حصة بنت محمد آل الشيخالإنسان؛ حيث هو خارج المؤسسة الدينية في مجتمع هو غاية في الخصوصية،يعتمد على فتاوى تجهز له لتدير حياته بحسب رؤية محددة بفئة ترى أن من حقها لوحدها التفكير في كل شؤون حياته العامة والخاصة، يسير أود ذلك الحال استسلام قمعي لمن أسلم عقله ولم يستفت قلبه وإن أفتاه الناس وأفتوه.والمرأة متى حصرت في وظيفتها كأنثى غاب شخصها وتحولت بالتالي إلى شيء يستعمله الرجل فيجد فيه متاعاً يستهلك،وأداة يخلد بها ذاته في نسله،لذا تستخدَم لمصلحة فتاوى تخرجها عن إطارالإنسانية لتسكنها بين هاجسين؛عورة وفتنة.في بحث الشيخ العبيكان حول سفر المرأة بلا محرم،ابتدأ بشرح مفهوم العلة والمعلول وارتباطهما ببعضهما،مبيناً أن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، فمتى وجدت العلة وجد المعلول(الحكم)ومتى انتفت انتفى المعلول،مبينا«أن العلماء إذا جهلوا هذا الأمر جعلوه أمراً تعبدياً»،وكلاهما ملحظان عقليان بالدرجة الأولى،إلا أن تطبيقهما أدنى كثيرا- للأسف- من وعيهما. طبق رؤيته على أحاديث سفر المرأة لوحدها محددا العلة؛بالخوف على المرأة من الاعتداء على شرفها،خاصة في وسائل السفر قديماً،وانتفائها عن الوسائل الحديثة كالطائرة،مبينا من ذهب لجواز خروجها في أي سفر كان،ومستشهداً بحديث عدي بن حاتم(لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لاتخاف أحداً إلا الله)ثم أورد رأي أحد المشايخ المحدثين من خلال إجابته عن حكم سفر المرأة وحدها في الطائرة لعذر،وهو:«لابأس عند المشقة على المحرم إذا اضطرت المرأة إلى السفر ولم يتيسر للمحرم صحبتها فلا مانع بشرط أن يوصلها المحرم الأول للمطار فلا يفارقها حتى تركب في الطائرة،ويتصل بالبلاد التي توجهت إليها ويتأكد من محارمها أنهم سيستقبلونها في المطار ويخبرهم بالوقت الذي تقدم فيه ورقم الرحلة،وذلك لعدم الخلوة المنهي عنها ولعدم المحذور من سفرها وحدها الذي تكون عرضة فيه للضياع أو اعتراض أهل الفساد».فتعليله للسماح للمرأة بالسفر لا لأجلها بل لدفع المشقة عن الرجل!!،أما الشروط والتعنت فيها فهو أمر ينتقل بك بين العجب والضحك لتصويره امرأة معاقة عن الكلام والتصرف،بل كأنك أمام طرد تتحري الحرص الشديد لوصوله سالماً،وتأتي المبررات أعجب من الشروط،؛»عدم الخلوة والمحذور«وكأن سفرها جناية أو جريمة !إذ كيف تكون عرضة للضياع ولماذا؟!أليست عاقلة؟وأين الخلوة؟إلا أن الخوف منها تلبس بالخوف عليها،بصورة مبطنة. أما اعتراض أهل الفساد؛فذاك الخوف الوسواسي من الفتن المتخذ طابعا دراماتيكيا حادا يتسم بالديمومة،بل ويُستخدم كبديل دائم للمباح حالا محلّ النصوص التي تعارضه. وختم(العبيكان)بحثه بفتوى استهلها بالتحريم(كأصل)بصيغته المنفية،مستثنيا الحلال من بين طيات التحريم بقوله:«لا يجوز للمرأة السفر إلا مع ذي محرم إلا إذا أمنت على نفسها..»ورغم تأكيده ضرورة التسهيل،وإيراده رأي الحسن البصري المجيز لسفر المرأة بلا شرط إذا كان الطريق آمناً،يتبين مدى التشدد في المعاصرين مقارنة بالسابقين،عدا تأخر الفتوى ما يربو على الستين عاماً على استخدام الطائرة،ما يؤكد تعطيل(فقه الواقع)المطالب بمراعاة الزمان والمكان والبيئة والأحوال؟!.المشكلة تكمن في حجب صفة المرأة كإنسان لها كافة حقوق الإنسان،فكرامة الشخص الإنساني تقتضي أن يكون حرا يتمرس أكثر فأكثر على المحافظة على نفسه وتعهد مصيره بوعي ومسؤولية.لمن أراد الرجوع للبحث يجده على موقع الشيخ..ولينظر بقلبه وعقله هل التي يتحدثون عنها امرأة أم طرد؟؟فقط سؤال.[c1]----------------- * كاتبة سعودية[/c]
|
مقالات
فتوى المرأة فيها طرد..سلّم وتسلم ؟!
أخبار متعلقة