مع الاخرين
اصبح التخصص في جميع المهن احد الشروط الاساسية للارتقاء بها وتطوير اساليب العاملين في هذه المهن وكذلك الامر في الصحافة ، فان الصحفي الكشكول الذي يكتب في كل شيء .. في الاقتصاد والسياسة والزراعة والمال الخ والذي كانت الصحف زمان تتهافت عليه لم يعد مطلوباً اليوم او مرغوباً فيه كثيراً ، فهو قد يكتب في كل هذه الامور ولكنه لن يستطيع اعطاءها حقها ، ولن يكون له ذلك التأثير المطلوب على القراء ناهيك على الرأي العام ولن يستطيع اشباع فضول او حاجة القراء والناس الى معرفة الحقائق او قل معظم الحقائق حول ما يحيط بهم من احداث وقضايا .انسان عالم اليوم بصرف النظر عن مستوى تعلمه وثقافته ، عالياً او متدني المستوى لم يعد يقبل او يرضي بالموضوعات الصحفية المحشوة بالكلمات والجمل الرنانة كما كان عليه في الماضي حيث كانت البلاغة تأخذ بالباب كثير من القراء بها يرفعون من قدر امثال هذا الصحفي حتى وان اغفل الكثير من المعلومات والحقائق التي يجب ان يتضمنها مقاله او حديثه او موضوعه .قراء اليوم يريدون من الصحفي ان يطلعهم على الحقائق المدعمة بالمعلومات والبيانات والارقام لا ان يدور ويلف حولها ، ويريدون منه شرحاً وتحليلاً وايضاحات لما يدور حولهم في مجتمعهم وحياتهم لا ان يحاول عرض رأيه الشخصي او رغباته الخاصة فاذا حدثت ازمة في مادة تموينية واحدة كالسكر او الارز مثلاً يريدون منه ان يعرض لهم اسبابها والمتسببين فيها وكيفية الخروج منها ومتى وكيف يمكن منع تكرارها في المستقبل ولا يريدون منه خطباً حول الفساد والفاسدين دون تحديد لهذا الفساد ومن تسبب فيه . الصحفي قد يستطيع الكتابة حول البحر وما يجري فوق سطحه وفي اعماقه ، مثلاً حول شؤون الصيد والاصطياد وشركات النقل البحرية ، خفر السواحل والمد والجزر والتصدعات التي تحدث في الاعماق وتسبب الكوارث ككارثة (تسونامي) ، ولكن هل يستطيع هذا الصحفي ان يقول لنا كل شيء او أهم الاشياء حول هذه المواضيع كلها .. قطعاً لا .. ولكن الصحفي اذا تخصص في امر واحد من تلك الامور ولنقل الثروة السمكية فبامكانه ان يخرج لنا لؤلؤ ومرجان ثروتنا السمكية والكثير من حقائقها والشركات العاملة في هذا المجال المحلية منها والاجنبية ولخاض البحر وراء اطلاعنا على حقيقة تلك الثروة ومدى استفادتنا او عدم استفادتنا منها ولشرح لنا لغز وجود عدة محافظات بحرية في بلادنا واننا نعيش على سواحل تمتد لأكثر من الف كيلو متر ومع ذلك لا نستطيع الحصول على السمك او شراءه لاسعاره الخيالية والكشف بالحقائق والارقام طبيعة الفساد في هذا المجال ولقدم للنظام والحكومة والمعارضة خدمة تنويرية تساعدهم على وضع الحلول وابتكار الاساليب واتباع الطرق التي يمكن لنا بها الاستفادة من ثروتنا البحرية واشباع البطون الجائعة المحتاجة للسمك وبأسعار معقولة .هل استطعنا ايجاد هذا النوع من الصحفي المتخصص في صحافة بلادنا؟ .. ذلك ما سنحاول الحديث عنه في عمود قادم .WAMS10@Hotmail .Comتيليفاكس :241317