صباح الخير
تثار هذه الأيام على صفحات 14 أكتوبر مشكلة قديمة جديدة في حياة الطالب وهي مشكلة الحمامات في المدارس وعدم صلاحيتها، وانعدام النظافة فيها. ورغم الكتابة عن هذه الوضعية مراراً وتكراراً ورغم الترميمات والإصلاحات المستمرة للحمامات في بعض المدارس إلا أن الوضعية السيئة تعود وخلال فترة وجيزة إلى سابق عهدها وأسوأ فما هي العلة وأين يكمن الخلل؟ هل في تدني مستوى وعي الطالب نفسه بأهمية النظافة، وعدم لعب المدرسة دور في هذا الاتجاه، أم في اختلاف المستوى الاقتصادي والثقافي والاجتماعي أو بشكل عام اختلاف المستوى الاجتماعي من طالب لآخر، كون المدارس الحكومية تضم مختلف المستويات، ضف إلى ذلك عدم وجود رقابة وإشراف على نظافة الحمامات في المدارس من قبل إداراتها، وعدم وجود عمال نظافة مخصصين لهذا الغرض في المدارس.نحن كأولياء أمور نتألم ونقلق يومياً من عدم قدرة أطفالنا دخول الحمام لقضاء حاجتهم طوال فترة الدوام المدرسي ومهما كانت حاجتهم لذلك، وهذا قد يترتب عليه مضاعفات كثيرة على الاصحاء والمرضى من الطلبة، ولأول مرة نلمس من قيادة محافظة عدن النية لإيجاد حلول عملية في هذا الجانب، وحتى الآن لا ندري ما هي هذه الحلول، ولكن المدارس النموذجية حلت هذه المعضلة بالتعاقد مع شركات التنظيف التي تستعين بها تقريباً جميع المرافق سواء حكومية أو غير حكومية، واعتقد أن هذا لن يكلف الدولة الكثير ولن يكون ما يصرف أكبر ولا أغلى من صحة أطفالنا وشبابنا عماد المستقبل مع التنبيه إلى أن شركات النظافة التي يتم التعاقد معها أو البعض منها يكاد لا يكون لديها نفسها من مفهوم النظافة إلا شراء الصابون والمنظفات وإضافة عبء مالي على المرافق دون وجود نظافة بالشكل الذي يفترض ان تكون عليه، لهذا وجب التنبيه فقط لتدارك المسألة والاهتمام بها من بدايتها حتى لا تكون شركات النظافة مجرد شكل يحقق لنا مستوى نظافة في المدارس في أدنى مستوياتها، والمطلوب لذلك أولاً أن تكون هناك حمامات كافية تتناسب واعداد الطلبة وحجم الضغط في هذه المدارس.ـ أن يكون هناك مشرفين يتواجدون بشكل دائم أثناء فترة الدراسة ويراقبون استخدام الطلاب لهذه الحمامات ويتولون النظافة مباشرة.ـ أن يتم إضافة مساحة مسقوفة إلى الحمامات من أجل بقاء عامل أو عمال أو عاملات النظافة فيه للإشراف المباشر وان تكون النظافة في هذه الحمامات في أرقى مستوياتها وليست أدناها حتى ينعكس هذا المستوى على الطالب، وينقله إلى المحيط الذي يعيش فيه مهما كان المستوى الذي ينتمي إليه.