التنانير تهز عرش المواقد
[c1]* المشاريع الصغيرة تمتص الأيدي العاملة وتقلل نسبة[/c]متابعة / فريد محسن علي يؤكد خبراء الاقتصاد بأن المشاريع الصغيرة هي أساس اقتصاديات الدول المتقدمة، واللبنة الأساس في بناء الصروح العملاقة في تلك البلدان، فالمصنع الكبير يأتي من المعمل الصغير، فالثورة الصناعية في بعض الدول الأوروبية انطلقت من المشاغل الصغيرة المتواضعة. وقليلون جداً في بلادنا من فكروا بتطوير ابداعاتهم البسيطة من خلال تلك المعامل، فالتنانير على سبيل المثال هي من أبرز وأجمل الصناعات التي اشتهرت وانفردت بها اليمن، ومعروف عن تلك التنانير بأنها امتداد لشكل (الموفة) المصنوع محلياً من الطين.وهذا ما أكده لنا الأخ/ محمد محمد يحيى العودي الذي بدأ بصنع التنانير في قريته بالوسائل البدائية حتى انتقل إلى العاصمة صنعاء ليبني معملاً متواضعاً يقوم بانتاج هذه التنانير.[c1]حل مشكلة التحطيبماذا عن بداياتكم مع هذه الصناعة؟[/c]- في البدء كانت ورشة مصغرة ونجحت الفكرة واستجاب لها المستهلكون، وحلت مشكلة التحطيب التي كان يلجأ إليها الناس لتحضير الطعام، الأمر الذي كان يقضي على المساحات الشاسعة المغطاة بالأشجار وزحف التصحر في كل منطقة من مناطق اليمن، وتشوهت المناظر الجميلة الخضراء وتحولت إلى هياكل بل كأنك تشاهد أطلالاً. والتحطيب عادة قديمة اتخذها الناس كوسيلة لطباخة الطعام، وصناعة التنانير وفر كثيراً من المتاعب والصعاب التي كان يتجشمها الناس للحصول على الحطب. والفكرة ليست بالعبقرية، فأي شخص بامكانه أن يبتكر الأسلوب الذي من شأنه أن يطور الجانب الصناعي.[c1]توفير فرص العملماذا تقصد بذلك ؟[/c]- أقول كل الصناعات في العالم كانت حرفية وبمرور الزمن تطورت وانتقلت إلى صروح اقتصادية شامخة ولا يوجد أي مجال ينافس الصناعة فهي اللبنة الأساسية لاقتصاد أي دولة، وهناك حقيقة اقتصادية واجتماعية يمكن الإشارة لها وهي أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تلعب دوراً بارزاً في تشغيل الأيدي العاملة وتقليل نسبة البطالة، إلى جانب أنها قادرة على دعم التنمية الإقليمية وايجاد نوع من التوازن في توزيع فرص العمل بين الاقاليم المختلفة وبالأخص المناطق الريفية والتي في الأساس تعاني من تفشي ظاهرتي الفقر والبطالة.[c1]الصناعات الصغيرةهل توجد لدينا قاعدة صناعية؟[/c]- المنتج بين ايدينا، وإن كان أصحاب هذه المشاريع الصغيرة يواجهون صعوبات أحياناً في حصولهم على التمويل لتطوير منتجاتهم هذه، ونحن في بلادنا تتوفر الصناعة الحرفية (جميع الأعمال والحرف) الآلية لتلبية احتياجات السوق والمستهلك، إلا أن هذه الصناعات الصغيرة تعاني عدداً من المعوقات والصعوبات، ولم تحظ بالاهتمام اللازم لتنميتها وتطويرها، والتعامل مع هذا القطاع لم يأخذ حقه الطبيعي في برامج وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وعلى مستوى تشجيع الاستثمار.[c1]تشجيع فخامة الرئيسهل هناك تجاهل لهذا القطاع؟[/c]- بالتأكيد برغم من تشجيع فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لهذا القطاع، إلا أن هناك تجاهلاً لقدرة هذا القطاع. وبالنظر إلى المعوقات التي يعاني منها القطاع الصناعي بشكل عام من المنافسة في الأسواق للدول المجاورة لليمن وكذا الأسواق الدولية نتيجة لأسباب منها انخفاض الإنتاج ومحدوديته في الأسواق المحلية دون القدرة على المنافسة بكفاءة اقتصادية وتسويقية، فالصناعة هي الوحيدة الذي انتاجها يعرف.[c1]الثقافة الصناعيةكيف يمكن نشر الثقافة الصناعية؟[/c]- على الدولة والإعلام بشكل خاص أن يركز على قطاع الصناعة ويعطيه مساحة مثل الزراعة والأسماك وغيرها. فالإعلام بدرجة رئيسية تقع عليه مسئولية نشر الثقافة الصناعية إلى جانب دور الجمعيات في تشجيع الصناعات الصغيرة (الحرفية) والتي هي في متناول اليد من السواد الأعظم، بالإضافة إلى وضع برامج لطلاب المدارس تشمل زيارات إلى جميع المصانع العاملة في البلد يهدف تنمية روح الثقافة الصناعية.وأود الإشارة إلى أن تحقيق النهوض الاقتصادي والتحول إلى الاقتصاد المنتج في اطار استراتيجية شاملة تستهدف تطوير التكنولوجيا وتنمية القطاعات الاقتصادية والاستثمارية المنتجة والقادرة على توفير فرص العمل، يمثل أهم استحقاقات المرحلة المقبلة، وأهم عوامل مواكبة الدول المتطورة.[c1]الاستفادة من تجارب الآخرينكلمة أخيرة![/c]- حقيقة بلادنا غنية بالحرف اليدوية، والبطالة لدينا متفشية لذلك يمكن للدولة أن تساعد في إنشاء مجمعات أومعامل صغيرة في الأرياف حتى تتمكن من امتصاص البطالة من خلال تلك المعامل التي سوف تستوعب الأيادي العاطلة، وأتوجه بالنصيحة إلى ربات البيوت للتوجه إلى الصناعات الحرفية، وأنصح رأس المال الوطني بتشغيل أمواله في الصناعة وان يحاول مساعدة العاطلين ولنأخذ مثالاً على ذلك دولة كالصين كل تركيزها في القطاع الصناعي، ونحن بحاجة لأن تتعلم من هذه الدولة العملاقة ونستفيد من تجاربهم ونتبادل معهم الخبرات، وزياراتي إلى الصين متكررة وأحاول الأخذ من خبراتهم وتطبيقها على الواقع .