قصة من الواقع
ذكرى النقيب :تعلمت أن الصبر والكفاح أعظم سلاح نواجه به مرارة الحياة بيتنا مكون من غرفة واحدة وهي كل الحياة تفكيري وهمي منصب بأن أسراتي هي مسؤوليتي مهما تكون الصعاب كل شيء يهون أمام أن أتكلم الإنجليزية بطلاقة عظماء بالصبر والحكمة والكفاح بسطاء في الحياة وفي التعامل مع الآخرين وفي النظر للأشياء، كرماء في الطموح صبورون أمام قسوة الحياة باختصار مناضلين كبار في تجسيد أسطورة حياة ناجحة نابضة بالفرح والأمل والغد الأفضل ولكنهم نادرون وان وجدوا لا تسلط الأضواء عليهم.. “14 أكتوبر” بحثت بصبر عن هؤلاء لترسم على صدر صفحاتها قصة كفاح بغية أن تكون نبراسا يمشي على طريقه آخرون لا يملكون الحيلة والمهارة في التغلب على الصعاب.. أطرحها قصة واقعية أتمنى أن يستفيد منها شباب اليوم. [c1]مرارة الواقع.. انطلاقة لمستقبل أفضل[/c] آمال الشلال- مديرية يريم – محافظة إب :بدأت حياتها كأي طفلة عادية تتربي في أحضان ورعاية والديها في جو ينعم بالهدوء والطمأنينة حيث كان والدها مغترب في إحدى الدول العربية المجاورة منذ زمن وعندما يعود يستقبله أهله بالفرح والذبائح وفجأة يعود ليستقر في وطنه ويستقل عملاً خاصاً به(مقهى صغير) في مدينة يرتادها الكثيرون ليدر له هذا العمل الدخل الوفير بقية التفاصيل ترويها (أمل) لصحيفتنا بقولها:وبعد مرور أيام قلائل بدأت تتغير الأحوال، فقد تغير والدي وأصبح كل همه جلسات القات والسهر إلى الفجر والنوم في النهار وبهذا تدهور حال المقهى فقامت أمي ببيع جزء من مجوهراتها لتحسين وضع المقهى دون جدوى فالحال يزداد سوءاً إلى أن باع أبي المحل دون علمنا وعندما نفد المال دخل والدي في حالة نفسية وتخلى عنه من كان يستقبله بالفرح والذبائح حتى أقرب الناس إليه (والدية)بداية المعاناة لم يكن لدى هذه الأسرة أي دخل وإنما كانت تسكن في بيوت الإيجار حينها لم يكن أمام الأم سواء التفكير بالعمل لمساعدة نفسها وصغارها على البقاء فقامت ببيع الخبز لتصر على تعليم بناتها فأمل كنت طالبة في الصف الثالث الأساسي وأخوتها الستة (ثلاث بنات وثلاثة أولاد) لا يزالون أطفالاً صغاراً ألا أن أمل تحدت الصعاب ووقفت الى جوار والدتها المكافحة فقد كانت تذهب إلى المدرسة في الصباح وتعود في وقت الظهيرة لتبيع الخبز وهنا تقول أمل كانت هذه الفترة في حياة أسرتي من أصعب الفترات لأن والدي كان مريضا ومرضه يزداد يوماً بعد يوم وأمي تبيع مجوهراتها لعلاجه لكن دون تحسن خلال ثلاث سنوات متوالية.حينها لم يكن أمام والدتي سوى التفكير ببيع بقية مجوهراتها من أجل شراء قطعة أرض وبناء غرفة وحيدة هي غرفة النوم والمطبخ والصالة وكل شيء دون نوافذ وأرضيتها تراب أمام هذا الوضع لم يكن موضوع بيع الخبز يمر عادياً أو يتعامل معه الآخرون بمرونة بل واجهت مضايقات من صاحب المطعم الذي كنت أقف بجواره لأبيع الخبز ومن الناس المارين ومرتادي المطعم. وأذكر ان صاحب المطعم أعلن أن الخبز الذي يقدمه هو مجان لكل الزبائن بالرغم من أنه كان يضيف قيمته على الوجبات دون علم الزبائن بذلك لكن مرتادي المطعم يفضلون الخبز الذي أبيعه الأمر الذي جعل صاحب المطعم واجبره أن ينحو منحى آخر بأخبار أهلي بأنه لاداعي لوجودي إمام المطعم لأني أصبحت شابة وهذا عيب وعار وطلب من أسرتي تكليف أخي الأصغر في البدء اقتنعت أسرتي بوجهة نظره هذه الا ان الدخل تدهور لسبب أني كنت اجيد التعامل مع الزبائن فتفكيري وهمي منصب بأن أسرتي هي مسئوليتي وعدت إلى المطعم بحماس أكبر وتحسن الوضع إلى ان تعبت أمي جراء عملها فهي في شهورها الأخيرة ولا تستطيع عمل الخبز فقمنا أنا وأخواتي بعمل الخبز نيابة عنها فكان سىء جداً لكن قدرة الله جعلت الزبائن لايلحظون ذلك واستمر ينا على هذا الحال لمدة شهرين إلى أن عادت أمي بصحتها وعافيتها وكنت حينها في الصف التاسع الأساسي وانتقلت لبداية المرحلة الثانوية وفي تلك الأيام كان عمال الطرقات يعملون في المدينة وتم التعاقد معنا بشراء كمية كبيرة من الخبز لهم وتحسن دخلنا خلال تلك الفترة بجهد مضاعف كنا نبذله طوال النهار (مدرسة، وعمل ومذاكرة ) إلى أن تجاوزت امتحانات المرحلة الثانوية التي كانت تجد ذاتها المعاناة الأكبر وعند ما تخرجت من الثانوية زادت المعاناة ولم استطع تحمل مضايقات الناس أمام المطعم ولكني تعلمت أن الصبر والكفاح أعظم سلاح نواجه به مرارة الحياة[c1]مرارة الماضي وحلاوة الحاضر[/c] فقررت أن ابحث عن عمل اخر وحاولت كثيرا ولم أوفق الى ان سمعت أن احدى الجمعيات تمنح دورات لتعليم الطباعة على الآلة الكاتبة فالتحقت وأجدت الطباعة وعملت متطوعة في الجمعية وتعلمت بعض فنون الكمبيوتر العادية وأسرتي تسألني دائما عن المكافأة التي لم احصل عليها وقد صرفت كل ما ادخرته من بيع الخبز في دراسة الكمبيوتر والمكافأة لم تصرف بعد واستمر الوضع مدة سنة إلى أن رشحت لحضور دورة في أمانة العاصمة وحصلت على مبلغ 16000 ستة عشر الف ريال أعطيت أمي جزء وأبي كذلك واحتفظت بخمسة الف فقط مع العلم أني استمريت بالعمل في الجمعية متطوعة لمدة ثلاث سنوات سكرتارية ومدرسة كمبيوتر والمكافأة المشاركة في الدورات التدريبية التي تحصل عليها الجمعية إلي أن تعرفت من خلال أحدى الدورات على شخص شجعني وسألني عن مدى استعدادي للمشاركة في إجراء الدراسات الاجتماعية الميدانية ورحبت وعملت بالفعل في محافظتين وحصلت على مكأفاة كبيرة وزعت جزءاً منها لأسرتها واحتفظت بالباقي من أجل التسجيل بالجامعة هي وأختها التي تكبرت وسجلت في كلية الآداب فسم انجليزي وأختها تربية أحياء وعملت في دراسة ثانية وفتحت لها حساباً في البنك من مواصلة تعليمها الجامعي وأختها واضافت أمل« مهما تكن الصعاب كل شيء يهون أمام أن أتكلم الانجليزية بطلاقة وأساعد في تحسين وضع أسرتي ووضعي أنا كذلك »باختصار الخبرات والمهارات التي اكتسبتها من الجمعية كثيرة جدا مقارنة بين الماضي والحاضر (أصبحت أدرس كمبيوتر والسكرتارية والمحاسبة أيضا وكذلك أشارك في الدراسات الميدانية كنت لأكثر من مرة مدربة ومساعدة مدربة ومتدربة طريقة التخاطب مع الناس درست أخواتي الثلاث كمبيوتر تعرفت على أناس جدد ومكان العمل خال من المضايقات السابقة ختاماً اشكر والدتي العظيمة ومنسق الجمعية على تشجيعه الدائم وكذلك أ/ خالد الدبعي لترشيحه لي في الدراسات الاجتماعية.