صباح الخير
زكي الذبحانياسمى ما يتمناه العقلاء ويحرصون عليه ايما حرص بقاء اطفالهم اصحاء بدنيا وعقليا واقوياء مناعيا بعيدين كل البعد عن اخطار الامراض التي يمكن تجنبها والوقاية منها، ومهما كلفهم بلوغ هذا الامر من عناء ومال، فلايدخرون وسعاً في ان يكون كما يجب، طالما انه في النهاية يكفل صالح اطفالهم ويؤمن لهم الوقاية والسلامة.اننا نشهد هذه الايام تنفيذ جولة ثالثة لحملة التحصين التكميلية ضد شلل الاطفال من منزل الى منزل، ومن المقرر تنفيذها في الفترة من 9 - 11 مايو 2006م وهي ليست شاملة لجميع المحافظات، وانما هي في محافظات محددة، الى جانب بعض المديريات في محافظة الضالع ومحافظة حجة كما تستهدف التحصين كافة الاطفال الذين لم يتجاوزوا الخامسة من العمر.وليس لنا مطلقا التهاون وتفويت الفرصة على فلذات الاكباد المستهدفين في تلك المحافظات والمديريات التي تشملها الحملة بمنعهم وحرمانهم من التحصين بحجة حصولهم على الكثير من جرعاته مسبقا عدا عن اهمية تحصين الاطفال دون العام بكامل جرعات التطعيم الروتيني الذي يشرع البدء بمنح جرعاته اساسا في وقت مبكر بعد الولادة، مع الالتزام بمواعيد كل زيارة من زيارات جلسة التحصين المدونة في الكرت الخاص بذلك.واذا ما حلت الاصابة بشلل الاطفال، فمن المؤكد انها ستحل على المحرومين نهائيا من التطعيم، يليهم الذين اهمل تحصينهم ولم يحصلوا على جرعات عديدة كافية لتأمين وقايتهم تماما من الاصابة، بما يهيئ ويتيح بقاءفيروسات المرض حية في البيئة ويمكنها من معاودة تهديد فلذات الاكباد مجددا بشكل لانأمن معه على اطفالنا ضعيفي المناعة من تلقي العدوى ولست مبالغا في وصف وقع اصابة اي طفل بشلل الاطفال على ابيه وامه بالمصيبة او الكارثة، وعلى الوالدين ان يعيا جيدا ويدركا حقيقة هذا الامر جيدا ويترجماه في واقعهم عبر الاستمرار في تحصين فلذات الاكباد المستهدفين عند كل نداء للتحصين، لا الاكتفاء بالقليل من الجرعات.فالتحصين ضد شلل الاطفال مهما تكررت وتعددت جرعاته له اثره الطيب في دعم وتعزيز مناعة الجسم اكثر واكثر ، وبالقليل من الجرعات كما اسلفنا لا تكتمل المناعة من هذا الداء مطلقا.فما عسى جرعة او جرعتين او ثلاث جرعات ان تصنع للحد من عدوان فيروس بري شرس شديد البأس مَرَدَ على التربص بالاطفال الصغار للنيل من عافيتهم حاضرا ومستقبلا، طالما وانها غير كافية لايقافه تماما وانها على الارجح ليست قادرة على صده ودحره عن اجسادهم الغضة الصغيرة؟!.اذن الاصل والاساس في تأمين مناعة كافية ودائمة ضد فيروس الشلل والقضاء المبرم على هذا الداء الوخيم .. اعطاء جميع المستهدفين المزيد والمزيد من جرعات اللقاح الفموي عند كل حملة او جولة تحصين ضد شلل الاطفال بلااستثناء او استبعاد لاحد منهم، حتى المرضى الذين يعانون من الامراض الشائعة، كالحمى العادية والرشح والزكام والحصبة والاسهال الطفيف لايستبعدون ولابد من تحصينهم جميعا مادامت اعمارهم لم تتجاوز الخامسة بعد.وليكن معلوما لدى الجميع ان الطفل الذي يعاني من اسهال تعاد له الجرعة في وقت لاحق عقب توقف الاسهال لضمان حصوله على الفائدة المرجوة.من ناحية اخرى ليس في صالح الطفل الذي تظهر عليه علامات شبيهه بعلامات الاصابة بشلل الاطفال بقاؤه مهملاً دون احالته الى اقرب وحدة او مركز صحي او مستشفى حكومي، فعدم التبليغ او التأخر فيه من شأنه التسبب في عودة انتشار الفيروس في منطقة تواجد الحالة المصابة، واصابة المزيد من الاطفال.ومن دون تخصيص الكل معني بالتبليغ الفوري في حال الاشتباه باصابة حديثة لدى طفل او مجموعة اطفال ولايقتصر الاشتباه على الاطفال دون الخمسة اعوام، بل وعلى كل المعرضين للاصابة الذين تقل اعمارهم عن خمسة عشر عاما.ففي حال ان وجد طفل او اطفال يشكون من ارتخاء عضلي (هطل) او ضعف في الاطراف العلوية او السفلية او كليهما وجب على الآباء والامهات او من تربطه بالطفل صلة نسب او قرابة نقله فورا ودون تردد الى اقرب مركز او وحدة صحية او مستشفى حكومي، او على الاقل سرعة التبليغ عنها، لان من شأن الابلاغ المبكر عن الحالات المشتبهة ان يساعد على التشخيص المبكر واحتواء المرص قبل انتشاره واستفحال امره، وينم عن حب الخير وتمثل روح المسؤولية في الحفاظ على صحة اطفالنا من تهديدات فيروس الشلل، حاضرا ومستقبلا.وبذا يؤدون ما عليهم من دور ومسؤولية في هذا الجانب تجاه اطفالهم ليأتي بعد ذلك دور الجهات المختصة التي تتولى فحص عينات براز حالات الاشتباه المبلغ عنها ومن ثم تأكيدها في الخارج مع تحديد نوع الفيروس المسبب للاصابة وسلالته الفيروسية لدى المختبرات المرجعية لمنظمة الصحة العالمية.كما ان تقرير الطبيب للحالة ينطوي تحت قائمة حالات الاشتباه كذلك عند حدوث شلل رخو (غير متصلب) ويكون حادا، اي يحدث فجأة ويتطور بسرعة خلال فترة تتراوح بين (1 - 4 ايام)، ويلزم حيال ظهوره التبليغ الفوري.اما احتمال الاصابة فيتحقق بوجود اعراض وعلامات المرض بالفحص السريري من قبل اختصاصي اطفال، مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم، شلل رخو حاد مع عدم فقد الاحساس بالاجزاء المصابة، آلام عضلية، ثم بعد ذلك نحول في العضلات.ولفرق التحصين خلال تنفيذ حملات وجولات التحصين من منزل الى منزل دور اساسي في جانب الابلاغ عن حالات الاشتباه، بالسؤال عن وجود اي حالة يشتبه اصابتها بشلل الاطفال لم يسبق الابلاغ عنها، ومن ثم جمع عينات براز لهذه الحالات.في الختام .. مهما يكن، ليس لنا اغفال وضع ظهور بؤر اصابة جديدة، وهو مايفرض ايضا تحديا كبيرا ويستدعي استمرار البلاد في معركتها مع فيروس الشلل دون هوادة او ابطاء، بالمضي قدماً في تنفيذ جولات وحملات للتحصين الى ان يتأكد تماما للقائمين على الترصد الوبائي في بلادنا ولجنة الاشهاد الوطنية ومنظمة الصحة العالمية خلو البلاد تماما من هذا الداء المفجع.