أقواس
لا شك بأن المكانة المهمة التي يحتلها التوجيه التربوي في أي نظام تعليمي ولا سيما في المرحلتين الاساسية والثانوية تكمن اساساً في الدور الذي يناط بالموجه التربوي " المشرف التربوي " فهو الى جانب تحمله مسئولية الاشراف على مجموعات من المعلمين والذين بدورهم تناط بهم مهمة تربية اعداد كبيرة من الطلاب اضافة الى اشرافه على عدد من المدارس ادارياً وتعليمياً بل يمكن القول بأنه مسئول مسئولية مباشرة على نظام التعليم والتعلم وتحقيق اهدافه وعلى هذا الاساس فموقعه هذا على اهميته يتطلب التجدد المستمر والتحسن في أدائه المهني وهو امر لا يكتمل ولا يصل الى نهايته الا بالتأهيل المستمر . وفي بلادنا وفي ظل الاقبال الواسع على التعليم تزداد الحاجة الى دور الموجه التربوي في المدارس بفعل عوامل كثيرة اقتصادية وسياسية واجتماعية والزيادة المطردة في اعداد الطلاب سنوياً وقلة المعلمين المؤهلين والموجهين الاكفياء .. والتوسع السنوي في انشاء المدارس الجديدة سواء في المدن او في الارياف كل ذلك يجعل من عملية التوجيه التربوي " الاشراف التربوي" غاية في الاهمية مما يتوجب الدراسة العلمية والبحث في مدى تلبيتها للحاجة المستقبلية ومدى قدرة الموجهين على استشفاف آفاقها ووعيهم لادوارهم وتعرفهم على الاساليب الحديثة لان زيادة فاعلية التعليم وكفايته تتوقف على مستوى الافراد العاملين فيه وعلى مستوى ادائهم وشعورهم بالمسئولية . ولعل الاتجاه لكثير من المعلمين نحو العمل في التوجيه التربوي هو احد العوامل القوية التي تحدد مدى الجدوى والاستفادة منه فاذا ما شعروا بالعداء وعدم الاحترام نحو القائمين بعملية التوجيه فان هذا بطبعه قد يعود من ناحية الى اعتقاد المعلم بأن معلوماته المرتبطة بالمادة الدراسية تفوق معلومات مدير المدرسة او الموجه التربوي نفسه ومن ناحية اخرى الى عدم كفاية اوجه النشاط الاشرافي كما يعود ايضاً الى فشل مديري المدارس في تقديم المساعدة الاشرافية باعتبارهم الموجهين الاوائل في مدارسهم . ومن دون شك فإن هذه الاتجاهات غير المرغوبة هي من العوامل المؤثرة سلباً على العملية الاشرافية المباشرة وقد لا يكون الموجه التربوي مسئولاً عن وجود مثل هذه العوامل الا انها تجعل عمله لا يلقى قبولاً واستحساناً لذا على قيادة الاشراف التربوي والتوجيه التربوي البحث عن وسائل متطوره ترقى بأداء الموجهين في بلادنا وذلك لمواجهة التحديات المستقبلية والتي تتمثل بالمتغيرات الكبيرة في مجالات الحياة المختلفة . ومهما كانت النظرة الى دور الموجه التربوي فان الجميع يتفق على ان الهدف الاول من دوره هو تحسين عمليتي التعليم والتعلم غير انهم لا يختلفون في الاساليب والطرق التي يجب اتباعها لتحقيق هذا الهدف بشكل فعال ومتقن فهل يجب ان يكون الاسلوب قائماً على التسلط والمراقبة وتصيد الاخطاء واصدار الاوامر والتعليمات والاكتفاء بالتواصل الميداني من جانب واحد ؟ ام يجب ان يكون الاسلوب تشاركياً بين الجانبين الموجه والمعلم؟ " في جو تسوده الثقة والمودة والعلاقات الطيبة والتواصل المفتوح ام يجب ان يتعدى الاسلوب هذا او ذاك الى اسلوب توفيقي يركز على اتقان اداء المعلم وفهم جزئيات العلاقة بينه وبين المعلم ومعروف بأن عمل الاخرين للوصول الى اهداف محددة في ميادين كثيرة يأتي المعلم احد ميادينه ولما كان التعليم في معناه العام يتضمن اشخاصاً يتعلمون و معلمين يقومون بعملية التعليم ومواد دراسية تدرس وطرائق تقدم من خلالها الدروس فان ذلك يتطلب ان يكون المعلمون على وعي بفلسفة التربية والتعليم وبوظائفها واهدافها في المراحل المختلفة وفهماً لطبيعة المراحل العمرية التي يمر بها الطالب خلال اعداده ليكون عضواً نافعاً في مجتمعه الجديد كما يتطلب ايضاً وضع المناهج والمقدرات الدراسية بما يتلاءم مع حاجات واتجاهات الطالب الاجتماعية والمثيرة لاهتماماته المستقبلية وكذا ابتكار الطرق السليمة لمساعدته على حل مشاكله التعليمية والاجتماعية .