صباح الخير
لم تكن دعوات فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية من حين إلى آخر الى ضم اليمن الى مجلس التعاون الخليجي من فراغ إنما تأتي كقراءة دقيقة للمستقبل وكذلك إشارة دولة الأستاذ عبد القادر باجمال رئيس الوزراء قبل سنوات بكلمات أعتبرها الأشقاء قوية اللهجة ولها اليوم وقع ودلالات مؤثرة سبقت تصوراتهم. كل تلك الرؤى المستقبلية يعدها الباحثون النظرة الثاقبة لرؤية المستقبل ونظرة إستراتيجية نيرة وليس من السهل إدراك أبعاد ما يمكن أن تصل إليه منطقة كالجزيرة العربية في ظل أي توتر قائم على أطرافها الجغرافية وهي الغنية بثرواتها وإمكانياتها الاقتصادية وقدراتها الإبداعية الكبيرة.وتأتي من جديد مرحلة الدفع بالعلاقات اليمنية الخليجية من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية وبالخصوص الاهتمام الخاص من خادم الحرمين الشريفين ليرسي لبنة جديدة نحو تقارب ورابطة أساسها أعمق مما يمكن تصوره ليس من ناحية البعد الإنساني كما يعتقد البعض إنما لعوامل ضاربة في القدم أهمها عامل الاستقرار ونعلم جميعاً بأن توفير عامل الأمن يسبق توفير الغذاء. ستكون لقاءات مجلس التنسيق اليمني السعودي التي تنعقد في المكلا بعد أيام هي النظرة الموضوعية والمؤشر الإيجابي لتحديد مسار انضمام اليمن للمجلس.وبالحديث عن عمليات التأهيل فنأمل طرح فكرة ودور دول الإتحاد الأوروبي في تأهيل أسبانيا ذات ال 45 مليون نسمة والاقتصاد المتدني مقارنة بالدول الأوروبية، انطلاقا من رؤية قادتنا الأجلاء بنظرة الى المستقبل المشرق والدور الذي ستلعبه هذه المنظومة الجديدة وسوف تنعكس على الواقع الحياتي والمعيشي ليس فقط على دول المنطقة بل على الصعيد العربي والإسلامي .إن التصريحات الأخيرة للأخ عبدالرحمن العطية أمين عام دول مجلس التعاون الخليجي التي أشار فيها الى ضرورة إدماج الاقتصاد اليمني في المنظومة الخليجية هي رؤية صحيحة صدرت عن رجل يدرك متطلبات المرحلة القادمة لهذه المنطقة. ونحن نتطلع الى زيارة سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء بكثير من الأمل والتفاؤل وما سوف يوقع في ذلك اللقاء من اتفاقيات هو بمثابة التأكيد على قوة صلة القرابة التي تربط الشعبين الشقيقين السعودي واليمني وأساس عملي لمساعدة الأشقاء في الشراكة والتنمية في نواحي الحياة الهامة في اليمن. وتمنياتنا للجميع بالتوفيق وإقامة سعيدة للأشقاء في بلدهم الثاني اليمن.* كبير الاختصاصيين بمكتب رئيس الوزراء