض الواقع نتيجة الوعي المتدني ورداءة الخدمات.[c1]طموح جيد[/c]هدى العطاني «منسقة إنتاج « تحدثت قائلة : إن المرأة في معظم مراحلها العمرية تحتاج إلى النصائح الطبية والدعم التوعوي لها، وللمحيطين بها اجتماعيـا، فالإجحاف في حق المرأة وتدني وضعها الاجتماعي والاقتصادي وعدم مشاركتها في اتخاذ القرارات التي تؤثر في حياتها، بالإضافة إلى عدم توافر خدمات كافية للصحة الإنجابية والسلوك الإنجابي في سن مبكرة أو متأخرة مع ارتفاع عدد الولادات وتقارب مرات الحمل، كلها مسببات منطقية لرفع معدل وفيات الأمهات.. وأضافت :السياسة الوطنية للسكان تسعى إلى خفض معدل وفيات الأمهات، وهذا طموح جيد ولن يتم إلا بتكاتف الجهود الرسمية والاجتماعية بهدف إيصال خدمات صحية متكاملة للنساء الحوامل والإشراف على الولادات والرعاية وما بعد الولادات وتثقيف المجتمع المحيط بتلك الأمهات من آباء وأزواج وأقارب بحيث تكون النتائج مرضية وتنخفض تلك المعدلات المؤلمة والمخيفة من وفيات الأمهات.[c1]علامات الخطر[/c]أما الأخت / سهير الذمراني « طالبة جامعية « فترى أن معظم النساء وهي من بينهن لا يعلمن شيئـا عن علامات الخطر أثناء الحمل أو المخاض أو ما بعد الولادة... فقد يحصل لديهن تورم للقدمين واليدين - هذا ما يخص المرأة الحامل- ولا تأبه بذلك بل إن هناك في محيطها من يطمئنها ويقول لها بكل بساطة هذا الانتفاخ مجرد ماء وبعد الولادة سيتلاشى، هذا فقط أحد الأمور، وهناك العديد من الأمور تعتبر مبهمة لدى المرأة الحامل، وهذا يدل على تقصير القابلات المسؤولات أو الطبيبات المتابعات لحالات الحمل، وكذلك مسؤولات الرعاية في المراكز الصحية.. والوعي لدى النساء محدود، في هذه الأمور وينبغي أن تركز الجهود على تثقيف النساء، والمحيط الاجتماعي الذي يعشن فيه.[c1]ولادة متعسرة[/c]وتقول الأخت / عهود المرتضى ( موظفة ) : حين جاء المخاض إحدى قريباتها تم استدعاء قابلة لتوليدها وكانت الولادة متعسرة وتستلزم الذهاب إلى المستشفى، ومع ذلك ظلت القابلة تصبر المرأة وتقول لها أنت بكر حتى نفذ الوقت وأصبحت الأم في حالة الخطر، وحينما أسعفت إلى المستشفى فقدت تلك الأم جنينها وأصيبت بتسمم الحمل، وظلت في المستشفى أياما تعاني من حالة صحية ونفسية سيئة، وهذا يدل على أن الاستهتار وأحيانـا الجهل المقنع بالمعرفة من الأسباب التي تؤدي إلى رفع معدلات الوفيات في الأمهات.[c1]خطوة نحو الخطر[/c]الدكتورة جميلة المؤيد مدير عام مستشفى السبعين تقول : إن المستشفى يستقبل حوالي (60 حالة ولادة) يوميـا منها (15 حالة) ولادة بالعمليات القيصرية.وقد أكدت المؤيد أن من أهم أسباب وفيات الأمهات هو عدم وجود وعي كاف من قبل الأم الحامل والمجتمع المحيط بها، ففي أغلب الأحايين لا تدرك الحامل أن زيارة الطبيب غاية في الأهمية للحفاظ على صحته وصحة الجنين و أن الإهمال يتسبب في خطورة الحمل وفي كل يوم يقترب فيه موعد الوضع تقترب الأم خطوة نحو الخطر لإحتمال تعسر الولادة أو النزيف الحاد.. ولتجنب أمهات المستقبل أخطار ومضاعفات الحمل والولادة فلابد من أخذ المشورة الكافية التي من شأنها أن تؤدي إلى حمل آمن ووضع سليم دون حدوث أية مخاطر على الأم أو الطفل.[c1]عوامل كثيرة[/c]وتختتم الحديث الأخت نبيلة الحيمي من مركز الأسرة السعيدة التي تحدثت قائلة : إن هناك عوامل كثيرة تؤدي إلى وفاة الحامل ، منها النزيف الحاد الذي يظهر أثناء الولادة وبعد الولادة، بالإضافة إلى ارتفاع السكر وضغط الدم.. وهناك مخاطر تصحبها علامات إنذار ينبغي لنا التركيز عليها، وهذا لن يكون إلا بتوعية الأم الحامل.. كما أن العادات والتقاليد الخاطئة بما فيها الزواج المبكر من الأسباب المؤدية إلى وفاة الأمهات، وقد تكون شحة الإمكانيات وعدم توصيلها بالشكل المناسب للفئة المستهدفة سببا أيضـا ، وأضافت الحيمي : لابد من التكاتف والعمل الجماعي في سبيل نشر الوعي والتثقيف في مجال الصحة الإنجابية وتدريب وتأهيل الكوادر العاملة في هذا المجال بما من شأنه أن يسهم في خفض معدل وفيات الأمهات والرفع من مستوى الخدمات في هذا الجانب.