ملـحـق خــاص بمنـاسبـة عيد المرأة العالمي 8 مارس
رصد / سعيد صالح با مكريدصار خوض النساء في الحياة العامة في اليمن أمرا لا غنى عنه في ظل التأكيد الذي تبديه دولتنا على احترامها للحريات العامة والخاصة وتطبيق فكرة التعددية السياسية والحزبية والتي كان من أهم ثمارها كل تلك الإصدارات الصحفية منها النسائية وصحف المرأة والأسرة ..فإذا عدنا قليلا إلى الوراء لعرض تاريخ صحافتنا العربية وجدنا أن مصر هي في الصدارة ،حيث أصدرت أول مطبوعة عربية تخاطب النساء وهي مجلة «الفتاة» التي صدرت بمدينة الإسكندرية عام 1892م على يد اللبنانية هند نوفل .. وجاء في هذه المجلة إنها ستتابع مشوار وقضايا المرأة ومركزها الطبيعي في الأزمنة الغابرة والقرون الوسطى وما وصلتن إليه في هذا العصر ..[c1]تاريخ الصحافة النسوية في اليمن[/c]توسعت الإصدارات الصحفية والروايات في مصر ،لتظهر وينتشر ثاتيرها عبر الدول العربية ومنها بلادنا كما عرفت الحرية في مصر ولادة أول مطبوعة تخاطب المرأة «الفتاة» كذلك شهدت عدن ولادة أول مجلة نسائية يمنية سميت «فتاة الجزيرة»عام 1960م باعتبارها أول نسائية على مستوى الجزيرة برئاسة السيدة «ماهية نجيب «تحدثت في افتتاحية العدد الأول منها في 1/1/ 1960م حيث قالت : صحيفة «فتاة الجزيرة» أول صحيفة نسائية في عدن والجزيرة العربية بل والخليج العربي ،وذلك لان الصحافة النسائية ساعدت على تنوير الفكر القومي والحقوقي مبكرا عند المرأة العدنية أنداك وجاء ذلك لرفع مستواها الثقافي والاجتماعي والسياسي».حيث أشارت ماهية إلى وجوب الإشارة إلى الحركة الفكر العربي والقومي في عدن منذ النصف الثاني في هذه الحركة التي ساعدت المرأة في المجتمع ومساهمتها من خلال كتاباتها في مختلف المجالات سواء التربوية والإعلامية حيث عرفت في فترة الخمسينات والستينات أسماء نسويه لامعة وبراقة في سماء الإعلام والصحافة مثل رضية إحسان الله ،شفيقة زوقري ،صافيناز خليفة إضافة إلى ماهية نجيب صاحبة فتاة شمسان هناك أيضا من الإعلاميات في تلفزيون عدن فوزية غانم ،عديلة بيومي وفوزية احمد عمر ثم من بعدهن : صفية لقمان وعديلة إبراهيم وفوزية باسودان .شهدت فترة السبعينات والثمانينيات في بلادنا تواقد الخريجات في مجال الصحافة اللواتي ترسخت أقلامهن فيما بعد وأصبحن صحفيات وكاتبات يشار إليهن بالبنان مثل رضية شمشير ،دكتورة رؤوفة حسن ،امة العليم السوسوة سيدة الهيلمة ،رجاء عبد العزيز ، سلوى صنعاني ،سامية الاغبري ،نادرة عبد القدوس ،قدرية الجفري ،هدى فضل و..و..[c1]أعلام الصحافة النسوية [/c]كتبت الأخت نور باعباد تقول: «صدر العدد الأول من مجلة نساء اليمن في مارس 1976م في فترة الاحتفاء بيوم المرآة العالمي ال8 مارس ليغطي هذه المناسبة وقد احتوت أبواب المجلة على النشاطات ، الأخبار السياسية العامة و......»هذه المجلة الشهرية تعثرت وكانت تصدر كل شهرين وأحيانا فصلية وربما عددين أو ثلاثة في السنة حتى توقفت تماما بسبب ظروف الطباعة وشحت الإمكانيات المالية بوجه خاص..يعتبر هذا جزءا من نضال المرأة ومسيرة الصحافة النسوية في بلادنا قبل ميلاد الجمهورية اليمنية عام 1990م والتي أكدت في دستورها على حق المرأة في المشاركة الكاملة في شتى شئون الحياة العامة وجسدت ذلك واقعا حين أصبحت المرأة في ظل هذه الجمهورية ولأول مره في تاريخ اليمن الحديث وزيرة وبرلمانية ومستشارة وسفيرة ..حيث ارتبط قيام دولة الوحدة بانفتاح اليمن على العالم وتعهدات الجمهورية اليمنية بحماية الحريات العامة والعمل بالديمقراطية قولا وفعلا وفتح المجال واسعا أمام حرية التعبير وإطلاق شارة البدء للصحافة بان تأخذ دورها الذي يليق بها في سياق الحريات والمجتمع المدني ،ووجدت المرأة في بلادنا وخصوصا المثقفة والواعية ، فالكاتبة الصحفية - وجدت - الطريق معبداً ومهياً بل وتحرسه القوانين النافذة وبهذا شقت طريقها لتؤسس دورا صحفية وتصدر مطبوعات مختلفة من صحف أسبوعية عامة ومجلات شهرية متخصصة وتقتحم بجدية عالم الشغف والمشاكسة والبحث عن الحقيقة ،فقد أسست الأخت سيدة يحيى الهيلمة دار المرأة للصحافة وأصدرت من خلالها مطبوعتها الأولى صحيفة «المرأة» والتي هي أسبوعية وتصدر مؤقتا شهرية ،ومن خلال السنوات القليلة التي صدرت فيها استطاعت ترسيخ أقدامها وهي في تحسن مستمر وتقدم مضطرد وأعطت إجابة للسؤال الذي يطرحه البعض القائل هل الصحافة النسائية تقليد أم إبداع ؟فمن خلال رصد لمجموعة إعداد من هذه الصحيفة يتأكد بالملوس نمو وتصاعد المادة الصحفية بداخلها كما ونوعا ،وازدياد قاعدة المرأة الكاتبة المساهمة في هذه الصحيفة من مختلف المحافظات وتكمن الصحيفة من الإمساك بقضايا مهمة في حياة المجتمع ككل وليس المرأة فقط حيث اهتمت هذه الصحيفة بكل القضايا وليست الاجتماعية وحسب .[c1]المرأة في أدبيات الكلمة والقلم[/c]لمعت في عقد التسعينات أقلام نسويه رائعة استطاعت الجمع بفنية عالية بين الكتابة الصحفية والإبداع الأدبي خصوصا القصة والشعر واذكرهنا بشكل خاص القاصة والصحفية محاسن الحواتي والتي أدارت بمهارة وتفوق مجلة الوطن التي تصدرها وزارة شئون المغتربين .وفي تقديري إن من ابرز الكاتبات الصحفيات اليوم رشيدة القيلي ، سميرة الخياري ،أروى عثمان ،هدى ابلان ،فاطمة اليوسف ،وربما عشرات الأقلام النسائية الجيدة ..المطلوب الآن في ظل هذا الزخم من الأقلام النسائية واتساع مساحة المشهد الصحفي في بلادنا وتنوع الإصدارات الصحفية النسوية بين الأسبوعي والشهري اقتحام الكاتبة الصحفية للعمل والكتابة في مختلف الصحف وليس فقط المطبوعات ذات الطابع النسوي المتعلقة بالمرأة والأسرة فقط ..ولقد استشهدت ياسمين هما محاسن الحواتي ورشيدة القيلي اللاتي يواصلن الكتابة في المجال السياسي والثقافي ،وربما أخريات أيضا ..الأمر الأخير هو تمركز الصحافة النسوية في العاصمة صنعاء وكنت اتمنى أن تنتقل هذه التجربة أيضا إلى عدن وحضرموت .