بغداد / 14 أكتوبر / رويترز:دعا الرئيس التركي عبد الله جول رئيس وزراء إقليم كردستان العراقي يوم أمس الثلاثاء إلى «اتخاذ موقف واضح» ضد المتمردين الانفصاليين الأكراد الذين يستخدمون العراق قاعدة لمهاجمة تركيا.واجتمع جول مع رئيس حكومة كردستان العراقية نيجيرفان برزاني في بغداد لإجراء محادثات وهي المرة الأولى التي يوافق فيها زعيم تركي على الاجتماع رسميا مع مسؤول من الحكومة الإقليمية الكردستانية التي تتمتع باستقلال ذاتي كأمر واقع منذ عام 1991.وتتهم تركيا الحكومة الإقليمية الكردستانية بعدم القيام بما يكفي لقمع متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يعملون انطلاقا من شمال العراق لشن هجمات في جنوب شرق تركيا.وقال جول للصحفيين بعد الاجتماع مع برزاني «أبلغته صراحة بان منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية ومعسكراتها... في منطقتكم وينبغي لكم اتخاذ موقف واضح ضدها.»وأضاف «وفور القضاء على حزب العمال الكردستاني لن تكون هناك حدود لما هو ممكن فانتم جيراننا وأقاربنا.»وزيارة جول للعراق هي أول زيارة يقوم بها رئيس دولة تركي للبلاد منذ 33 عاما. وكانت العلاقات قد توترت بين بغداد وأنقرة بسبب حزب العمال الكردستاني لكن زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لبغداد العام الماضي بدأت تحسنا كبيرا في العلاقات.وكان الاعتراف بوجود الحكومة الإقليمية الكردستانية أمرا محظورا بين الساسة الأتراك الحريصين على منع إحياء الآمال الكردية بإقامة دولة في جانب من الأراضي التركية. لكن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بدأ سلسلة من المبادرات الهادفة إلى تحسين حقوق الأكراد الذين شكوا طويلا من تمييز الدولة التركية ضدهم.ويقاتل حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره واشنطن والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية من اجل إقامة وطن للأكراد في جنوب شرق تركيا. وتقصف تركيا بشكل متواتر أهدافا للحزب داخل العراق.وقال جول للصحفيين بعد اجتماعه مع برزاني «اعتقد إننا دخلنا مرحلة جديدة جيدة... وانطباعي أنهم في حاجة شديدة إلى تركيا وأنهم يعانون من المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني)... وقد نقل (برزاني) ذلك إلى.»والتقي جول في وقت لاحق برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.وقال برزاني ان المحادثات حسنت العلاقات بين الحكومة الإقليمية الكردستانية وتركيا إلى حد بعيد. وقال انه يؤيد الدعوة لمنح عفو عام لحزب العمال الكردستاني وهو أمر لم تبد تركيا اهتماما به.وقال برزاني «بدأنا نفهم بعضنا بعضا بطريقة أفضل من أي وقت مضى.»وأدلى الرئيس العراقي جلال الطالباني وهو كردي يوم الاثنين بعد اجتماعه مع جول ببعض من اشد تصريحات المسؤولين العراقيين صرامة ضد متمردي حزب العمال الكردستاني طالبا منهم نزع سلاحهم او مغادرة البلاد.وقال قيادي في الحزب يوم الثلاثاء إن تصريحات الطالباني «تصب في مصلحة أعداء الشعب الكردي».وقال القيادي هفال روز لرويترز بالهاتف من مكان سري في كردستان «لا يحق لأحد أن يدعو مقاتلي حزب العمال أن يتخلوا عن أسلحتهم أو يغادروا أراضي كردستان العراق.»واتهم روز تركيا بأنها تعمل «للإيقاع بين الأكراد في تركيا والعراق وفصلهم عن بعضهم من خلال محاولات التقرب من القادة الأكراد في العراق».من جانبهم اتفقت تركيا والعراق والولايات المتحدة في يناير كانون الثاني الماضي على إقامة مركز للقيادة في شمال العراق لتنسيق الجهود ضد حزب العمال الكردستاني الذي تحمله أنقرة المسؤولية عن مقتل 40 ألف شخص منذ عام 1984.وتركيا والعراق شريكان تجاريان ويمر نحو 400 ألف برميل في اليوم من النفط العراقي أي أكثر من خمس صادرات العراق عبر خطوط أنابيب إلى ميناء جيهان التركي.