أضواء
لكي لا نعيش خدعة الذات، يجب أن نفهم أن كل من تمنينا وصولهم إاى البيت الأبيض، انقلبوا ضدنا ورفعوا شعار إسرائيل، وهو موضوع يتكرر مع المتسابقين الجدد على الرئاسة. فالمنطقة حاضرة في الطروحات، العراق، والإرهاب، ومنظمات ودول مدرجة على قائمة المقاطعة وربما الحرب، أو الحصار، لكن الحديث عن السلام والتنمية، والتواصل مع الشعوب بلغة حضارة اليوم، ممنوع من الصرف في لغة مَن سيصل إلى زعامة الدولة العظمى. المصادفة أن المباراة تجري بين امرأة بيضاء، ورجل خليط من السود والبيض، والإسلام والمسيحية، وثالث كان أسيراً في فيتنام، ومع ذلك يطرح الأخير لغة بوش والمحافظين الجدد التي اعتقدنا أنها مرفوضة من الشعب الأمريكي، لكن ما نريد أن نؤكد عليه هو أن لا نعيش آمالاً كاذبة لأن الجميع يسعى لمصلحة أمريكا، التي تعتبر مدونته الصميمة من الباب الأول إلى الأخير. خيبات الأمل كثيرة، لكن الإقبال على الانتخابات فاق ما كان متصوراً، والسبب يعود الى محاولة التغيير نحو الأفضل، عندما كانت أمريكا حامية الحريات وأمل كل شاب في العالم الوصول الى جنتها المزعومة، ومع أن الشعب الأمريكي يختلف في ثقافته ومعرفته بالعالم الخارجي وتوجهه نحو الرابط الاجتماعي الذي تأسس عليه مصير دخل الفرد، وحريته، فقد أصبح معلقاً بقضاياه، ليفسح المجال للقادة القيام بالدور الخارجي بلا رابط يجعل الاهتزازات لا تهمّ المواطن هناك إلا عندما تصل الأمور الى التأثير المباشر على حياته وأمنه. صحيح أن أمريكا يبرز فيها الموهوبون والعلماء، وحتى لاعب الكرة، ونجم السينما والرقص والغناء، ولكن المصادفات تأتي برؤساء وقادة هم خارج الموهبة السياسية والثقافية، أي أن هناك دوراً سرياً يلعب بترشيح الرئيس وفقاً لتطلعات رجال المال الذين يحكمون الساحة الأمريكية، ويديرون الأزمات العالمية من خلف ستار لا يُكشف إلا للقلة النادرة. المرشح قد يطرح الهموم الخاصة ليبني مفاهيمه وآراءه على قوائم احتياجات المواطن مثل تحسين دخل الفرد، والاهتمام بصحته وغيرهما كبديل عن العلاقات العامة مع الدول والشعوب، وهذا الفراغ الكبير في الوعي بالشؤون العالمية، سهّل مهمات الوصول إلى الرئاسة بكفاءة ناخب يهمه وضعه الخاص، ونجومية المرشح (والكارزما) التي يملكها، وحتى لا نقع في حسن نوايانا، فالكل متساوون حول قضايانا، التأييد والمنح، وحتى إقامة الحروب من أجل إسرائيل إذا ما تعرضت للخطر، وهذه الواقعية التي تخدم السياسة الأمريكية، والتي نسميها انحيازاً، وكبرياءً للقوة، هي جزء من ثوابت ترى فيها الدولة العظمى ميدان سباقها ومفهومها المتفق مع مصالحها. صحيح أن جاذبية الحدث في أمريكا تفوق غيرها في العالم، لأنها السيدة الأولى على الاقتصاد والقوة العسكرية، وتملك النسبة العليا في الاكتشافات والصناعات التي لا تستطيع تمويلها اقتصاديات الدول الأخرى، وهذا التميز جعلها تملك قوة التأثير ولفت الانتباه، ونحن معها نعيش زواجاً معلّقاً لا توافق فيه ولا طلاق. [c1]عن / صحيفة (الرياض) السعودية [/c]