سياسيون وأكاديميون يتحدثون عن مبادرة رئيس الجمهورية في إقامة اتحاد عربي:
صنعاء/عبد الرحمن أبوطالب-أنور العامري:أكد أكاديميون وباحثون سياسيون أن مبادرة رئيس الجمهورية حول رؤية اليمن لإنشاء اتحاد عربي في مؤتمر القمة العربية الـ 22 المنعقدة في مدينة سرت بالجماهيرية الليبية تخطت حالات اليأس والإحباط التي أحاطت بالقمم العربية المتعاقبة للقادة العرب منذ 21 عاما .مشيدين بالحضور الفاعل والمتميز لفخامته، معبرين عن ارتياحهم للتمثيل المتميز لفخامته في القمة والذي بحسب وصفهم لقي صدى واسعاً وارتياحاً كبيراً على مستوى الزعامات المشاركة وعلى مستوى الشارع العربي الجماهيري المشاهد للإيجابيات المتمخضة عنها .وأشاروا إلى الخطاب الواضح والمتواضع من قبل فخامته ودوره الخاص في وصول رسالة اليمن من المبادرة إلى فضاءات واسعة من العالم العربي تمثل في وجود صدى واسع وملحوظ في مداولات تقارير وأخبار وتحليلات وتحقيقات عدد كبير من المحطات الإذاعية والتلفزيونية العربية والأجنبية على مدار الساعة..منوهين بأن مبادرة رئيس الجمهورية في القمة عكست الروح اليمنية التي لا تنكسر والتي تستحق وسام الشجاعة والتي ظهرت جليا في حركة التصفيق المتعاقبة لكلمته وهتافات الإشادة بمضامينها والمتكررة في القاعة أثناء كلمته مؤكدين في ذلك بأنها ساهمت في تحريك المياه الراكدة في الوجدان العربي ككل .رئيس معهد تنمية الديمقراطية الأستاذ أحمد الصوفي أكد إن مبادرة الأخ رئيس الجمهورية في أعمال القمة العربية الـ 22 بكلمته التي ألقاها والمتضمنة إقامة اتحاد عربي ساهمت بدرجة كبيرة في تخطي كل حالات اليأس والإحباط والفشل الذي أحاط دورات القمم العربية المتعاقبة منذ 21 عاما.وأضاف إن كلمة فخامة الرئيس في القمة عكست الروح اليمنية التي لا تنكسر والتي تستحق وسام الشجاعة مشيرا إلى أن حركات التصفيق المتعاقبة وهتافات القاعة المتكررة أثناء إلقائه كلمة اليمن في القمة ساعدت في تحريك المياه الراكدة في الوجدان العربي ككل , منوها إلى أنها أعادت الأمل لكل الموجودين في القاعة وأعادت الأمل لجميع أبناء الأمة العربية المتابعين لها ،وهذا في حد ذاته سلاح فعال في تفعيل الروح المعنوية للأمة .وأكد الصوفي أن كلمة رئيس الجمهورية في القمة العربية كانت تدافع عن الوحدة العربية بخطوات ثابتة ومتقدمة نحو الأمام تعطي للمراقبين دروسا توجيهية تعزز بصيرتهم التحليلية بمنعطف مواجهة التحديات.واستطرد قائلا» إن القادة العظماء ينفتحون على مشاريع عظيمة والزعماء الكبار يظلون كبارا بأحلامهم وأفكارهم ، وكلمة فخامة الرئيس بمؤتمر القمة أراد فيها أن يدافع عن خيار الوحدة الوطنية بمشروع يرسي دعائم الوحدة العربية في جدلية فكرية وسياسية برهنت على صوابها في التجربة الإنسانية الواسعة التي لا تفصل بين التحديات الوطنية والتحديات القومية ولا تفصل بين الأحلام الوطنية والاحتياجات القومية ».كما أشار الصوفي إلى أن اليمن بموقعه الجغرافي يلعب دورا في مربعين أساسيين هما حماية المصالح القومية بالدفاع والذود عنها عن طريق الدفاع عن وحدة القرار الفلسطيني وإدانة ممارسات الكيان الصهيوني بتقوية البؤر النضالية المتمثلة بالفصائل الفلسطينية المختلفة والتي بانقسامها تضعف جذوة النضال في الصف الفلسطيني..مؤكدا إن رئيس الجمهورية حرص على توحيد الصف الفلسطيني كهدف استراتيجي يصب في خانة تقوية عرى التضامن والوحدة العربية في ساحات النضال التحرري في قلب قضية الأمة العربية والفلسطينية وكذلك في ما يخص تكثيف الجهود من أجل إحلال الأمن والسلام والاستقرار في القرن الإفريقي و الصومال من أجل صيانة الأمن القومي اليمني ومنع القاعدة من التسلل والتفشي في اليمن والعالم العربي وهي كذلك من أجل منع اجتياح الفوضى في اليمن والمنطقة وبالتالي فإن تطبيع الأوضاع وتعزيز الاستقرار في الصومال جزء لاستقرار الأمن القومي الوطني الذي هو حاجة وطنية وإقليمية .من جانبه قال الدكتور عبد العزيز الكميم أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية عميد كلية التجارة والاقتصاد في كلية عمران أن الجمهورية اليمنية سجلت بالأداء المتميز لفخامة رئيس الجمهورية حضورا واسعا في القمة من خلال كلمته التي كان لها صدى وارتياح كبيران على مستوى الزعماء ورؤساء الوفود المشاركين في القمة العربية وعلى مستوى الشارع والجماهير العربية المشاهدة للإيجابيات المتمخضة عن انعقاد القمة..مشيرا إلى أن كلمته التي وصفها بالتاريخية حازت يومها نصيب الأسد في التغطية الإخبارية وعند القيام بالتحليلات وإعداد التقارير في عدد كبير من المحطات الإذاعية والتلفزيونية العربية والأجنبية على مدار الساعة ونالت المثل في العديد من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة مؤكدا تناوله مواضيع مهمة مصيرية للشعوب العربية في مجال تطوير العمل العربي المشترك .وأكد الكميم تناول فخامة رئيس الجمهورية في مبادرته بالقمة العربية مواضيع جاءت من منطلق إدراكه للعلاقة القائمة بين الأمن القومي القطري للوحدة السياسية في القطر العربي الواحد والأمن القومي العربي ككل واللذين يعكسان في التأثير المتبادل بينهما سلبا أو إيجابا مصير واتجاه العمل العربية المشترك من باب ضرورة الحفاظ على تلك العلاقة وصيانتها من التدخلات الأجنبية والإقليمية بين الحين والآخر مضيفا بالقول « فخامة رئيس الجمهورية خاطب الحضور في القمة بقدر من التواضع ولم يبالغ في حجم مبادرة اليمن المقدمة والتي إلى الآن نستطيع القول بأنها الشمعة المضيئة في العمل العربي المشترك خلال تداولات القمم العربية مجتمعة سواء في مقترح اليمن الأول الخاص بضرورة الانعقاد الدوري للقمة العربية أو مبادرة اليمن لإقامة البرلمان العربي أو المبادرة الأخيرة المتعلقة بقيام الاتحاد العربي والتي وضع فخامته إياها في أولويات تداول القمة العربية بتواضع يحدوه الأمل في تلقيها بالقبول والإيجاب من القيادات العربية المشاركة ».ونوه الكميم إلى أن فخامة رئيس الجمهورية من القيادات التي تستند في حضورها بالقمة العربية إلى الشرعية الشعبية والديمقراطية المختارة من الشعب عن طريق الانتخابات التشريعية من قبل لذا كان له احترام وتقدير كبيران على مستوى القيادات والزعامات الحاضرة في القمة و كلمته استقبلت بصدى وارتياح وتقبل واستجابة واسعة من الحاضرين والمستمعين أجمعين .وثمن الكميم القيادة العروبية الأصيلة التي يتحلى بها فخامة رئيس الجمهورية عند تمثيله اليمن في المحافل الدولية كما ثمن تدارك مبادراته حل مشاكل بعض البلاد العربية التي تنبع من قاعدة ما يؤثر في الجزء يؤثر في الكل وبالتالي فإن مبادراته في حل القضية الفلسطينية والنزاع القائم في القرن الإفريقي تصب في مصلحة حفظ الأمن والسلم العربي من جانب والأمن والسلم الإقليمي والعالمي.وتحدث الدكتور احمد الشاعر باسردة نائب رئيس جامعة صنعاء لشؤون الطلاب قائلاً بالتأكيد لقد شكل خطاب فخامة الرئيس في القمة العربية اطارية موفقة لحل الخلافات العربية وإيجاد رؤية جديدة لتطوير العمل العربي المشترك من خلال تقديم المشروع اليمني لتطوير الجامعة العربية إلى إتحاد عربي فيدرالي لحل المشاكل وتأطير الخلافات العربية وتحييدها في إيجاد صيغة عملية تتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية التي يعيشها العالم اليوم، والمشروع اليمني له مضامين عديدة (سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية).بطبيعة الحال الأمور لن تأخذ يوماً أو يومين ولكنها تحتاج أولاً إلى مسألة القبول وبالتالي عندما يتم قبول المشروع من جميع الدول العربية لأنني وجدت أن أعضاء الجامعة انقسموا إلى ثلاثة أقسام «قسم مازال متريثاً، وقسم رافض، وقسم موافق على هذا المشروع» باعتباره مشروعاً حيوياً يعانق كل المتغيرات ويوجد حلولاً عملية ناجعة للقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية التي يعيشها الوطن العربي.فيما أوضح الدكتور احمد العجل عميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء قائلاً: الحقيقة الأخ رئيس الجمهورية وفقه الله استطاع فعلاً وبجدارة كبيرة ومتميزة أن يتحدث عن هموم وتطلعات الأمة وأن يطرح النقاط على الحروف بخصوص إصلاح الجامعة العربية وتحويلها إلى إتحاد عربي يحقق آمال وطموحات الأمة العربية والخطاب جاء أيضاً كترجمة صادقة للمبادرة اليمنية التي جاءت عبره أيضاً، تلكم المبادرة التي احتوت على آلية منطقية واقعية عملية تدرجية مؤسسية تستوعب الواقع ولفتت انتباهي قضية اهتمامها بالوحدة الاقتصادية والوحدة التشريعية كمراحل تدرجية أولى لتحقيق الاتحاد العربي، وكان أيضاً خطاب فخامة الرئيس خطاباً منطقياً استطاع فعلاً أن يلفت انتباه الشعوب العربية والتأييد العربي الكامل لأنه جاء من إرادة سياسية صادقة مستعدة أن تضحي بكل شيء من أجل المصلحة العامة للأمة العربية.لاشك في أن مباركة القمة بعد إقرار البرلمان العربي هي قفزة لهذه المبادرة وعبر عنها خطاب الأخ الرئيس وكلمة الأخ الرئيس الصادقة التي تجاوزت الحساسيات والنظرات الضيقة وتجاوزت أيضاً الكثير من الإحباطات التي تعيشها أمتنا لأننا في عصر العولمة وعصر التكتلات أمام هول العولمة والعصر عصر القوة الاقتصادية ولن يتحقق ذلك إلا عبر تكتل عربي اقتصادي ثقافي سياسي اجتماعي.من جانبه تحدث الدكتور جلال فقيرة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء قائلاً: الحقيقة أن خطاب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كان على بعدين: البعد الداخلي المتعلق باليمن والبعد الخارجي المتعلق بمسيرة العمل العربي المشترك وآلية التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي.. ففي القسم الأول من الخطاب حاول فخامة الرئيس قدر الإمكان أن يزيل الضبابية والغموض حول بعض الملفات الداخلية الساخنة من قبيل الحراك والإرهاب والحرب في صعدة والدور الذي تحاول أن تمارسه وسائل الإعلام الخارجية في تضخيم ما يحدث على أرض الواقع وطرح الكثير من النقاط فوق حروف هذه الملفات الساخنة من ضمنها أن اليمن كدولة تحاول قدر الإمكان أن تحقق الأمن والاستقرار وأن تحسم الملفات المختلفة التي نعاني منها لاسيما ملف الحراك وملف الحرب في صعدة والأمل أنه في هذا السياق طبعاً يتم استكمال تسوية هذه الملفات حتى يتحقق الأمن والاستقرار على نطاق أوسع.فيما في القسم الثاني من خطاب فخامة الرئيس حاول قدر الإمكان أن يطرح المبادرة اليمنية التي جاءت في البند الثاني من جدول الأعمال، والمبادرة اليمنية كما هو معلوم حاولت أن توفر مجموعة من الآليات لإعادة تفعيل العمل العربي المشترك وتحاول أن تغير الأطر التنظيمية بالانتقال من صيغة الجامعة العربية إلى صيغة الاتحاد العربي وربما نحن في أمس الحاجة الآن إلى أن نبلور فكرة الوحدة والاتحاد العربي كآلية من آليات التعاون العربي العربي.وأضاف الدكتور فقيرة: أهمية هذا الخطاب تكمن ربما في القسم الأكثر أهمية فيما يتعلق بمسألة العمل العربي المشترك وتفعيله لأنه يأتي في ظل وضع مؤلم بالنسبة لنا في إطار العلاقات العربية العربية ونعيش في مرحلة دعنا نقول وكما صرح الكثيرون من القادة العرب والأمين العام للجامعة العربية بأننا وصلنا إلى مرحلة الإخفاق الشامل والإحباط الكامل وكل الأبواب موصدة كما قال أمير قطر في هذه الملفات المختلفة.وأشار إلى أن اليمن دوماً تكبر بما يطرحه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح من أفكار ورؤى تشكل اختراقاً للمعتاد والروتيني.وعبر العفيفي عن أمله في أن ينظر جميع القادة العرب إلى المبادرة لذاتها لا من أين أتت هذه المبادرة ، وأن يعملوا على مماثلة التجمعات الإقليمية والدولية التي شكلت تكتلات سياسية. .