المالكي يدعو إلى شطب ديون العراق ورايس تطالب بدعمه
بغداد / 14 أكتوبر / رويترز: جدد العراق أمس الخميس دعوته لشطب ديون خارجية تقدر بنحو 60 مليار دولار وإلغاء التعويضات التي فرضت على العراق بعد أن غزا الرئيس العراقي السابق صدام حسين الكويت في 2 أغسطس 1990م. ووجه نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الدعوة أمام مؤتمر «المراجعة السنوية للعهد الدولي مع العراق» الذي بدأ أعماله في ستوكهولم أمس الخميس. ويعقد المؤتمر الذي يستمر يوما واحدا لتقييم التقدم الذي تحقق في تنفيذ خطة للسلام والتنمية اتفق عليها في اجتماع عقد في مصر العام الماضي للمساعدة في إعادة إعمار العراق بعد أكثر من خمس سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في مارس آذار 2003. ويرأس المالكي وبان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة المؤتمر. وقال المالكي للمؤتمر «العراق ليس دولة فقيرة. فهو يملك موارد بشرية ومادية هائلة لكن ديون العراق...التي ورثناها من الدكتاتور تعطل عملية الاعمار.» وأضاف المالكي «نتطلع إلى الدول الشقيقة لشطب ديون (العراق) والتي تشكل عبئا على الحكومة العراقية» في إشارة واضحة للكويت والسعودية ولهما أكبر ديون مستحقة على العراق في العالم العربي. ولم يحضر وزيرا خارجية الكويت والسعودية مؤتمر الأمس ومثل الدولتين مسؤولون أصغر شأنا.وأعرب عضو في الوفد العراقي عن خيبة أمله من غياب وزيري الخارجية السعودي والكويتي. وقال مسؤول سعودي رفيع إن السعودية مستعدة لبحث إسقاط الديون المستحقة لها على العراق.وقبيل عقد ذلك المؤتمر في مايو أيار 2007 قالت السعودية إنها مستعدة لإلغاء 80 في المائة من الديون المستحقة لها على العراق. وقالت تقديرات وزارة الخارجية الأمريكية إن نحو 66.5 مليار دولار من أصل ديون العراق الخارجية وقدرها 120.2 مليار دولار أسقطت. وأكثر من نصف هذه الديون مستحقة لدول الخليج العربية خاصة السعودية والكويت. ويضغط العراق من اجل إنهاء تعويضات تقدر بمليارات الدولارات عن غزو صدام للكويت عام 1990. وهو مطالب حاليا بتجنيب خمسة في المائة من عائداته النفطية والتي قالت الحكومة العراقية إنها ستصل هذا العام إلى 3.5 مليار دولار. ومؤتمر ستوكهولم هو أول مؤتمر لتقييم العهد الدولي مع العراق الذي ابرم في منتجع شرم الشيخ المصري العام الماضي والذي ألزم العراق بتطبيق إصلاحات مقابل الحصول على مزيد من الدعم الدولي. وحضرت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية المؤتمر ودعمت دعوة المالكي بشطب ديون العراق. وقالت رايس «منذ بدء الميثاق وافقت بلغاريا وصربيا والبوسنة وسلوفينيا على إجراء خفض كبير في الديون المستحقة على العراق من عهد صدام (حسين) ونحن نشجع الدول التي لم تفعل ذلك بعد على اتخاذ مثل هذه الخطوة على نحو عاجل.» وأضافت «العراق في حاجة إلى دعم إقليمي ودولي كي ينجح وأنا أشجع الجميع على زيادة انخراطهم مع الشعب العراقي في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ندعو على نحو خاص الدول المجاورة للعراق والأصدقاء إلى تعزيز هذه العلاقات من خلال الزيارات الرسمية للعراق وإعادة فتح السفارات والقنصليات وتعيين السفراء. العراق يمكن أن يلعب أيضا دورا مشجعا لتعزيز العلاقات الدبلوماسية من خلال تعيين سفراء عراقيين في الدول العربية.» وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة المؤتمر ممتدحا الحكومة العراقية لما حققته من «تقدم ملحوظ» في تحقيق الأهداف الاقتصادية والسياسية والأمنية التي وضعها لها مؤتمر مصر العام الماضي. وأعلنت السويد يوم الاثنين الماضي أن 97 وفدا تضم ما بين 500 و600 زعيم سياسي سيحضرون المؤتمر من بينهم منوشهر متكي وزير الخارجية الإيراني ودول عربية مثل مصر وسوريا.