* يكبر بعض الناس بالزيف .. ويكبر بعضهم بخدمة الكبار لدرجة تقبيل الركب, وحسن اختياره للموت في حضرة الملوك .. ويلعب الشعراء والكتاب والساسة دوراً مهماً في تكبير بعض الكائنات المجهرية .. فهم أحياناً يمتدحون قزماً ويصيروه عملاقاً, ويشيدون بمناقب خائن وطني، لدرجة أن يتوجوه على رأس المواطن وفوق شخص وطني حقيقي, وعلى سبيل المثال صار لأحد الفرنسيين معلماً معروفاً باسمه هنا في عدن بسبب امتداح المثقفين له, رغم أن «رامبو» كان في الأصل تاجر عبيد, ولم يأت إلى اليمن إلا ليلعب دور الوسيط في هذه التجارة الخسيسة عبر البحار.* يموت أحدهم .. ولأن عاطفة سياسيين ومثقفين تستدر في مثل هذه المناسبة, أو لأن لهم مصالح مع أبناء «المرحوم» فيتطوعون بأقلامهم وكرامتهم ويتحدثون عن صاحبهم بوصفه «حكيم اليمن» .. «وصانع الرؤساء»! ويبدو أن النفاق من وجهة نظر بعض الكتاب والسياسيين مسموح به في بعض اللحظات العاطفية, ومن باب «أوجدوا لموتاكم محاسن» !!* حكماء اليمن هم رجال ونساء من أضراب غزالة المقدشية، واليافعي، وعلي ولد زايد، والحميد ابن منصور، والبشاري, وباوزير، وأبو عامر, وأبو كدرة, والمحضار, ومحمد المطري، والربادي، والجاوي, وجارالله عمر, وعلي عبدالله صالح وآخرين مثلهم وهم كثر من هذا الصنف ذي النقاء الوطني.* وصانعو رؤساء اليمن ليسوا أفراداً .. ففي شمال اليمن وجنوبه قبل الوحدة, ثم في اليمن الموحد لا توجد أي حقيقة تاريخية تؤكد أن الرئيس هنا أو هناك, وفي هذه المرة أو تلك هو صنيعة شيخ قبيلة .. كل رؤساء اليمن في الشمال والجنوب وفي اليمن الموحد هم صناعة شعبية مرة عن طريق الجيش, ومرة عن طريق الحزب, وأخيراً عن طريق صندوق الانتخاب.
|
فكر
غضون
أخبار متعلقة