عمران / طارق الخميسيتتواصل أيام الشهر الكريم وحركة أسواقه الرمضانية العامرة التي تعج بأنواع المأكولات والبضائع وتدفق الناس حركة لا تنصب حتى الفجر ترى هل هذه الحركة الدءوبة موجودة في الأرياف صحيفة 14 أكتوبر حاولت معرفة أيام رمضان في أرياف محافظة عمران من خلال لقائها ببعض الإخوة تعالوا معي لنرى الفارق في السطور التالية : [c1]رمضان في خارف[/c]الأخ سنان حرمل من أهالي قرية الشطبة مدرية خارف / عمران يبلغ من العمر ما يقارب السبعين عام يتلذذ في الحديث عن هذا الشهر الكريم وقال : بعد الإعلان عن شهر رمضان الكريم نجهز بعض من أقراص الخبز ( القرم ) المكون من العدس والشعير والقمح مع فطير وفتة خبز وما تبقي من عشاء الأمس وتختتم وجبة السحور بالقهوة ( القشر ) وبها يبدأ الإمساك والبدء بصلوات التراويح او النوافل قبل صلاة الفجر التي يتمكن الصائم بعد الانتهاء من الفريضة السفر إن أراد السفر ومن بقي بقريته يذهب إلى حقله الزراعي ليبعد الأعشاب الضارة عن محصوله الزراعي بأنواعه حتى الساعة العاشرة صباحا ليعود الى منزله بانتظار صلاة الظهر وبعضهم يخلد الى النوم حتى ساعة الظهر وعند الانتهاء من الصلاة تسير به خطاه الى سوق القرية التي لا يرى فيها سوى الخضار ( الكراث والبقدونس والخس ) المكملة لمائدة الإفطار والحقيقة أن السمبوسة وبعض من الحلويات دخيلة على المائدة الرمضانية الريفية ونادرا يكون الاهتمام بها رغم أنها بدأت اكتساح أريافنا وهذا الحال يستمر إلى ساعة بلوغ صلاة العصر ليتجمع الناس ويحرص القبيلي على شراء اللحمة والتي يسمونها ( الشركه ) احد ركائز المائدة وهي تذبح محليا واقصد داخل القرية في حال وجود خراف لاسيما يوم الجمعة ثم يتجه الناس الى القرى الكبيرة القريبة التي لديها محال تجاري كبير والاستماع إلى بعض البرامج في الراديو وتبادل الحديث عن قضايا وهموم الناس وبعضهم يذهب الى الحقل لقطف القات والتهيؤ الى المقيل او الذهاب إلى حقله الزراعي لاستكمال أعماله التي أقامها في الصباح الباكر وتجميع ما حصدوه من الحبوب ويعرضها الى حرارة الشمس ليجففه إلى أن تحل ساعة الغروب وبه يبدأ الناس بالتقرب الى الله في مسجد القرية ولا يدخل بيت الله فردا الا وهو مصطحبا معه ما يفطر به مثل التمر والشفوت ( لحوح باللبن ) والحلبة الحامضة وبعض المشروبات العصائر وهي لحظة حاسمة من يوم الصائم وفرحة له وللأكل لذة وطعم وهنا يتجمع الصائمون على شكل دوائر او حلقات بسميها في القرية ( حدره) ويأكلون على شكل مجموعات صغيرة وتتفاوت نسبة بقاء الناس في حال الإفطار فمنهم يقيم الصلاة بعد الإفطار مباشرة وغيرهم يطيلها من خمس الى عشرة دقائق ومها يكن من تفاوت فان الناس بعد أداء صلاة المغرب يتهامسون فيما بينهم لتحديد مكان السمرة التي تبدأ بعد العشاء والاتفاق على مجلس المقيل لمضغ القات ومناقشة أوضاع الناس حتى منتصف الليل حيث يتفرق الناس إلى عبادة الله فبعض منهم يرى أن اداء النوافل والقيام في مسجد القرية هي جزء من أيام رمضان والآخرون يقضون بقية وقتهم في لعبة الدمنة والبطة والكيرم وعادة ما يكون العشاء مكونا من حلبه مع لحوم واللبن وفته بالمرق او السمن والعصيدة والريش وجبه أساسية مثل الحلبة ولكن البداية هي الشوربة اما الحلويات لا نعرفها إلا المهلبية [c1]المرأة ورمضان[/c]الأخت عاتقة صالح حسين تعمل في سكرتارية جهاز المراقبة والمحاسبة بعمران سألناها على كيفية التوفيق بين العمل والإعمال المنزلية وتربية الأطفال في هذا الشهر الكريم فقالت : حتى لا يصبح ارتباك في حياة المرأة الموظفة أو العاملة خلال شهر رمضان المبارك نحاول قدر ما نقدر أن نقسم عملنا ونستعد بشكل جيد لترتيب وقتنا إذ تعطي المرأة العاملة نصف وقتها إلى أولادها والعمل وما تبقي إلى أعمال البيت بحيث تستطيع تجهيز الفطور وتعد أطباقه ما بعد وصولها من العمل مباشرة وتحرص المرأة دائما على أن تصنع مأدبة الإفطار بيدها من دون ان تشتري المأكولات التي تصنع في السوق مثل السمبوسة او المحلبي وما شابه ذلك وتعتبر هذه المقبلات هي من اختصاص المنزل خاصة بعد ان تتمكن من تجهيز بعض أجزاء المائدة بعيد الانتهاء من صلاة التراويح وقراءة القران الكريم حتى يأتيها النعاس لأنها مقبلة على مرحلة أخرى وهي تجهيز مأدبة السحور والاستعداد باكرا الى تجهيز أولادها للذهاب إلى المدرسة قبل ذهابها الى عملها الوظيفي [c1]رمضان زمان [/c]ورجونا الحاج عبدا لله علي ناجي اللعصه عمره يناهز السادسة والسبعين من مديرية العشة أن يتذكر أيام طفولته كيف كان والده يصوم رمضان فأول ما تبادر إلى ذهنه وجبة السحور إذ قال نبدأها بالبر البلدي ( خبز ملبوز ) تضع العجينة مباشرة على جمر النار السمن البلدي وحليب الغنم وصلاة الفجر لا يعقبها إلا الذهاب إلى حقول الزراعة أو رعي الأغنام وكانت المساجد في تلك الأيام قليلة جدا ومختصرة على القرية ذات الدخل العالي ولا نرجع الأقرب صلاة المغرب للإفطار طبعا وجبة العشاء لا يوجد قديما الكراث او الفجل او الجرجير او البطاطس او الطماطم هذه الخضار لا نعرفها كانت خاصة بمزرعة الإمام اما اللحم موجود وخبز وهريش ما اللبن والتمر في الإفطار والتمر لا يملكه اي كان بل الأسر ألمعروفه أما بقية الرعية تطعم التمر ولا تأكله الا نادرا كانت الفلوس قليلة عند الناس تكاد تكون معدومة إلا الأسر التي رضي عليها الإمام وهو نفس الحال بالنسبة البن ( القشر ) يشرب مرا دون سكر ولم يشربه إلا الأسر الكبيرة أما السمرة فهي مفقودة تماما لأننا بعد العشاء نكون قد قاربنا على انتهاء يومنا لا يوجد لدينا كهرباء نسهر على(القازه )وهي عبارة عن فتيل عطب مغروس في السمن [c1]العشرة الأواخر[/c]الأخ مرزوق عبد ربه من مديرية خمر يرى ان العشرة الأواخر تختلف عن بقية أيام الشهر الكريم مأدبة الطعام في السحور والإفطار والسهر في المقيل تقل اذ يعتكف الناس في المساجد يكثرون من قراءة القران الكريم حتى الساعة الثامنة صباحا لمدة لا تقل ولا تزيد عن ساعتين ويتم تجميع الفطرة في العشرة الأواخر وتوزيعها على المحتاجين في المحل او القرية وتكثر في العشرة الأواخر الصدقات على المحتاجين وفي أيام النهار يبدأ الناس الاستعداد للعيد لشراء متطلبات أطفالهم من الملابس والنساء وشراء ما يتعلق بصنع كعك العيد
من وقائع أيام شهر رمضان في أرياف عمران
أخبار متعلقة