وربا/ متابعات / عيدروس عبدالرحمن :انقلبت الأوضاع في الدوريات الأوروبية وسحبت بساط الصدارة والتقدم للأمام فرق وأندية ما كان لها التجرؤ والمجازفة لمواسم سابقة .. وصارت الفرق الكبرى خاصة تلك الأندية التي ارتبط اسمها ونتائج مبارياتها بالألقاب والبطولات صارت تستجدي نقاطاً وأهدافاً في تباشير الأسابيع الأولى من مباريات الدوري في بلدانها.فالصدارة (حتى الآن) للدوريات الأوروبية الأهم مثل انجلترا, أسبانيا, إيطاليا, تتنافس عليها وترتقي في أعلى السلم وفيها أندية جديدة وفرق تسطع أما لأول مرة أو بعد فترة طويلة من الزمن.
فالدوري الأسباني, بدأ بخسارتين غير متوقعتين لأبطال الليجا وأصحاب النصيب الأوفر من الألقاب فحامل اللقب الفريق الملكي مني بخسارته أمام ريتينو لاكرونيا بينما خسر منافسه برشلونة مباراة افتتاح الليجا من الوافد الجديد للدوري الأسباني .. وصدارة الليجا حتى الآن في قبضة أندية تقتحم هذا الحق الخاص للفرق الكبرى مواسماً عديدة.ما يعطينا أن موسمنا الكروي الحالي يتسم ويمتلك خصائص ومجريات جديدة قد تزيد من متعة الدوري وترفع من وتيرة منافساته .. علماً بأن الموسم الكروي ما زال في أوله ومن الصعوبة بمكان التأكيد على قدرة هذه الفرق على الإمساك بزمام الصدارة حتى نهاية المشوار .. كما أن تحسن الأداء والنتائج خاصة من الفرق الكبرى توحي لنا بانقلاب الأوضاع مجدداً وعودة الأمور إلى وضعها وحالها السابق .. خاصة وأن الفرق الكبرى تمتلك رصيداً وافراً من اللاعبين الاحتياطيين القادرين على ملءْ فراغات الإصابات أو العقوبات الجزائية أو الارهاق في حين تفتقد الفرق الطامحة الحالية لمثل هذه الخاصية ما يسحب نفسه على أداء تلك الفرق ونتائجها التي ترتهن بجاهزية لاعبيها الأساسيين وقدرات التحمل والمقاومة طيلة أسابيع الدوري الثمانية والثلاثين.ولا يختلف الحال في الدوري الانجليزي حتى وإن تمسك فريق عريق مثل تشلسي بالصدارة واقتسام المركز الأول, إلا أن هناك أندية وفرقاً انجليزية قدمت نفسها في هذا الموسم بشكل لم يسبق له مثيل منذ عقود سابقة ونظرة سريعة على ترتيب الفرق حتى الآن نجد أن هناك أندية انجليزية يحلو لها اللعب والعبث بالمياه الراكدة الانجليزية وتتقدم حالياً في مواقع ومراكز لا تخلو من المفاجآت.فحامل اللقب تحت قيادة السير فيرجسون يعاني كثيراً من عقدة وضعف الإكمال وهز الشباك حتى وإن عاد له نجمه المدلل كريستيانو رونالدو واحتفظ بروني وجلب هذا الموسم البلغاري (بريماتوف) .. كما أن فريقاً مثل الارسنال الذي عودنا خلال الأعوام السابقة بالانطلاقة القوية مطلع الموسم كان قد سقط وفي أرضه من أحدى الفرق الصاعدة للدوري الانجليزي الممتاز.على أن بروز وتقدم فريق ليفربول الغائب عن منصات التتويج منذ قرابة عشرين عاماً سابقة وهو الفريق الذي كان هو والبطولات وجهان لعملة واحدة .. واكتفى في المواسم الخمسة الأخيرة بتعويض ذلك أوروبياً .. لكنه هذا الموسم يبدو أكثر إصراراً واستحقاقاً للمنافسة الحقيقية على الدرع الانجليزية التي افتقدها وافتقدته ما يقرب من عشرين عاماً.في حين تترصد فرق مانشستر سيتي مع مالكيه الجدد, وفرق الوسط الانجليزية أوضاع ومباريات الدوري الانجليزي لالتهام إحدى القطع الأساسية من التورتة الانجليزية خلال هذا الموسم.
وفي إيطاليا صارت عروش الكبار خاوية ومهددة بالسقوط خاصة الفريق المسيطر على الكرة الإيطالية لمواسم ثلاثة مضت فريق الانتر من فرق أمثال لاتسيو, فيورنتينا وغيرها ساعدها في ذلك تواضع النتائج والعروض للأبطال الإيطاليين التقليديين أمثال روما ويوفنتوس وميلان .. والانتر .. والأخير جلب مدرباً عالمياً للفوز بالدوري الأوروبي لكنه يواجه صعوبات لا حصر لها في تعزيز وتثبيت مكانته المحلية أولاً على أن مدرباً قديراً مثل مورينهو ويمتلك كتيبة من النجوم لامثيل لها ليس فقط ايطاليا ولكن أوربياً قادراً على قلب الأوضاع وتصحيح مسار فريقه الأزرق والأسود متى ما استطاع السيطرة على قطيع اللاعبين وانقادوا له واستمعوا لتوجيهاته وخططه .. وحتى ذلك الحين يبقى الانتر تحت رحمة لاعبيه النجوم والأفذاذ القادرين على قلب الطاولة بحركة كروية بارعة .. وهم كثر في انترميلان . الدوريات الأوروبية بداياتها ساخنة .. وجريئة لفرق قدرتها على المنافسة محدودة ومحصورة في الأسابيع الأولى أو الدور الأول على أحسن الأحوال اما التواصل والتصاعد الأدائي والنتائجي أفقياً وقدماً للأمام فهذه الطريق لها خصائصها وعواملها التي غالباً ماتفتقد لهذه الخصائص والعوامل الفرق الفقيرة أو الأندية التي لاتمتلك رصيداً من النجوم .. عفواً من الأموال.
مايميز كل ذلك أن البدايات بمثل هكذا حوار كروي في أكبر وأقوى الدوريات الأوروبية (الإيطالي ، الانجليزي، الإسباني) يزيد المتابع لها متعة وتشويقاُ وقلباً للموازين بصورة مؤقتة قد تطول أو تقصر لكنها لاتستمر حتى نهاية المشوار فإذا اعتبرنا أن مدينة كروية مثل (ميلان) الإيطالية ، استطاعت أن تنتزع درع الكالشيو لثلاثة مواسم أخيرة من مخالب السيدة العجوز صاحبة أكبر الارتفاعات والألقاب الكروية .. هذه المدينة وفريقاها العريقان بإمكانهم الصمود والثبات واستمرار بقاء الدرع لموسم كروي قادم.. ليس لأنها الأفضل ولكن لعدم وجود فريقٍ مقومات المنافسة بعد استعراضنا لكل من روما فريق العاصمة وخسائره المتكررة في الدوري وغياب لمسة الجمال والتحدي التي كان يرتديها الموسم السابق والتي أوصلته للوصيف متقدماً على السيدة العجوز وفريق الحكومة الإيطالية ايه . سي . ميلان .. وكذا فريق اليوفنتوس الذي يعيش حالة توهان وعدم استقرار وغياب رؤية الطريق المؤدي إلى الفوز بالألقاب منذ قرار إسقاطه بالضربة القضائية القاضية لدوري الدرجة الثانية الإيطالي فالسيدة العجوز فاجأتنا هذا الموسم بالسقوط داخل أرضها بالخسارة الأولى لها من باليرمو، وتعادلان في تورينو أمام فرق تحتل النصف الأسفل من سلم الترتيب.. فريق كهذا آخر حدود طموحه الاحتفاظ بمركز العام السابق أو الانحدار تدريجياً.
فإيطاليا (ربما) تختلف عن باقي الدوريات يكاد يكون موسمها قد حدد ألوان الطيف المحلية القادمة التي لن تخرج عن مدينة ميلان وبدعم حكومي بارز أما إسبانيا فإن طموحات كل من ريال مدريد وبرشلونة في الذهاب بعيداً في الشامبيونزلايج قد يضاعف من فرص فالنسيا لخطف اللقب وتكرار ما عمله قبل عدة مواسم .. علماً بأن حظوظ فالنسيا ونسب فوز، بالليجا الإسبانية تأتي في المركز الثالث بعد القطبين اللدودين برشلونة والفريق الملكي .على أن الدوري الانجليزي هو من يصعب التكهن أو حصر الفرق التي لن يخرج الدرع من مخالبها خاصة فرق العاصمة والموانئ الشهيرة.. أمثال تشلسي ارسنال كأبرز حاملي لواء اللندنية أو المرافيء الانجليزية أمثال ليفربول وما أدراك ماليفربول هذا الموسم والمدينة كلها تتنفس شوقاً واحتراقاً للدرع برئتيه البارزتين (توريس + جيرارد ) ومن ورائهما ساحر إسباني يدعونه رفائيل بينيتس .. أو الشياطين الحمر الذين عودونا دائماً ببطء حركة الانطلاق والتعثر أول المشوار حتى إذا لاحت أمامهم فرص الفوز فأنهم لايتخلون عنها دون امتطاء منصات التتويج. ومواجهات اليوم السبت و غد الأحد تصبان في ذات الاتجاه وبكرة نشوف.