أهمية دور الجامعة في حماية البيئة
أمين عبد الله إبراهيم تعرف الجامعة بأنها المؤسسة التي تقوم بصورة رئيسية بتوفير تعليم متقدم لأشخاص على درجة من النضج ويتصفون بالقدرة العقلية والاستعداد النفسي على متابعة دراسات متخصصة في مجال أو أكثر من مجالات المعرفة . وتلعب الجامعات دوراً مهماً وأساسياً في تعزيز وتنمية المجتمعات البشرية وتطويرها ، فهي التي تضع حاضرها وتخطط وترسم معالم مستقبلها ، باعتبارها تشكل القاعدة الفكرية والفنية للمجتمعات البشرية .ويمكن للجامعة أن تسهم في حماية البيئة ودرء الأخطاء عنها ( كجانب وقائي ) والتصدي لما أصاب البيئة من أخطار ومعالجة ما اعتراها من أذى ( كجانب علاجي ) من خلال القيام بوظائفها الرئيسية الثلاث والمتمثلة في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع ( الخدمة العامة ) .وقبل أن نتحدث عن دور الجامعة في حماية البيئة من خلال تلك الوظائف الثلاث الانفة الذكر ، يجب الإشارة إل أن وظيفة الجامعة التعليمية تهدف إلى تنمية شخصية الطالب .من جميع جوانبها وإعداده للعمل المستقبلي من خلال تحصيل المعارف وحفظها وتكوين الاتجاهات الجيدة عن طريق الحوار والتفاعل وتوليد المعارف والعمل على تطويرها ، وتعد عملية التعليم إحدى الوظائف الحيوية التي تقوم بها الجامعة للإسهام في تنمية الأفراد كاملة وشاملة أي تمكين الجامعة من أداء وظيفتها في تنمية الموارد البشرية ويتجلى دور الجامعة في حماية البيئة من خلال وظيفتها التعليم في تركيزها عللى التربية البيئية أو ما يعرف بالمنحى البيئي للتعليم الجامعي . وهناك ثلاثة مداخل يمكن من خلالها تضمين التربية البيئية ( الجامعية) في المناهج الدراسية الجامعية وهي : مدخل الوحدات الدراسية ، والمدخل الاندماجي ، والمدخل المستقل .أما فيما يتعلق بوظيفة البحث العلمي والتي تهدف إلى توليد المعرفة وتحقيق التقدم التكنولوجي من خلال الأبحاث العلمية التي يتم تنفيذها للبحث عن المعلومات ذات العلاقة بموضوع أو قضية معينة قيد الدراسة ، يمكن القول أنه حينما نتحدث عن العلم فإننا نتحدث بشكل رئيسي عن الجامعات ، فالجامعة من خلال كلياتها ومراكزها البحثية المختلفة تقوم بالبحث العلمي بواسطة أساتذتها الذين يشكل البحث العلمي لهم جانباً أساسياً من جوانب مسئولياتهم الوظيفية . وهنا تجدر الإشارة إلى أن طلبة الجامعات وخاصة طلبة الدراسات العليا يقومون بالبحث العلمي في العديد من المجالات المختلفة وذلك بتوجيه وإشراف مباشر من قبل أساتذتهم .ومن الأمثلة التي توضح وظيفة الجامعة البحثية في مجال حماية البيئة والتصدي لما يعتريها من مشكلات ما يلي :مجال مواجهة مشكلة الانفجار السكاني من خلال البحوث العلمية التي استهدفت تطوير تكنولوجيا موانع الحمل ( وسائل تنظيم الأسرة ) مجال مواجهة مشكلة التلوث من خلال البحوث العلمية العديدة التي استهدفت حماية الهواء والماء والتربة والغذاء ومكافحة التلوث الذي لحف بها ، وتطوير وسائل النقل والطاقة البديلة وما إل ذلك مجال مواجهة مشكلة استنزاف موارد البيئة من خلال البحوث التي استهدفت حماية البيئة الدائمة والمتجددة وغير المتجددة وأما بخصوص الوظيفة الثالثة التي تستطيع الجامعة من خلالها أن تسهم في حماية البيئة فتتمثل في وظيفة الخدمة العامة ( خدمة المجتمع ) ، حيث تهدف هذه الوظيفة إلى جعل الجامعة وسيلة تغيير فعالة في المجتمع كونها تساعد عل تكوين النظرة العلمية التي تهيئ الناس لتقبل التغيرات ومعاينتها واستمرارها ضمن فلسفة المجتمع وقيمة وثقافته ، كما أنها تساهم في الملاءمة بين الأصالة المعاصرة ، وتعد الأفراد لتقبل التغيرات الجديدة .وتنطلق هذه الوظيفة الثالثة من وظائف الجامعة من أن الجامعة يجب أن تكون بؤرة علمية وثقافية في المجتمع ، من خلال الانفتاح على المجتمع المحلي وتقوية الروابط معه وتقديم المشورة له والمساهمة في حل مشاكله ومساعدته على استغلال موارده الطبيعية بتوفير القوى البشرية اللازمة المدربة ، إذ لا يمكن للجامعة أن تعزل نفسها عن المشكلات الاجتماعية والاقتصادية الراهنة ، بل على العكس من ذلك تماماً ، حيث ينبغي عليها أن تنوع من خدماتها التي تقدمها للجمهور خارج نطاق الحرم الجامعي ، فهي بمثابة نماذج بين الإنجازات التي تقدمها إلى جميع القطاعات وبخاصة في مجال الاستشارات والدورات التدريبية ونشر المعارف أخيراً وليس أخراً إذا كانت المجتمعات بحاجة إلى أن تقوم جامعاتها بوظيفتها الثالثة ، وهي الخدمة العامة ، فإن مجتمعات الدول النامية ومنها المجتمع اليمني تبدو أكثر حاجة لمثل هذه الوظيفة ، مع الأخذ في الاعتبار أن أي عمل تقوم به الجامعة في هذا المجال ينبغي أن يمثل حماية للبيئة في جانب من الجوانب .