البحث عن صياغة جديدة لتاريخ المسرح في اليمن
من أثينا الى عدن 173 في الحلقة الماضية من هذه السلسلة رقم (200) المنشورة في صحيفة (14أكتوبر ) الغراء يوم السبت تاريخ 28يناير 2006م. حدثت القارئ عن استجابة المغفورله يإذن الله الأخ أحمد سعيد الريدي للدعوة التي وجهها اليه الأستاذ أحمد عبدالله سعد ليسهم بكتاباته عن المسرح في صفحة ( واحة الدراما ) التي خصصتها ادارة صحيفة (14 أكتوبر) الغراء للبحث في تاريخ المسرح وفنونه. وفي احدى لقاءاتنا علمت منه ان سيكون مدار موضوعه:( البحث عن صياغة جديدة لتاريخ المسرح في عدن ) ، وصدر العدد رقم 11724 من الصحيفة يوم السبت الأول من سبتمبر 2001م. يحمل الموضوع الأول للبحث المرجو ..وقدم الأستاذ أحمد عبدالله سعد في ركن الصفحة للموضوع بكلمة طيبة في ( متنفس الواحة ) قال في مطلعها : ( أخيراً هذا قلم الأستاذ أحمد الريدي يخطه خصيصاً لواحة الدراما وسيتواصل بإذن الله بعد النقلة الجديدة التي ترفع الواحة وضعها والتي نتمنى بصدق أن يكون أستاذنا الريدي معنا جنباً الى جنب يأخذ بيدنا وبيد غيرنا الى مكامن السلب والإيجاب ...). وافتتح المرحوم الريدي موضوعه الأول في صفحة ( واحة الدراما ) بالعبارة التالية :(كان الزميل أحمد عبدالله سعد قد طلب مني المساهمة بالكتابة في صفحته المتميزة (واحة الدراما ) في صحيفة (14 أكتوبر ) الغراء ، ولم يكن الطلب مفاجئاً لي ، ذلك أنني كنت أعتزم بالفعل المشاركة في الواحة لإيماني بصحة قرار قيادة الصحيفة باعتماد صفحة كاملة للدراما ، ولما تمثله هذه الخطوة الصائبة من دفعة للفنون والعاملين في حقولها لاستعادة دورها واسهاماتها في إثراء الحركة الإبداعية اليمنية ، والتعريف بنتاجها وحركتها التي تعاني في الوقت الراهن من تعثرات عدة وكان غياب الجانب الإعلامي أحد أهم هذه التعثرات ..). وأصاب السهمان مرماهما : وقد أصاب السهمان من ابن سعد والريدي مرماهما ، ذلك لأن معظم ما كتبت قد كان (تاريخاً شفهياً) للمسرح استقيته من أفواه المعمرين ليكون منطلقاً للكاتب المتخصص والباحث المتسلح بأساليب البحث العلمي القادر على تتبع منهج المسيرة التاريخية ليقرأ ، ويعلق ، ويضيف ، ويوثق ، وينفي ويصحح ما استحق النفي بعد التثبت أو التصحيح ثم يتوسع فيما غفلت عن تسطيره أقلام الكتاب ممن سبقوه - وأنا منهم - فنحن أحوج ما نكون الى المعرفة الأكاديمية التي اكتسبها الفقيد بجهد وجدارة .. والى تحقيق ذاتنا وصنوف ثقافاتنا ومنها المسرحية على الرغم من تجاهل من كتبوا ونشروا كتاباتهم عن المسرح في الوطن العربي ( أنظر ما نشرته لي صحيفة (14 أكتوبر ) الغراء بعنوان ( حول كتاب المسرح في الوطن العربي ) للدكتور علي الراعي يرحمه الله ، في عدد يوم 29/3/2001م. وتتابعت كتابات الريدي تظهر في صحيفة (14 أكتوبر ) في صفحة ( واحة الدراما ) وتناول في مقاله الأول : ( البدايات الأولى لمسيرة الحركة المسرحية الحديثة في اليمن والجزيرة العربية .. وفي اعتقادنا فإن أهم وثائق تلك الحركةتعتمد على وثيقتين تشكلان المرتكز الأساسي والمرجعي لأي باحث في هذا الموضوع . الوثيقة الأولى بعنوان " المسرح العدني يستعيد نشاطه الفني" بقلم علي عبدالله باصهي ، وقد نشرت في تاريخ الثاني من يناير 1949م. وكانت الوثيقةالثانية بعنوان " قصة المسرح في عدن بقلم عمر عوض بامطرف وكان قد فرغ من اعدادها في العام 1965م. وقام بنشرها في حلقتين في العام 1966م. وتوقف موضوع الريدي بعد العدد 11790 الصادر يوم الثلاثاء 6 نوفمبر 2001م. وانتظرت ظهوره مجدداً،فأردت أن استحثه على مواصلة بحثه ،وأستحث صحيفة (14 أكتوبر) لمواصلة نشر الواحة، وصدر عدد يوم الخميس 6 من ديسمبر 2001م. من الصحيفة وفي صفحة ( فنون ) مقالي بعنوان : ( أين بحث الريدي ، أين واحة الدراما ؟هل ترى رسالة الريدي للدكتوراه النور؟وكان الريدي يرحمه الله قد شغلته مهام عمله من صبحه الى مسائه، والسهر الطويل في اعداد أطروحته لنيل الدكتوراه عن المسرح من الأكاديمية العليا للمسرح في جمهورية مصر العربية منذ تم ترشيحه من قبل وزارة الثقافة والسياحة لإعداد بحثه للدكتوراه، ولكن الله سبحانه وتعالى اختار فقيدنا الريدي لجواره ، وترك أحمد الريدي كما قال الأخ عبدالله الضراسي في مقاله ( رحيل الريدي ورحيل مشروع ثقافي ) عدد 12231 من (14 أكتوبر) الغراء بتاريخ 28 يناير 2003م. ترك الريدي ( منضده الخشبي الذي صنعه ( بنفسه ) لكي يكتب عليه وبجانبه ركام من المراجع والملفات المفهرسة في ركن غرفته ) .. ولما كان هذا الركام من الجهد الفكري والروحي والجسدي لا بد له أن يرى النورفقد اتصلت يوم 9/2/2006م.هاتفياً بالأستاذ عبدالله علي باكداده مدير مكتب وزارة الثقافة والسياحة بعدن ، وسألته: " هل لنا أن نأمل من وزارة الثقافة والسياحةأن تتكفل بنشر رسالة الدكتوراه التي أعدها الفقيد الريدي بعد المراجعة والتصحيح ؟ فقال: سأعمل جهدي ليرى عمله النور لخدمة الثقافة والأدب المسرحي وتخليد الفقيد بنشر ابداعه ، وأعتقد أنك من سيقوم بمراجعته وتصحيحه) . قلت ان شاء الله ، وشكراً لك ..ثم اتصلت بأسرة الفقيد وسألتها عن ملفاته وأوراق بحوثه ، وعن ملف كان قد رصد فيه بخط يده الحركة المسرحية ، وبلغت صفحاته ثلاثاً وخمسين (53 ) صفحة من القطع الكبير، وبلغ عدد الفرق المسرحية التي رصدها(130) مائة وثلاثين فرقة ، وقلت لها لعلنا ننجح مع وزارة الثقافة والسياحة بمساعدة الأخ عبدالله باكدادة بطبع ونشررسالته للدكتوراه مع ( رصد الحركة المسرحية ) فقد كان المرحوم يود نشرهما معاً .. وأكدت لي أن لديهم ملفات عديدة سلمت لهم ، وقد جاء من يريدها ورفضوا تسليمها لأحد .وقالت ان استطعت والأستاذ باكدادة الحصول على تعهد رسمي على نشر كتابه فانا نرحب بذلك ونتمناه وسنوفرلذلك ما ما يلزم مما كتب ان شاء الله .. فهل يتحقق الأمل ، ويرى جهد الفقيد الريدي النور ، وتضيئ صفحاته السبيل لطالبي المعرفة ومروج المسرح الندية المزهرة ؟! لنا أمل في وزارة الثقافة والسياحة، وفي مطبعة جامعة عدن . والله ولي التوفيق ..