* كثيرون هم الأزواج الذين تستنزفهم نصائح الزوجة واهتمامها المبالغ فيه، ويشعرون بالضيق والاختناق والضجر من معاملتهم كأطفال. وذلك لأن الرجل يرفض أسلوب الوصاية الذي تمارسه عليه، لكن هناك حقيقة (إذا عرف السبب) التي قد تخفف من شعور الرجل بالغضب والاستفزاز.. فالمرأة فعلاً تقدم النصائح لكن ما ينبغي فهمه هو أن تقديم النصيحة (في عالم المرأة) يعد دلالة على حسن النية والمحبة.* ولكن الرجل يثور في كم النصائح المجانية التي تصدر دون طلب أو مشورة، لان في عالم الرجل لا تصدر النصيحة إلا إذا طلبت ،كما أن المرأة بطبيعتها ذات المخزون العاطفي تجد نفسها تتصرف وفق ما تمليه عليها عواطف الحب والميل نحو الرعاية ، الأمر الذي يدفعها إلى تقديم المساعدة إلى الزوج وسؤاله عن برنامج يومه وخطط ذهابه وإيابه، الأمر الذي يفسره الرجل بأنه عدم ثقة به وبقدراته على الاهتمام بنفسه وشؤونه ناسيا أن المرأة بطبيعتها كائن يحب الاهتمام والرعاية وتحب أن يحيطها شريكها أيضاً بهما.* لذا هي تقيس احتياجات الآخرين باحتياجاتها ولأنها تحتاج إلى الاهتمام فهي تظن إن الآخرين يحتاجون ذلك وبنفس الدرجة.* ورغم أن المرء لا يستطيع أن يخرج عن طبعه الذي نشأ عليه إلا أنه يجدر بالمرأة عدم تقديم النصيحة المجانية للرجل إلا عندما يطلبها وهذا لا يعني أن تكبت نفسها وتقتل مشاعرها أبداً ، إذ لا بأس بأن تعبر عن رأيها إلا أنه من الضروري جداً أن تتصرف بحكمة وألا توجه ملاحظاتها وآراءها كنصائح أو انتقادات من شأنها أن تشعل فتيل المشاكل بينها وشريك حياتها.* إن خير الأمور الوسط، وكل شيء حينما يزداد عن حده ينقلب إلى ضده والعكس صحيح ، فكل شخص منا بداخله خطوط حماية ذاتية ترفض أن يتعداها أحد مهما كانت أهميته ومنزلته في حياتنا، والاهتمام والرعاية والنصح والنقد كلها كالعقاقير بعضها مفيد وكثيرها مهلك.وبالأخير تبقى هناك دوماً أرض مشتركة يستطيع الطرفان أن يلتقيا عليها ليفهما ويتفهما احتياجات بعضهما البعض لمراعاتها وأخذها في الحسبان دون أن يفرد أحدهما جناح الوصاية والرعاية المطلقة التي قد تفسد أكثر مما تسعد.
|
ومجتمع
لا تصدري النصيحة إلاٌ إذا !!
أخبار متعلقة