في استطلاع عن دور الخطباء والمرشدين في التوعية بقضايا السكان والصحة الإنجابية:
استطلاع / بشير الحزميأكد عدد من الخطباء والوعاظ والمرشدين من مختلف محافظات الجمهورية أهمية الدور الذي يضطلع به المنبر في توعية المجتمع بمختلف القضايا التي تلامس حياته في طليعتها قضايا السكان والصحة الإنجابية. وقالوا في استطلاع أجرته صحيفة 14 أكتوبر إن دور الخطباء مهم جداً في تكوين الرأي وبناء الذات والمجتمع وتوجيههم التوجيه السليم في قضايا السكان والصحة الإنجابية كونها من القضايا المهمة التي ينبغي أن توجه رسالة المسجد والمنبر نحوها .. والى التفاصيل :الشيخ / عبدالله العميسي- مدير عام الوعظ والإرشاد بمحافظة حجة قال: لا شك في أن الدين الإسلامي دين جامع شامل انزله الله رحمة لأهل الأرض والسماء وجعله منارة هدى ونبراس علم واختص به جميع الأشياء قال تعالى « ما فرطنا في الكتاب من شيء» وقضايا السكان ذكرها الله تبارك وتعالى في القرآن ، ونص العلماء عليها من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا الإمام النووي في القرن السادس اخرج كتاباً اسمه ( النكاح) وغيره كالإمام بن قدامة المقدسي وبن حجر العسقلاني وغيرهم كانوا ينصون على أحكام الرضاعة وأحكام المواليد وأحكام الإنجاب وأحكام الصحة وما يجب على المرأة، وما يجب لها في هذا الباب ، والواجب على الخطباء بشكل عام أن يقوموا برسالتهم ويؤدوا واجباتهم ويتميزوا برقي علمي متميز وطرح علمي كذلك ورفع مستواهم العلمي وتحسين أدائهم الخطابي من الناحية الصحية والسكانية وليعلموا أن قضايا السكان من القضايا المهمة التي تعبدنا الله تبارك وتعالى بالتكلم عنها بل إن الله تبارك وتعالى ما ذكرها في القرآن الكريم إلا لأهميتها قال تعالى « والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة».وهذا يعد من التنظيم لأنه إذا استمرت الأم ترضع ولدها حولين كاملين لا شك في أنها يجب أن تنتظر في هذا الوقت لا تحمل بغيره حتى يأخذ هذا الولد حقه من الرعاية والتربية والرضاع وينهل منها الحنان والأخلاق والحليب الذي امتن الله تبارك وتعالى به علينا وجعله يتكيف مع حالة الطفل ومراحل عمره أما بالنسبة للسنة النبوية فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم « كفا بالمرء اثماً أن يضيع من يعول». وهذه قاعدة عظيمة ذكرها الفقهاء ونص عليها أهل العلم من سابق العصور إلى عصرنا الحالي وذكرها أهل العلم واستفصلوا فيها بل جعلوها قاعدة من قواعد الفقه المستند إليها فالواجب على كل خطيب أن يقيم هذا الحق وان يتعبد الله تبارك وتعالى بان ينصح الناس وان يتكلم بالأمور التي يستفيد منها الناس كالرحمة بالمرأة في حملها وفي وضعها وان هذا الحمل والوضع هو كره على كره كما اخبرنا الله تبارك وتعالى عنه وينبغي على الخطيب الناجح المؤثر أن يؤدي رسالته وان يقوم بواجبه وان يهتم بهذه الرسالة لأنها رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا العلم لم يورث من احد بل ورث من النبي صلى الله عليه وسلم فينبغي أن يؤدى حق أدائه. [c1]اجتماع أسبوعي لتوجيه الخطباء[/c] من جانبه قال الشيخ / عبدالله القدسي نائب مدير الإرشاد بأمانة العاصمة: الحمد لله رب العالمين القائل « ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن » والقائل سبحانه «وقولوا للناس حسناً» والقائل سبحانه وتعالى «ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر» فلا شك أن هذه الرسالة رسالة سامية وقد أعدها كثير من العلماء أنها الركن السادس من أركان الإسلام ذلك لأهميتها في واقع الناس وإصلاح المجتمع بل وما أرسل الله تعالى الأنبياء والمرسلين إلا من اجل إنقاذ هذه الأمة ، فكل رسول كان منقداً لامته ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان اكبر المنقذين لهذه الأمة .ودور الخطيب دور مهم جداً فبصلاحه يصلح المجتمع وبفساده يفسد المجتمع ولهذا كان دور الخطباء والمرشدين والدور المناط بهم مهم جداً فعليهم أن يقوموا بالدور المناط بهم في زمن قصر كثير من الوعاظ والمرشدين في القيام بالدور المناط بهم في التوعية السكانية وخاصة في ظل هذا النمو السكاني الكبير الذي أصبح الآن معضلة في عالمنا العربي لما ينتشر فيه من الجهل والأمية فكان هنا دور الخطيب ودور المرشد دوراً مهماً جداً لإنقاذ هذه الأمة اليمنية مما هي فيه أولاً مما تعانيه من فقر وما تعانيه من جهل وما تعانيه من أمراض ومما تعانيه من أزمة سياسية وأزمة اقتصادية ونحن في وزارة الأوقاف والإرشاد نجتمع دورياً كل يوم أحد من كل أسبوع بالخطباء والمرشدين ونقوم بتوعيتهم وإرشادهم والحديث معهم حول مثل هذه القضايا وإن شاء الله تعالى في الأسبوع القادم سيكون الحديث عن هذا الموضوع حيث سنفرد له جمعة محددة وسنعمم هذه الخطبة على جميع خطباء أمانة العاصمة وهذا الدور المناط بنا وكذلك الإخوة في بقية المحافظات سيعممون أيضاً خطبة على محافظاتهم حتى تكون العملية تكاملية.[c1]دور فعال وعظيم[/c]أما الشيخ/ محمود حسن المختار - مرشد وخطيب من أمانة العاصمة فيقول: مما لاشك فيه أن للخطيب دوراً عظيماً مع الجمهور من المصلين في هذا المجال وفي الصحة الإنجابية وغيرها حيث أن الناس ينصتون جميعاً لسماع الخطبة، لأنه ثقة أمام المصلين، وعندما يطرح أي شيء يستمعون إليه ويحاولون أن يطبقوه لأنه يعتبر قدوتهم، أضف إلى ذلك أن الجو مهيأ للاستماع والإنصات لأن الكلام في الخطبة محرم، [c1]تكوين الرأي وبناء الذات[/c]ويقول الشيخ/ محمد حمود الاهدل مدير عام التوجيه والإرشاد بمحافظة تعز: دور الخطيب مهم في تكوين الرأي في بناء الذات وبناء المجتمعات وتوجيهها التوجيه السليم سواء في قضايا الاقتصاد أو في قضايا السياسة أو قضايا الفكر أو قضايا التربية أو قضايا الأخلاق وقضايا الصحة والسكان فحينما يفهم الخطيب دوره ويفهم مهمته يستطيع أن يعطي دوراً فعالاً وأن يكون له مهمته في تكوين الذات وبناء المجتمعات وحينما لا يعرف مهمته ربما يخبط خبط عشواء ولربما يوجد نوعاً من الاختلالات في الأفكار أو المفاهيم أو غير ذلك، ونحن نواجه نمواً سكانياً ليس على مستوى اليمن بل على مستوى العالم فعلى الخطيب أن يتماشى في أطروحاته وفي كلامه وفي توجيهاته وفي خطبه وفي عناصر التكوين الفكري للمجتمعات في مثل هذه القضايا، فالخطيب يستطيع بحنكته العلمية والفكرية والثقافية أن يتعايش مع قضية النمو السكاني أو غير ذلك، وأن يرفع المجتمعات إلى مستوى النضوج العلمي بقضية الصحة والسكان وتربية الأسرة وتربية الأفراد وتربية المجتمعات وتنظيم المجتمعات وتنظيم الحياة العامة وتنظيم الحياة الخاصة فإذا ارتقى الخطيب إلى هذا المستوى فإننا سنجد من يوجه الأمة التوجيه السليم في قضاياه العامة وقضاياه الخاصة ومن جملتها الصحة والنمو السكاني.[c1](35) ألف مسجد[/c]أما الأخ/ إسماعيل الذاري مدير التعاون الدولي بوزارة الأوقاف والإرشاد فقد قال: مما لاشك فيه أن للخطيب دوراً مهماً جداً في رفع مستوى الوعي بقضايا السكان والصحة الإنجابية كما أن لرسالة المسجد دور في الأصل والمنظمات الدولية الداعمة منتبهة لهذا الدور الكبير ومهتمة جداً ولذلك فهي على تواصل دائم مع وزارة الأوقاف والإرشاد لعقد ورش العمل وإشراكنا كشريك رئيسي في الدورات والندوات عبر المحافظات كلها في الريف وفي المدن ولاشك أن الناس يسمعون للآخرين، والوعي حول هذه القضايا إن شاء الله سيرتفع كما ارتفع في دول كثيرة نحن على علاقة بها وأخذنا من تجاربها واليمن تعتبر من الدول التي تخطو خطوات جيدة مقبولة من الجميع.وأضاف أن دور المساجد في نشر الثقافة السكانية والصحية في عموم مناطق الجمهورية وخاصة في المناطق الريفية يعاني من قصور وذلك نظراً لأن عدد المساجد الموجودة في بلادنا كثيرة وهي طبعاً بعدد المناطق الريفية حيث يوجد في اليمن حوالي (35) ألف مسجد والتواصل معهم يحتاج إلى إمكانيات هائلة.وقال: يتم الآن التركيز على المساجد الموجودة في مراكز المحافظات والمديريات كخطوة أولى وتحتاج بعد سنوات إلى الانتقال إلى الريف البعيد، وأيضاً الموضوع يحتاج إلى طباعة كميات هائلة من الكتب والأدلة الإرشادية، والوزارة تعاني من ضعف في ميزانيتها ولا تستطيع أن تواجه هذه المتطلبات من الكتب الإرشادية وقيمة طباعتها وتوزيعها.وأضاف أن إعداد دليل للخطباء والمرشدين حول قضايا السكان والصحة الإنجابية سيرفع من مستوى الوعي عند الخطيب بهذه الجوانب وهذا سيكمل النقص الموجود عنده وسيساعده على القيام بدوره في التوعية الصحيحة والسليمة في هذه القضايا، فالخطيب عندما ـ يرتفع عنده مستوى الثقافة بالقضايا السكانية والصحة الإنجابية سيعطي عبر المنبر في المسجد كبيراً جداً وسنصل عبره إلى المئات والآلاف من الناس.[c1]قضايا مهمة وملحة للمجتمع[/c]الشيخ/ أحمد صالح الأشموري مدير التوجيه والإرشاد بمحافظة عمران قال: إن إشراك الخطباء والمرشدين لإعداد دليل الخطباء والمرشدين حول قضايا السكان والصحة الإنجابية جاء من منطلق مهم لغرض توعية المواطنين والمجتمع بهذه القضايا المهمة والملمة للمجتمع كافة، وضرورة إدخال الخطباء والمرشدين والوعاظ في هذا الجانب لأن منبر المسجد هو منبر التوعية الصحيحة لأن الجميع في المجتمع من مختلف الشرائح يستمعون إلى ما يقال على هذا المنبر، ولذلك التوعية الأكثر فعالية تكون من خلال المنبر المسجدي، ولا ننسى ايضاً التوعية الفردية في وسائل النقل أو في الأسواق أو المناسبات أو خلافه فعليهم المواصلة في التوعية حول قضايا السكان والصحة الإنجابية بكافة عناصرها ومكوناتها.وأضاف: إننا نعاني من عدم تعاون الكثير من الخطباء معنا في التوعية هذه القضايا وذلك بسبب عدم فهمهم للموضوع ولهذا فإن عقد اللقاءات والدورات وورش العمل للخطباء والمرشدين من شأنها تزويدهم بما قد ينقصهم من المعلومات والبيانات والمعارف اللازمة حول هذه المواضيع المهمة وايضاً إعداد دليل للخطباء والمرشدين حول قضايا السكان والصحة الإنجابية سيكون له الأثر الكبير في تحقيق ذلك ونحن دائماً ما نعمم على الخطباء بضرورة متابعة القضايا المجتمعية ومناقشتها وطرحها بصورة مبسطة للمجتمع كي يتوعى المجتمع.ومن هنا أدعو جميع الخطباء في كل قرى وعزل ومديريات ومحافظات الجمهورية الى أن يقدموا التوعية الصحيحة لأفراد المجتمع سواء من خلال المنبر أو من خلال التوعية الفردية أو غيرها حول الصحة الإنجابية والقضايا السكانية والثقافة الدينية في الرضاعة الطبيعية والأمومة الآمنة وغيرها لما لها من أهمية بالغة في حياة كل المواطنين.[c1]الكثرة ليست بالعدد[/c]بدوره قال الشيخ/ أحمد علي المهجر خطيب جامع الجامعة القديمة بأمانة العاصمة: القضايا السكانية وخاصة الصحة الإنجابية موضوع مهم جداً يهم الوطن ويهم اليمن في الفترة الأخيرة خصوصاً مع الانفجار السكاني وعدم اقتناع بعض الناس بمواضيع الصحة الإنجابية ما يؤثر على التنمية وعلى الاقتصاد وعلى كل شيء، وتعنت بعض الناس وفهمهم السقيم للدين يشجعهم على كثرة الإنجاب متعذرين بحديث (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم) لا يعلمون أن الكثرة ليست بالعدد بل بوجود الجيل القوي المتعلم المتين الذي ينفع وطنه فواحد أو اثنان أو ثلاثة من الأولاد معدون علمياً وفكرياً ينفعون الوطن أكثر من ثلاثين يتلاحقون في الشارع وفي الأخير الأب لا يستطيع أن يربيهم.فجانب الخطابة مهم جداً خاصة عندما يجتمع الناس يوم الجمعة في ذلك المكان الطيب وقد حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله سبحانه وتعالى فيمن عنده والكلمة من الخطيب تخرج من القلب وتصل إلى القلب، لأن قداسة المكان والزمان لها تأثيرها في قلوب الناس فيستفيدون منها.[c1]دور المرشدات[/c]أما الأخت/ إيمان محمد المهدي واعظة بإدارة توعية المرأة بوزارة الأوقاف والإرشاد فتقول: يكمن الدور الرئيسي والمعول على المرشدات والواعظات الدينيات بأهمية حضور الدورات التدريبية والتأهيلية والعلمية للمرشدات في كثير من القضايا خصوصاً قضايا الصحة والسكان التي تهم المجتمع، والتي تؤهلهن للتوعية والإرشاد والتثقيف للمجتمع خصوصاً المرأة اليمنية بهذه القضايا، وإرشادهن إلى الحقوق والواجبات التي كفلها الدستور، وتبصيرهن بالأدلة والقوانين التي تضمن لهن الحقوق الكاملة والحياة السعيدة.