القدس / 14 أكتوبر/ متابعات :كشفت دراسة استقصائية جديدة تتناول الأوضاع المعيشية في غزة خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي الأخير أن الصراع قد حال دون حصول أربع نساء من بين كل عشر نساء حوامل على خدمات الرعاية السابقة للولادة أو التالية لها رغم احتياجهن الشديد إليها خلال تلك الأزمة إذا لم يستطع ثلث هؤلاء السيدات الوصول إلى المرافق الصحية بسبب الأخطار التي تهدد حياتهن ولم تتمكن أخريات من ذلك إما نتيجة لتدمير هذه المنشآت بفعل القصف أو لامتلائها بمصابي الحرب أو لتوقفها عن العمل.وشملت هذه الدراسة الاستقصائية التي أجراها معهد (فافو) للدراسات الدولية التطبيقية في النرويج بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان عينة مؤلفة من 2020 أسرة تعيش بغزة خلال الفترة من 3 إلى 12 آذار/ مارس 2009م أي بعد انقضاء ما يتراوح بين ستة وثمانية أسابيع تقريباً من وقوع تلك الأزمة التي انتهت في 17 كانون الثاني/ يناير.وتظهر نتائج الدراسة التي صدت مؤخراً أن نسبة الحوامل أو النساء اللائي وضعن مواليد خلال الأشهر الثلاثة السابقة على الدراسة تبلغ 12 في المائة من جميع النساء المتزوجات اللائي عاماً وتمت معظم هذه الولادات أي نسبة 77 في المائة منها في المستشفيات العامة و8 في المائة في المستشفيات الخاصة و5 في المائة في عيادات عامة.وصرح حافظ شقير مدير المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان بأن هذه النتائج تؤكد من جديد الحاجة الماسة إلى إصلاح المرافق الصحية لرعاية الأمومة التي تعرضت لأضرار في غزة واستطرد قائلاً “إن هؤلاء الحوامل هن الضحايا غير المرئيات لهذه الأزمة وينبغي ألا تتعرض حياتهن للخطر بينما تهبن الحياة”.ووفقاً لما جاء في الدراسة أفاد 34 في المائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18و24 عاماً بأنهم يجدون صعوبة في التركيز وقال 35 في المائة إن أحاسيس باليأس تراودهم بشكل متكرر وأفاد 35 في المائة آخرون بأن الغضب الشديد ينتابهم لدرجة أنهم كثيراً ما يشعرون بفقدان السيطرة.وأسفرت دراسة أخرى أجراها صندوق الأمم المتحدة للسكان على المنشآت الصحية في غزة مؤخراً عن حدوث ارتفاع نسبته 31 في المائة في حالات الإجهاض التي تم إدخالها أجنحة الولادة بالمستشفيات خلال الصراع فضلاً عن حدوث زيادة في مضاعفات الولادة وأفاد أحد المستشفيات بحدوث قفزة قدرها 50 في المائة وفيات الأطفال الرضع.ويقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان منذ بداية الأزمة في أو أخر كانون الأول / ديسمبر 2008م واستجابة لعواقبها الإنسانية بتقديم الأدوية والسوائل التي تعطى عن طريق الحقن واللوازم الطبية التي تستعمل مرة واحدة للمستشفيات الكبيرة في غزة علاوة على تقديمه الدعم للنساء اللائي تعرضن للتشرد ولأسرهن ويعمل الصندوق أيضاً بالتعاون مع الشركاء في غزة على إعادة توفير الرعاية الخاصة بالصحة الإنجابية بما فيها الخدمات المقدمة إلى الأمهات والرضع كما يوفر الدعم الاجتماعي النفسي للناجيات بحياتهن المصابات بصدمات.يذكر أن صندوق الأمم المتحدة للسكان وهو وكالة إنمائية دولية يدعم حق كل امرأة ورجل وطفل في التمتع بحياة تتسم بالصحة وبتكافؤ الفرص ويقوم الصندوق أيضاً بدعم البلدان في استخدامها للبيانات السكانية اللازمة لسياسات برامج مكافحة الفقر وللبرامج التي تمكن من أن يكون كل حمل مرغوباً وكل ولادة مأمونة وكل شاب وشابة خالياً من فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، وكل فتاة وامرأة تعامل بكرامة واحترام.
دراسة استقصائية جديدة تبرز الحاجة الماسة إلى الاهتمام بصحة الحوامل في قطاع غزة
أخبار متعلقة