فيما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها على مناطق متفرقة من قطاع غزة
دبي / غزة / 14 أكتوبر / رويترز:أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم أمس الجمعة أن حماس لن تقبل شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وأنها ستواصل المقاومة المسلحة إلى أن توقف إسرائيل هجومها.ودعا مشعل في افتتاح اجتماع طارئ في الدوحة الزعماء العرب المجتمعين في قطر إلى قطع كل الروابط مع إسرائيل.من ناحيتها قالت حكومة الكيان الصهيوني إسرائيل يوم أمس الجمعة إن هجومها على غزة قد يكون دخل مرحلته الأخيرة وأرسلت مبعوثين لبحث شروط الهدنة بعد أن تقدمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعرض لوقف إطلاق النار لإنهاء القتال الدائر منذ ثلاثة أسابيع والذي استشهد فيه أكثر من 1100 فلسطيني.غير أن إسرائيل رفضت عنصرين مهمين على الأقل من شروط وقف إطلاق النار التي عرضتها الحركة واستمر القتال وان كان بكثافة أقل مما كان عليه يوم الخميس.ويرى البعض تنصيب الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الثلاثاء المقبل باعتباره التوقيت الذي ستذعن فيه إسرائيل للضغوط الدولية المتزايدة وتوقف هجماتها.وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الذي يواصل جولته في المنطقة انه يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال بضعة أيام لكنه حث إسرائيل على وقف القتال فورا. وقال «حان الوقت الآن حتى للتفكير في وقف لإطلاق النار من جانب واحد.»وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن خمسة صواريخ على الأقل سقطت على إسرائيل من غزة. وقال نشطاء ومسعفون إن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت أربعة فلسطينيين ثلاثة منهم من المقاتلين والرابع مدني.وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت «نأمل أن نكون في الفصل الأخير.» وأضاف أن تقارير المبعوثين في واشنطن ومصر يوم الجمعة يمكن أن تتبعها قرارات سريعة من جانب مجلس الوزراء المصغر المعني بالشؤون الأمنية.وقال مسؤولون إسرائيليون إن مثل هذه القرارات قد تصدر اليوم السبت في حين يشهد الفلسطينيون هدوءا نسبيا بعد قتال ضار يوم أمس الأول الخميس اعتبره الكثيرون الدفعة الإسرائيلية الأخيرة قبل الموافقة على وقف إطلاق النار.وقال بنيامين بن أليعازر العضو في مجلس الوزراء المصغر «الظروف لم تسفر عن شيء بعد.» وأضاف «لكن ذلك قد يحدث مساء اليوم السبت ويمكننا طي هذه الصفحة.»وتم تقييد إطلاق حماس للصواريخ عما كان عليه من قبل. وليس من الواضح ما إذا كان ذلك يعتبر كافيا لكن إنهاء إطلاق الصواريخ كان هدف إسرائيل الرئيسي من شن هجومها يوم 27 ديسمبر كانون الأول الماضي. وبعد ليلة صعبة أخرى قصفت فيها الطائرات الإسرائيلية 40 هدفا في القطاع الساحلي المزدحم اتسم صباح الجمعة بالهدوء النسبي بعد أن صدم سكان القطاع بمدى تقدم الدبابات الإسرائيلية داخل مدينة غزة يوم أمس الأول الخميس.وقال مسعفون انتهزوا فرصة هدنة إنسانية مدتها أربع ساعات إنهم انتشلوا 23 جثة يوم أمس الجمعة من ضحايا قتال الخميس من حي تل الهوا في جنوب شرق المدينة حيث وقع بعض من أعنف الاشتباكات.
وتحدث دبلوماسيون بثقة متزايدة عن ترتيب وقف لإطلاق النار من نوع ما في الأيام القليلة المقبلة وأشاروا إلى أن إسرائيل قامت بآخر دفعة ضد حماس قبل الموافقة على اتفاق.وقتلت غارة جوية إسرائيلية يوم أمس الأول الخميس واحدا من ابرز قادة حماس وهو سعيد صيام وزير الداخلية في حكومة حماس المقالة وقائد 13 ألفا من رجال الأمن المسلحين. وقتل تسعة آخرون في هذه الغارة.وشيعت حشود تردد الهتافات صيام يوم أمس الجمعة.ومن المقرر أن تعقد وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني محادثات في واشنطن مع الرئيس جورج بوش. وقد تكون فرص ليفني في الانتخابات المقررة يوم العاشر من فبراير شباط المقبل قد تحسنت بالحرب القصيرة التي قتل فيها 13 إسرائيليا.وأبلغت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت أن واشنطن أقرب حليف له ستلتزم كتابة بخطوات لمنع حماس من إعادة التسلح عبر أنفاق من مصر وهو شرط إسرائيل الرئيسي لهدنة طويلة الأمد.وتتوسط مصر بين إسرائيل وحماس ووصل المبعوث الإسرائيلي عاموس جلعاد إلى القاهرة مرة أخرى يوم أمس الجمعة. وقال ريجيف «عندما نطلع على تقارير جلعاد وليفني قد نعقد اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني تنتج عنه قرارات.» وأبلغت حماس ومصادر دبلوماسية رويترز يوم أمس الأول الخميس أن الحركة عرضت هدنة مدتها عام قابلة للتجديد بشرط انسحاب القوات الإسرائيلية في غضون أسبوع وفتح جميع المعابر مع إسرائيل ومصر.والمعابر مغلقة باستثناء مرور إمدادات إنسانية محدودة في إطار حصار تفرضه إسرائيل منذ أن سيطرت حماس على القطاع في عام 2007 من قوات فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكانت حماس فازت في انتخابات تشريعية في العام السابق.وقالت مصادر إسرائيلية وغربية طلبت عدم نشر أسمائها يوم أمس الجمعة إن إسرائيل اعترضت على تحديد أجل للهدنة.وقال مسؤول إسرائيلي بارز «تحديد أجل (للهدنة)... خطأ» مشيرا إلى كيف انتهت تهدئة مدتها ستة أشهر العام الماضي باندلاع العنف.ومن مطالب إسرائيل كذلك نشر قوات عباس على المعابر كما كان الحال قبل أن تسيطر حماس على القطاع. وحماس وفتح على خلاف مرير مما يزيد من الصعوبات العديدة التي يواجهها عباس في التفاوض على تسوية سلمية مع إسرائيل تسمح للفلسطينيين بإقامة دولة في غزة والضفة الغربية.وفرضت إسرائيل قيودا إضافية على الحركة ونشرت العديد من قوات الأمن المسلحة في المدينة القديمة بالقدس أثناء صلاة الجمعة خوفا من اندلاع أعمال عنف من جانب الفلسطينيين في الضفة الغربية.وأدان بان الأمين العام للأمم المتحدة هجوما إسرائيليا على مستودع تخزين تابع للمنظمة في غزة مما دمر أغذية مطلوبة بشدة.وقالت وزارة الصحة في غزة إن الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ يوم 27 ديسمبر بهدف معلن هو إنهاء هجمات حماس الصاروخية قتل نحو 1132 فلسطينيا وأصاب 5100 بجروح وقالت جماعة فلسطينية مدافعة عن حقوق الإنسان إن عدد الشهداء من المدنيين حتى 15 يناير كانون الثاني بلغ نحو 700 شهيد.ومن ناحية أخرى قالت مصادر في حكومة الكيان الصهيوني إن مستشارا بارزا لرئيس الوزراء الكيان الصهيوني ايهود أولمرت انضم لمحادثات وقف القتال الدائرة في القاهرة يوم الجمعة فيما يشير إلى احتمال أن يكون التوصل إلى اتفاق لوقف القتال بات وشيكا.وأضافت المصادر أن شالوم ترجمان مستشار أولمرت لشؤون الدبلوماسية انضم إلى عاموس جلعاد المسؤول الدفاعي الإسرائيلي البارز في المحادثات.ورفض مكتب اولمرت التعليق بشأن ما إذا كان ترجمان يشارك في المفاوضات التي تتوسط فيها مصر. ولا توجد مفاوضات مباشرة بين حماس وإسرائيل.وعلى الصعيد نفسه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم أمس الجمعة أن بلاده طلبت من إيران وسوريا المساعدة على إقناع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقبول الاقتراح المصري لإنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي دخل أسبوعه الثالث وأوقع أكثر من 1100 قتيل فلسطيني.وقال لافروف في مؤتمر صحفي «المبادرة المصرية...بالنسبة لنا هي الأفضل ونعتقد أن كل الجهود يجب أن تعمل على دعمها».وأضاف «في هذا الخصوص بعثنا بإشارات ذات صلة لممثلي حماس وتلك الدول التي لديها نفوذ على حماس.«أولا وقبل شيء إيران وسوريا. تحدثنا مع زملائنا. أمل أن يركز الجميع على ذلك.»وتنص خطة السلام المصرية على تأمين الحدود بين مصر وقطاع غزة والتي تزعم إسرائيل أن الأسلحة تهرب عبرها وإنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة.وقالت إسرائيل يوم أمس الجمعة إن الهجوم على غزة قد يكون في «الفصل الأخير» بعد أن عرضت حماس وقفا لإطلاق النار.وتقيم روسيا علاقات وثيقة مع طهران ودمشق ولها اتصالات رسمية مع حماس التي يقاطعها الغرب لرفضها الاعتراف بإسرائيل.ومن جهته أعلن الرئيس السوري بشار الأسد يوم أمس الجمعة أن مبادرة السلام العربية مع إسرائيل ماتت ودعا كل الدول العربية إلى إنهاء كل الروابط مع الدولة اليهودية.وقال الأسد خلال اجتماع طارئ عقد في الدوحة بشأن غزة إن كل الروابط المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل يجب أن تقطع احتجاجا على الهجوم على غزة.من ناحية أخرى قال مسؤول من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لقناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية إن الحركة سترسل وفدا إلى القاهرة لبحث الجهود المصرية للتوسط في وقف إطلاق النار في غزة. وقال محمد نصر عضو المكتب السياسي لحماس إن حركته قدمت لمصر وجهة نظرها المحددة بشأن المبادرة المصرية خلال الزيارة السابقة وأنها تلقت أمس الجمعة اتصالا لدعوة وفد حماس إلى مصر لمناقشة الرد الإسرائيلي.