لا ينكر أحد وجود تقدم كبير وتطور ملحوظ في المسيرة الاكاديمية لجامعة عدن منذ ان تولى قيادتها الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، وهو الذي يبذل كل جهده لتوسيع علاقات التعاون العلمي بين الجامعة والجامعات العربية والعالمية بما يخدم المسيرة الأكاديمية في جامعة عدن . غير أن الحقوق الطلابية والالتزام بتطبيق اللوائح وعدم انتهاكها أمر مهم يجب أن تتنبه إليه قيادة جامعة عدن ، في ظل تزايد قرارات الفصل والإيقاف التعسفية التي بلغت رقماً كبيراً خلال الفترة الماضية وبصورة مخالفة للوائح العقوبات في الجامعة والتي يجب أن تحترم من الجميع إدارة وطلاباً . وللأسف فلم يسعفني الحظ سابقاً لإجراء لقاء صحفي مطول مع رئيس الجامعة كنت انوي فيه مناقشته في عدد من المشكلات والإشكاليات التي تحدث، غير ان هذا الموعد تأجل أكثر مرة لأسباب خارجة على إرادة قيادة الجامعة ، لذا فليسمح لي القراء الكرام والدكتور حبتور بمناقشة إشكالية واحدة اليوم وهي العقوبات التي أصدرتها قيادة الجامعة بحق عدد من الطلاب الدارسين . لقد أصيب طالب في إحدى كليات جامعة عدن بانهيار عصبي في أحد الامتحانات فقام بتمزيق ملف الإجابة ، وكان يجب أن يعاقب وفق اللائحة الطلابية بحرمانه من درجة الامتحان في هذه المادة إلا أن عميد الكلية المعنية اتخذ قراراً بحرمانه من جميع مواد الامتحان للفصل الدراسي ضارباً باللائحة الدراسية الجامعية عرض الحائط . ولنأخذ مثالاً آخر على القرارات الظالمة التي طالت عدداً من طلاب جامعة عدن وهو الطالب في قسم الإعلام والصحفي الشاب وائل القباطي الذي لم تحترم اللوائح الجامعية عند إصدار قرار بوقف قيده لعامين كاملين بتهم كيدية منها إثارة الشغب والفوضى وتحريض الناس رغم أنه ليس حراكياً ولا حوثياً ولا ينتمي إلى منطقة جنوبية أصلاً كما انه لم يقم يوماً بقيادة مسيرة أو اعتصام داخل الكلية حتى يتهم بإثارة الشغب والتحريض. والابشع من هذا أن متخذي القرار لم يعطوا أدنى اعتبار او احترام للائحة الجامعية حيث لم يتم استدعاء الطالب والجلوس معه ومساءلته وفق اللائحة وانما علم بقرار إيقافه لعامين من خلال لوحة الإعلانات في الكلية. كما ان عقوبة وقف القيد لسنتين غير موجودة في اللائحة الجامعية التي طالما شدد الأساتذة على الطلاب باحترامها والالتزام بها . والجميع يعرف -وفي مقدمتهم الدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن وكذا عمادة كلية الآداب- أن التهم التي سيقت في القرار العقابي أو التأديبي كانت كيدية وهي تهم إثارة الشغب والتحريض، بل إنهم يعلمون أنه متهم بكتابة مادة صحفية عن الأسبوع الجامعي للطلاب في إحدى الصحف الصادرة من عدن عندما كان القباطي سكرتيراً لتحريرها رغم ان المادة لم تذيل بتوقيع كاتب ، غير انها أزعجت قيادة الجامعة وقد هاجمها الدكتور حبتور في حفل تكريمي رسمي ووصفها بصحيفة ( مغمورة ) متهماً إياها بالإساءة إلى الجامعة والتقليل من شأن الاسبوع الجامعي ، وقد كان الزميل القباطي يخبرني وقتها أن الكثير من أساتذة الجامعة يشتبهون في كتابته للمادة وكان ينفي لهم باستمرار غير أنه حتى مع افتراض كتابته لتلك الأسطر فهذا لا يعطي مبرراً لمعاقبته بالإيقاف لمدة سنتين في الوقت الذي هو في آخر سنة له من دراسته ( المستوى الرابع) . ولقد كانت هناك جهود مشكورة بذلها نائب رئيس الجامعة الدكتور محمد العبادي وكذا رئيس اتحاد الطلاب صالح العبد الذي بعث بمذكرة رسمية من الاتحاد إلى عمادة الكلية يؤكد لهم فيها مخالفة هذا القرار التعسفي لكافة اللوائح والأنظمة الجامعية ، وقد تجاوب مجلس عمادة الكلية مع هذه الجهود واصدر قراراً بتخفيض العقوبة من سنتين إلى فصل واحد بحيث يستنهج الفصل الأول ويواصل دراسته للفصل الثاني ، وقد استبشرنا بهذا القرار غير اننا علمنا أن عمادة الكلية رفعت قرارها هذا إلى رئيس الجامعة لكنه قام برفضه والإبقاء على القرار السابق بإيقاف قيد الطلب لسنتين كاملتين. لو كان هناك اتحاد طلابي شرعي ومنتخب بالتأكيد أنه سيتولى متابعة هذه القضية وقضايا بقية الطلاب الذين اتخذت بحقهم قرارات فصل تعسفية ومعاقبة الطالب وفقاً للائحة الجامعية المقرة بدلاً من أن يلجأ الطلاب إلى الوساطات لإنهاء العقوبات الظالمة بحقهم. ومن المهم التذكير بأن اتحاد طلاب جامعة عدن مضى على انتهاء مدته الشرعية أكثر من ست سنوات منذ إجراء الانتخابات له في العام 2000م ولا ندري ما سبب إصرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على عدم تنظيم انتخابات المجالس والاتحادات الطلابية في الجامعات اليمنية و تأجيلها من عام إلى آخر . قضية القباطي وغيره لا تعدو عن كونها نماذج فقط لحالات عديدة وما نرجوه من الدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن هو التجاوب معها كما عهدناه دائماً بدلاً من المراسلات العقيمة التي لا تزيد عن طلب الإفادة ، فالدكتور حبتور رجل مهني وأكاديمي من الطراز الأول كما نعرفه وهو أخبر الناس بقضايا الطلاب منذ ان كان نائبا لرئيس هذه الجامعة لشؤون الطلاب، ولا أخفي تفاؤلي بإنهاء الدكتور حبتور لهذه القرارات الظالمة ومعالجته للامر خصوصاً أن بعض الطلاب صدرت قرارات الايقاف بحقهم وهم في عامهم الدراسي الأخير ، كما لا اخفي تفاؤلي بأن يعيد رئيس جامعة عدن للائحة الجامعية هيبتها واحترامها اللذين انتهكا كثيراً خلال الفترة الماضية، كما لا اخفي مخاوفي من أن أجد نفسي يوماً معاقباً بالإيقاف لعامين أو أربعة أعوام أو أكثر بتهمة كتابة هذه الأسطر . والله من وراء القصد .
|
فكر
إلى رئيس جامعة عدن.. مع التحية !!
أخبار متعلقة