قصة مسلسلة..
فسألها عن حالها، فقالت لهُ:- أنا مريضة، وسأموت قريباً.فقال لها:- سلامتك،روحي فداك، أطلبي ماتشائين.قالت:- مر طبيب من هنا، وهو يقوم بجولة على القرى، ففحصني وقال إن مرضي شديد، ولايمكن شفاؤه إلا إذا أكلت من لحم بقرة صفراء، ودهنت جسمي بشحمها عدة أيام.قال زوجها:- ماأسهل ذلك، وسأبحث لك عن بقرة صفراء حالاً.وخرج يبحث في القرية، ويسأل عن بقرة صفراء يشتريها ويذبحها لزوجته، إلا أنه خائباً حزيناً سأله علي وعلياء عن حاله، فقال لهما:- خالتكما، زوجة أبيكما، مريضة جداً، ولاتشفى إلا اذا أكلت لحم بقرة صفراء ودهنت جسمها بشحمها! نظر أحدهما إلى الأخر، وعرفا حقيقة الأمر. قالت علياء:- وماذا ستفعل يا أبي؟قال الأب:- بحثت عن بقرة صفراء في كل مكان فلم أجد. ولم يبق أمامنا إلا...قاطعته علياء باكية:- لا يا أبي! أرجوك لن تذبح بقرتنا.فقال مؤنباً ومصمماً:- في سبيل شفاء خالتكما سأفعل أي شيء.قالت علياء في جرأة:- إنها..إنها كاذبة.. هي ليست مريضة.صفعها أبوها وقال في إصرار:- لابد أن تُذبح البقرة الصفراء.ذهب علي وعلياء إلى البقرة باكيين، واخبراها بالأمر.فقالت لهما:- لقد عرقت هذا منذ أن أنكشف السر، ليس لنا حيلة، وليكن مايكون، ولكن افعلا ما أقول لكما: أرجو، بعد ذبحي، أن تدفنا جلدي وامعائي وأظلافي وعظامي تحت شجرة التين العتيقة، هذا آخر أملٍ لنا جميعاً، لا تنسيا ذلك.شرع علي وعلياء يعانقان البقرة الصفراء الحبيبة، ويودعانها، فقالت لهما:- ارجو ألا تحزنا، ولاتقولا وداعاً، فنحن سنلتقي فيما بعد.وذبحت البقرة الصفراء، وأنهمكت الخالة بأكل لحمها، ودهن جسمها بشحمها، بينما أخذ علي وعلياء الجلد والامعاء والاظلاف والعظام، وحفرا حُفرة ، تحت شجرة التين العتيقة، ودفناها كما اوصت البقرة.وشرعت علياء تحضر، كل يوم، الى التينة العتيقة، وتزور البقرة الصفراء المدفونة، وتتذكر أيامها الحلوة، وتنساب الدموع من عينيها حزناً وشوقاِ ووفاء.وفي اليوم السابع لذبح البقرة، سمعت علياء صوتاً يخاطبها، كان صوت البقرة يقول لها:-علياء!.. هذه روحي تتحدث، وستبقى معكما، أنتِ وأخيك، ترعاكما اينما كنتما.غداً، عند العصر، سيمر الأير من هنا.. تعالي، قبل مروره، وأحفري..خذي جلدي والبسيه، لفي أمعائي حول عنقك، وانتعلي اظلافي، ورشي عليك التراب المممتزج بدمي.. لاتنسي يا علياء!في اليوم التالي، جاءت علياء الى التينة العتيقة بعد الغداء. وحفرت على بقايا البقرة. لبست جلدها فتحول الى فستان اصفر رائع، ولفت امعاءها حول عنقها فتحول إلى عقد بديع من اللؤلؤ، وانتعلت اظلافها فتحولت الى حذاء لامع جميل، ورشت على جسمها التراب الممتزج بالدم فتحول الى عطر فواحٍ. ومر الأمير من الطريق قرب شجرة التين، وهو يركب فرساً بيضاء، فشم الرائحة العطرة، فأقترب من علياء ونظر اليها، فأعجب بجمالها وعطرها وأدبها، ولما سألها عن أهلها سكتت ولم تجب ، خافت من كيد خالتها.* يتبع