البتراء أحد الاتار الشاهدة على عراقة الحضارات التي نشأت في بلاد الشام ،الاردن حاليا وهي مدينة نبطية بناها الانباط شرقي نهر الاردن ، وهذه المدينة منحوتة باكملها هي صخور ذات لون وردي طبيعي ، ومن بين آثارها الحية الى اليوم هناك معابد ومسارح رومانية وأديرة ومساكن وطرق ، ولها مدحل ضيق يأخدك الى المدينة ، ومتى أصبحت داخل الممر يصير أضيق وتبدوا الصخور وكأنها ستطبق عليك ، وفي لحظة تكاد لاتتوقعها يبدأ الممر بالاتساع وتلتقط لمحة من الصرح المدهش الذي يسيطر على البتراء.لقد كانت البتراء ذات يوم حصنا لشعب عربي قديم هم الانباط وكانت مشهورة بأسلوب بنائها المهيب وبالابداع المتمثل في احواضها وسدودها وقنواتها المائية.ان للبتراء تراثاً خلفه الانباط ذلك الشعب العربي المجد الذي آستقر في جنوب الاردن قبل آكتر من آلفي سنة سيطر الانباط من محطة القوافل المستترة تلك على طريق التجارة في بلاد العرب قديمآ حيت كانوا يفرضون المكوس ويؤدون القوافل المحملة بسلع عربية كاللبان والمر المستعملين كبخور وبالتوابل والحرائر الهندية والعاج وجلود الحيوانات الافريقيةوعندما كانت الملكة النبطية في أوج قوتها امتدت الى دمشق وشملت أجزاء من صحراء سيناء وصحراء النقب فكانت بذلك تحلم فعلا الجزء الاكبر من بلاد العرب واصبحت البتراء محط تحكم آلاعجاب الواسع بثقافتها الرفيعة واسلوب بنائها المهيب وما في شبكة سدودها وقنواتها المائية من ابداع ولكن في نهاية آلامر رأت روما في نفودها وازدهارها المتزايدين تهديدآ لها فألحق الامبراطور تراجان في سنة 106 م المملكة النبطية بالامبراطورية الرومانية جاعلاً منها ولاية عربية تابعة لها وعاصمتها البتراء ولكن ماكاد الرومان يسيطرون على طرق التجارة ويحولونه صوب (بصرى) في سوريا اليوم حتى كان انحطاط البتراء سريعآ ولا مناص منه وبحلول القرن السادس عشر كانت البتراء قد فقدت تمامآ بالنسبة للغرب وبقيت كذلك فترة من الزمن . يأتي جاذبية البتراء في الكثير منها موقعها المدهل في اعماق مصر ضيق يسير فيه ابتداءآ من مدخلها الرئيسي بين جداري الجرف الذي يصل ارتفاعها الى 100 متر تمر بنقوش بلغات قديمة وغرف مقطوعة في الصخر ومنحوتة في ثنيات الحجر الرملي ويظهر بشكل دارماتيكي في نهاية السيق أشهر أثر من آثار البتراء الا وهو الخزنة وليست هذه الواجهة الشاهقة التي أستخدمت في سلسلة اللقطات ألاخيرة للفلم السينمائي (اند يانا جونز) والحملة الصليبية الاخيرة سوى أول اسرار البتراء حيت عند زيارة مدينة البتراء تكتشف فيها مئات المباني والواجهات وآلاضرحة والحمامات والرسومات الصخرية والصور البارزة المنتشرة في كل مكان وفيها مسرح تسع لـ 7000 شخص من أيام المسيح وضريح قصر على النمط الروماني ودير ضخم من القرن الاول الميلادي وما كان يعتقد ان المعبد المتواضع لهارون شقيق موسى والذي يقع على قمة جبل هارون . السيق (3) يعتبر السيق وهوشق ضيق طوله 2و1 كلم محصورا بين صخور يبلغ ارتفاعها 100 م المدخل الرئيسي للبتراء كانت تقوم فوق المدخل كعلامة تدل عليه قنطرة رومانية لم يعد يرى منها سوى بقاياها الراسية .الخزنة ( 4) هي أول لمحة تلتقطها العين عند الوصول الى نهاية السيق فهي فعلا شى مثير لدرجة انه مهما وصفت لن يفيها الوصف حقها وكان يعتقد ان الجرة القابعة في آعلى هذا الصرح الضخم الباقي تحتوي على كنوز لاتعد ولاتحصى من الذهب والجواهر الثمينة ومن هذا أتى اسم الصرح أن واجهة الخزنة مستوحاة من آسلوب البناء نحتت في القرن آلاول للميلاد كضريح لاحد ملوك الانباط قد استعملت فيما بعد كمعبد وتظهر الواجهة المنحوتة بدقة آلهة والاهات نبطيين وشخصيات ميولوجية. الدير (17) يعتبر الدير آكبر الاثار الباقية في البتراء ويمكن الوصول اليه بعد رحلة شاقة ولكنها تستحق القيام بها تماما انها مجموعة متواصلة من 800 درجة مقطوعة في الصخر تصعد الى هذا البناء الذي يبلغ حجمه 45 *50 مترا ومن الواضح ان هذا المعبد أو الضريح كان موقعا هاما للحج حيت كان المصلون والكهنة يستعملون طريق مواكب للاحشاد في المنطقة المكشوفة امام الصرح ومن القرن الرابع فصاعدا أستعمل كدير في الحقبة البيزنطية المسيحية التي رسمت خلالها الصلبان على جداره الخلفي .
|
ثقافة
البتراء .. المدينة الوردية
أخبار متعلقة