عبدالله هادي سبيت
[c1]أضاف الي الغناء اليمني ألواناً وصوراً غايتها الروعة ووسيلتها الإطراب !! [/c]نبهني كثيراً أن أتركه وشأنه .. لأنه أصبح يكره الأضواء لحاجته الشديدة الى سبر أغوار نفسه .. وكأني به وهو يطالع مقالي هذا يردد بأعلى صوته :(ألا يتركني هذا الرجل لسبيل حالي ؟)..ذلكم .. هو الفنان الشاعر/ عبدالله هادي سبيت، الذي استميحه العذر إن كنت غضضت عن ندائه الطرف ..وعزائي في ذلك : تواضعه وسماحته وسمو روحه .. .. وأنا أتناول ( ابن هادي ) الاسم الذي عرف به الوسط الشعبي .. إنما أتناوله من حيث مواهبه المتعددة لا من حيث التحليل الفني .. لأن قلمي أصغر من القيام بهذه المهمة الشاقة !!فهو شاعر القصيدة الخليلية الفصحى ، وشاعر القصيدة العامية ..والملحن المتفوق الذي أثرى الغناء اليمني بإبداعاته الرائعة .. وهو الي جانب ذلك دمث الخلق .. وعلى رأي الناقد العربي رجاء النقاش : قد أتصور أي شيء .. إلاّ أن أتصور فناناً بدون أخلاق !!.. إتبع (ابن هادي) في شعره العامي ولحنه طريق من سبقوه .. إلاّ أنه أضاف فأثرى باضافاته ألواناً وصوراً غايتها الروعة .. ووسيلتها الإطراب والخلود .. ومن إضافاته التغيير في مضمون الاغنية .. إذ ابعدها عن الاهتمامات الفردية ، بحيث جعلها تنبض بأشواق الشعب وتخاطب وجدانه .. ودفع بها تجاه آفاق نيرة ومعان نبيلة وإنسانية .. ولانراه في ذلك إلاّ جامعاً بين حديث يومه وقديم أمسه .. مؤكداً هذا القول :( إن الجديد الذي يحسب لشعب من الشعوب ..هو الجديد الذي يتصل بحضارته وينبع من مقوماته الاصيلة )... وفي حين كانت القصيدة الملحنة تعج بالموز والعسل والسكر والقرمش والمضروب .. وهي تعابير استخدمها نفر من شعراء الاغنية وأكثرهم القمندان في وصف المحبوب .. أرتقى بها ( ابن هادي) الى معان وصفية جديدة ووجدانية بأسلوب عاطفي آخاذ .. لنقرأ من قصائده التي مازالت ترددها الألسنة الى اليوم :ياحبيبي أنت من نبض قلبي با أذكرك مافاق بالايام حبي ياحبيبي أنت ساكن في ضلوعيشوف قلبي قد سكبته في دموعي ذاب في كأس الأنين والصبابة والحنينليه ماترحم أساهشوف في يدك دواهوالنبي ماقال آه .. ولابن هادي في الفصحى كماله في العامية ، عدد كبير من القصائد ، ومعظمها تتغنى بحب الوطن .. وتقف الي جانب نضالات الجماهير التي كانت تواقة الى الخلاص من المستعمر واعوانه في المناطق الجنوبية وقتذاك .. والحق أنه كان مقداماً ، لامعنى في حياته للتردد او الخوف في كل مايتصل بقضية بلاده .. ملتحماً بالجماهير .. يبصرها في شعره ويبعث فيها الحماس .. وينشر فيها السخط والغضب ضد الوجود البريطاني في الجنوب المحتل . فتردد معه أناشيد الكفاح والحرية :ياشاكي السلاح **** شوف الفجر لاح حط يدك على المدفع **** زمان الذل راحارضي والنبي **** ويل الاجنبي ديني ومذهبي **** يامرني أن أحمل سلاحولي أن أسجل له موقفاً في هذا السياق وأسوق في ذات الحين نموذجاً من فصيح وعامي شعره!دعي "ابن هادي" كغيره من نظرائه الى مراسيم تنصيب السلطان (علي عبدالكريم ) خلفاً لأخيه الهارب ( فضل عبدالكريم) عام 1975م والحركة الوطنية في أوج إشتعالها .. وكانت المناسبة تقتضي من الشاعر إلقاء قصيدة مضخمة بألفاظ التهاني والتبريكات غير أن (ابن هادي) أرتأى في ذلك فرصته سيما أن حفل التنصيب شعبي المستوى حضره جميع حكام المنطقة وعلى رأسهم الحاكم البريطاني العام..فكان أن ألقى قصيدة استخدم فيها أبيات التهنئة أسلوب المواجهة في المطالبة والتعبير والتحذير :أنظر الى تلكم الأكواخ أن بهاكم من فقير لسعي لا مواساةتلك الايادي التي بالسعي قد خشنتفاتحفتكم بانواع الزراعات تريد أرضاً لتحييها بهمتها ودمعهافي مران ودراياتهل تجحدون ؟ فويل الجاحدين إذا أمدها الوعي يوماً بانتفاضات قالوا إرادة ربي في مغالطةإرادة الله جاءت بالمساوات * * * * * * ومن أغانيه النقدية الوطنية التي تثير الحمية في النفوس .. وفيها من التنوير مايدفع الشعب الى تفجير بركان الغضب لامتلاك مقود الحرية ، شهيرته التي تقرأ منها :ياصابر على ذلك ما اصبرك **** من بايعذركغيرك هي الحفرة ياتقبرك **** حطل في الجيوبإيش اللي فعل لك هبت مية سنة **** وأنت تسهنه من يركن علي غيره ما أجبنه **** سارع بالوثوب والله إنه قرب دورك **** يا إبن الجنوبدايم دوب تدعي لي تشتي الخلاص **** ما من ذا مناص الاّ يوم مايدوي صوت الرصاص **** بايجلي الكروب والله إنه قرب دورك **** ياإبن الجنوب