صـباح الخـير
عندما نودع أطفالنا صباح أو بعد ظهر كل يوم وهم يحملون حقائبهم متأهبين للذهاب إلى المدرسة فإننا نكون قد أخلينا مسؤوليتنا ليتحمل الدور في التربية والتوجيه والتعليم مدرسو ومدرسات وإدارات المدارس الذين يتوجهون إليها.. باعتبار هؤلاء الأطفال أمانة في أعناقهم خلال تلك الساعات التي يقضونها في المدرسة يتلقون فيها تعليمهم.ودون شك في إن هذه الفئة "المدرسين والمدرسات" ينظر إليهم غالبية المجتمع نظرة تقدير واحترام باعتبارهم الجنود المجهولين الذين سخروا أنفسهم لتربية الاجيال، يحترقون كالشمعة بصمت من أجل تربية وتعليم أطفالنا وأبنائنا ابتداءً من مدارس الأساس وحتى الثانوية العامة يتحملون أعباءً كبيرة وبالذات مدرسو ومدرسات سنوات الأساس لأن هذه السنوات من أخطر وأصعب المراحل الدراسية التي يمر بها الطالب في سنوات دراسته.. والمدرس والمدرسة في هذه السنوات لا يعلمان فقط ولكن يتحملان عبئاً تربوياً يتجسد في تربية الطفل وتوجيهه توجيهاً سليماً إلى جانب انهما يطوعان نفسيهما ويثلجان اعصابهما حتى يتمكنا من ائتلاف الأطفال وانسجامهم معهما واستجابتهم لمادتهما الدراسية التي يعلمانها لهم ويشاركونهما في المناقشة أثناء تأديتهما لمادتهما الدراسية.. هذا مع مراعاتهما لبعض من ينفرون من المادة الدراسية ويبذلان جهداً كبيراً لاحتوائهم وإعادتهم إلى حاضرة المادة الدراسية.وفي هذا الاتجاه ينبغي على إدارة المدرسة أن تكون العين التي لا يغلق لها جفن في متابعة كل حصة دراسية ومعرفة مستوى أداء مدرس المادة او المدرسة مع معرفتها الكاملة بخلق المدرس وفضائله ومدى تحمله.وعلى هذا الاساس لابد على الإدارة المدرسية ان ترفع نسب التقييم المستخلصة خلال العام إلى إدارة التربية بالمديرية وإلى الإدارة العامة للتربية والتعليم التي بدورها ممكن ان تعمل تقييماً لنسب المدرسين الأكفأ مع المقارنة بنتائج الموجهين التربويين ومن الأسباب التي تدعو إلى ذلك ان هناك البعض ممن فرضوا كمدرسين أو مدرسات على التربية وهم بعيدون كل البعد عن العمل التربوي لا من الكفاءة ولا من حيث أمانة المهنة فضلاً عن سوء اخلاقهم التي لا تشرف العاملين في الحقل التربوي وباعتقادي ان الخبر الذي نشرته صحيفة 14 أكتوبر في عدد يوم الأربعاء 22 مارس في الصفحة الثامنة للزميلة إصلاح العبد.. تحت عنوان قضية للنقاش كان وقعه كالصاعقة على الآباء والأمهات ولا يمكن لاحد ان يتقبل بأن مدرساً يحاول أن يتحرش بطفل أو بطفلة ويبقى يمارس مهنته كتربويٍ بين مربين ومربيات أفاضل. ولا اعتقد أن الدكتور احمد عبدالله النهاري مدير عام التربية والتعليم في محافظة عدن كونه مربياً فاضلاً وتربوياً قديراً ان يمر عليه حادث كهذا مرور الكرام دون أن يتخذ موقفاً حازماً لانه يدرك انعكاسات هذا الفعل المشين ليس بسيطاً على الآباء والأمهات وما سيسبب ذلك من فقدان الثقة عند الآباء بالمدرسة لاسيما وأنه لولا لطف الله وقدره على هذا الطفل الذي انقذ من بين مخالب ذئب بشري لكانت المصيبة أكبر وأعظم والكل يؤمن بأن المدرسة هي البيت الثاني لأبنائهم ولذلك فاننا ندعو كل التربويين الاجلاء أن ينبذوا أمثال هذا المدرس الدخيل على هذه المهنة النبيلة.