المالكي: سكان المدينة يستصرخون أنقذونا من العصابات ونحن سننقذهم
من آثار القصف الامريكي
بغداد/وكالات:أعلنت مصادر أمنية عراقية وشهود عيان أمس السبت ان غارة جوية أميركية أوقعت نحو 28 جريحا وأضرارا في مستشفى الصدر في مدينة الصدر معقل جيش المهدي شرق بغداد حيث أعلن الجيش الأميركي مقتل 14 شخصا في اشتباكات.وأعلن الجيش الأميركي ان قواته قتلت 14 «مجرما» في عمليات متفرقة نفذتها في مدينة الصدر خلال الساعات الماضية واكد في الوقت نفسه تنفيذ ضربة جوية صباحا في مدينة الصدر استهدفت «مجرمين».وقال شهود عيان ان «قصفا بالصواريخ استهدف مبنى قرب مستشفى الصدر (وسط مدينة الصدر) ما أدى إصابة عدد كبير من الأشخاص بجروح ووقوع أضرار مادية بليغة في المستشفى وسيارات مدنية».من جانبه أكد مصدر طبي عراقي ان القصف الأميركي أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 28 شخصا بينهم نساء وأطفال بجروح وإلحاق أضرار مادية كبيرة في المستشفى.بدوره أفاد مصدر عسكري عراقي ان «القصف استهدف مبنى محاذياً لمستشفى الصدر ما أدى إلى إصابة حوالي عشرين شخصا بجروح ووقوع أضرار مادية في المستشفى»، وأوضح ان «القصف أدى كذلك إلى وقوع أضرار مادية بليغة بالمبنى المخصص لسكن الأطباء وتضرر أكثر من عشرين سيارة بينها أربع سيارات إسعاف».من جانبهم أكد أطباء وعاملون في المستشفى أنهم تعرضوا لقصف جوي. وقال الطبيب علي بستان «الأميركيون سيقولون إنهم استهدفوا مخابئ للأسلحة لكنهم في الحقيقة يريدون تدمير البنى التحتية للبلاد».واعتبر الطبيب ان الهدف من الهجوم هو منع الأطباء والأدوية من الوصول إلى المستشفى الذي يقع في منطقة تدور فيها اشتباكات بين الجيش الأميركي وميليشيا جيش المهدي.وأثار القصف الذعر في أوساط العاملين الذين حاول معظمهم الفرار عبر الممرات التي تناثر فيها الزجاج وقطع معدنية وأسلاك كهربائية. كما تسبب الانفجار بوقوع أضرار في عدد كبير من السيارات المدنية وسيارات الإسعاف.وقالت ممرضة تدعى زهرة كانت مرتبكة «شعرت بخوف كبير قلت إني سأموت فالجميع كان مرعوبا ويركض في كل اتجاه». وأضافت الممرضة التي تلطخت ثيابها ببقع سوداء «الآن اشعر بحزن اكبر بسبب ما وقع للمستشفى من أضرار».بدوره قال علاء محمد (26 عاما) احد رجال الأمن في المستشفى الذي كان يقف عند احد جوانب المدخل الرئيسي لدى وقوع القصف ان «خمسة صواريخ انفجرت خارج موقف السيارات».وشوهدت ثلاث حفر كبيرة قطر كل منها ستة أمتار تقريبا بفعل الانفجارات.من جانبهم قال أصحاب المنزل الذي بدا انه كان الهدف المراد قصفه ان المنزل كان مقرا لراحة الحجاج الذين يتوجهون إلى بيت الله الحرام.وتزامن الهجوم مع إعلان الجيش الأميركي عن مقتل 14 «مجرما» خلال عمليات نفذها الجمعة والسبت.وأوضحت بيانات متلاحقة للجيش مقتل هؤلاء العناصر الذين يطلق عليهم تسمية «مجرمين» خلال اشتباكات استخدموا فيها أسلحة خفيفة وعبوات ناسفة ضد القوات الأميركية والعراقية وتم الرد عليهم بقصف من مدفعية الدبابات أو بضربات جوية.وقال اللفتنانت كولونيل ستفن ستوفر الناطق باسم الجيش الأميركي إن «عناصر الميليشيا يستخدمون المدنيين الأبرياء دروعا بشرية خلال عملياتهم».من جانبه توعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال مؤتمر صحافي بالقضاء على جيش المهدي قائلا ان «سكان مدينة الصدر يستصرخون أنقذونا من العصابات ونحن سننقذهم منها».ومنذ نهاية مارس تدور معارك دامية بين القوات الأميركية وميليشيا جيش المهدي التي تملك حضورا قويا في هذا الحي الشعبي الفقير في العاصمة العراقية.وأوقعت المعارك في مدينة الصدر أكثر من 900 قتيل في ابريل ضمن 1073 عراقيا قتلوا في كافة أنحاء العراق بحسب أرقام رسمية عراقية.واتهم التيار الصدري الخميس الجيش الأميركي بقتل نساء وأطفال وندد بتحرك المالكي الذي يهدد بالقضاء على ميليشيا الصدر.إلى ذلك لقي جندي أميركي مصرعه في انفجار بالعاصمة العراقية، وقال الجيش الأميركي في بيان إن الجندي قتل في انفجار عبوة ناسفة أثناء مشاركته في دورية شرقي بغداد. وبذلك يرتفع إلى 4066 عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا منذ غزو العراق في مارس 2003.من جهة أخرى قالت القوات الأميركية إنها قتلت ثمانية مسلحين في اشتباكات مع جيش المهدي بمدينة الصدر في بغداد.وأوضحت القوات أن ثلاثة «مجرمين» قتلوا في إحد الاشتباكات بقذائف دبابة بعد مهاجمتهم جنودا عراقيين بالأسلحة الخفيفة. وأضافت أن خمسة مسلحين آخرين قتلوا في اشتباكين آخرين.