المناضل الطلابي : محمد قاسم نعمان يتذكر : أشياء نعرفها خزنتها الذاكرة وأشياء لا نعرفها لانها لم توثق او تروى للاجيال .. من هذه الاشياء التي قد يكون البعض يعرفها ويجهلها الكثيرون هي نشأة ودور ونشاط القطاع الطلابي أبان الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني حتى قبل الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م . من يتذكر ومن يروي ويدرك انها شهادة للتاريخ وحافظة لذهن الاجيال . المناضل الطلابي للأستاذ / محمد قاسم نعمان كان واحداً من رموز الحركة الطلابية اليمنية داخل الوطن أو الخارج يروي بالذكرى الاربعين للاستقلال بعضاً مما خزنته ذاكرته وعايشته روحه في تلك المرحلة . مرحلة الكفاح من اجل الاستقلال . يقول المناضل محمد قاسم نعمان : كل التنظيمات السياسية التي كانت موجودة في الساحة كان لها قطاعات طلابية .. وكان لها دور في إسهامات الحركة الطلابية لكن القطاع الطلابي للجبهة القومية الذي تبلور بعد ذلك في إطار “اتحاد طلاب جنوب اليمن المحتل” تميز بأنه كان أكثر فعلاً، وإسهاماً ونشاطاً بحكم إرتباطه بالجبهة القومية التي قادت الكفاح المسلح واستطاعت بسرعة أن تؤثر وتحيز على تفاعل قطاعات واسعة من السكان ومن الشعب اليمني عموماً وايضاً جاء تحيز اتحاد طلاب الجنوب اليمني المحتل كونه الاطار الطلابي الذي تشكل في معمعان الكفاح المسلح وتشكل رديفاً فاعلاً وهاماً للنضال في الكفاح المسلح.وكان ايضاً الاطار الذي مد الجبهة القومية بالأفراد في مختلف القطاعات النضالية الشبابية والنسوية والنقابية والشعبية والعمل بين الناس وفي الإعلام والتعبئة.وأعرف بعضاً ممن انخرطوا في اتحاد طلاب جنوب اليمن المحتل كانوا بعد ذلك أبرز المؤسسين لـ “القاعدة الطلابية” وهو التشكيل الطلابي الذي كونته جبهة التحرير وبالذات التنظيم الشعبي للقوى الثورية والذي تشكل عام 1966م.ورغم الخلافات التي برزت بين الجبهة القومية وجبهة التحرير والتنظيم الشعبي، إلاَّ أن القطاع الطلابي ظل في كثير من المواقف والفعاليات موحداً في فعله ومساهمته سواء في الإضرابات أو في المسيرات والمظاهرات.وهناك العديد ممن استشهدوا من بين القطاع الطلابي لم يكونوا أعضاء في الجبهة القومية لكنهم كانوا فاعلين في العمل الطلابي من خلال اتحاد طلاب الجنوب اليمني ..مثل فيصل الهلالي.وكانت حملة التضامن مع المعتقلين من الطلاب الذين تم اعتقالهم نتيجة لنشاطهم ومشاركتهم في المسيرات والمظاهرات الطلابية واسعة وكبيرة .. وكان بنيهم من تحولوا إلى رموز للكفاح المسلح أمثال/ جميل محفوظ خليفة وزكي محفوظ خليفة والميسري.تتميز مساهمة الحركة الطلابية اليمنية في العمل الوطني والتحرري أثناء الكفاح الوطني المسلح بأنها كانت مساهمة تعكس عشقهم وحبهم للوطن الصادق الذي لايتضمنه أي هدف ذاتي أو حتى حزبي أو مناطقي أو شطري.وعندما نتحدث عن دور الحركة الطلابية اليمنية في مسار الحركة الوطنية اليمنية شمالاً وجنوباً وبخاصة مسار حركة التحرير الوطني للجنوب اليمني المحتل لايمكن أن نغفل دور الحركة الطلابية اليمنية خارج الوطن وبالذات في جمهورية مصر العربية .. حيث كان هناك تجمع طلابي كبير يمارس مساهمته ودوره في دعم وإسناد العمل الوطني التحرري من خلال الإطار الذي كان مكوناً هناك “نادي الطبلة اليمنين”.ولعل الميزة الاخرى في نضال الحركة الطلابية اليمنية أنها كانت تجسد وحدة الشعب اليمني .. ووحدة أهدافه .. متناسقة مع نضال الحركة العمالية اليمنية وكانت عدن هي الحاضنة لكل هذه التكوينات المجسدة لوحدة الشعب اليمني ووحدة نضاله ومناضليه ووحدة الأهداف الوطنية والإنسانية.ولاننسى هنا ونحن نتحدث عن دور الحركة الطلابية اليمنية أن نشير إلى أن أساس الفعل الرئيسي الأول الذي مثلته حركة القوميين العرب كان فيها للطلاب دور رئيسي فاعل .. فاتبين من أبرز مؤسسي حركة القوميين العرب في اقليم اليمن “فيصل الشعبي وسلطان أحمد عمر” كانوا طلاباً في بيروت .. وكان يقطعون دراستهم ليصلون إلى عدن ليسهموا بمهمة التأسيس للحركة وبرامجها النضالية.كما لايمكن أن ننسى دور المعلمين وبالذات في تأسيس حركة القوميين العرب والجبهة القومية .. معظم قياداتها كانت من بين المعلمين .. ولعل تكوين أول خلية للحركة وللجبهة القومية في أبين كانت تتشكل في معظمها من معلمين أي مدرسين.ويمكننا التوقف امام تجربة اتحاد طلاب جنوب اليمن المحتل والذي كان بمثابة الواجهة الطلابية للجبهة القومية والذي ـ كما سبق الإشارة ـ تميز بتوسع فعله ونشاطه ابتداء من عام 1965م وكانت مدينة عدن موقعه الرئيسي إضافة إلى امتداداته إلى حضرموت وأبين وشبوة ولحج والضالع وردفان.حيث تم تشكيل قيادة رئيسية له ثم ارتبطت به لجان في إطار المدارس وبالذات المدارس الثانوية بنيناص وبنات.وقد تولت قيادة هذا الاتحاد مسؤولية دعم وإسناد الكفاح الوطني المسلح الذي كانت تقوده الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل .. وبالنسبة للجان هذا الاتحاد التي شكلت في المدارس الثانوية كان يناط بها اضافة إلى مهمة الدفاع عن الحقوق التعليمية كانت تقوم بتنفيذ المهمات والأهداف التي ترسمها وتحددها قيادة الاتحاد في ما يتعلق بمساهمة طلاب وطالبات المدارس في العملية النضالية سواء في تنفيذ الإضرابات الطلابية داخل المدارس أو في المشاركة في المظاهرات والمسيرات والإضرابات التي كانت تدعو لها الجبهة القومية.الانخراط في اتحاد طلاب جنوب اليمن المحتل كان طوعياً .. حيث تم الإعلان عن تشكيل الاتحاد وفتح باب الانخراط فيه .. وانخرط كثيرون دون مراعاة للانتماءات السياسية والثقافية والحزبية وحتى الطبقية .. كان الحماس لدى الطالبات والطلاب عظيماً في المشاركة أو إضراب عام إلا وكان الطلاب والطالبات أبرز مكوناتها والمشاركين فيها.ونحن نتحدث عن قطاع الطلاب ودورهم في الكفاح التحرري للجنوب اليمني المحتل فإننا نعني بذلك الطالبات والطلاب والتلاميذ والتلميذات فلقد كان للطالبات ادوار واسعة ليس في العمل الطلابي فقط ولكنها اتسعت ايضاً لتشمل الاعمال النضالية الاخرى ـ كما هو حال زميلها الطالب ـ وبالذات في توزيع المنشورات وإلقاء الكلمات التحريضية وقيادة المظاهرات والمسيرات ورفع وترديد الشعارات والهتافات .. وبرز من بين قطاع الطالبات العديد منهن ممن اسهمن في تكوين قيادة الحركة النسوية المشاركة في العملية الكفاحية والنضالية نذكر منهن: الفقيدة زهرة رحمة الله/ عائدة يافعي/ ثريا منقوش/ فتحية منقوش/ خولة شرف/ فوزية جعفر/ انيسة الصايغ/ عائدة علوي/ رضية شمشير/ رضية احسان/ سميرة قائد اغبري/ نجوم صالح.والرموز لاتحاد طلبة الجنوب اليمني المحتل أبرز القيادات الطلابية اثناء حرب التحرير والاستقلال بعد تحويل الاتحاد إلى الاتحاد الوطني لطلبة اليمن يمكنني أن اتذكر بعض منها وليعذرني من لم تسعفني الذاكرة في ذكره:ضرارعبدالوهاب.حسن باعوم.أحمد علي مقبل.باحشوان.سالم بلفقيه.حسين عامر.صالح الشعملي.محسن جرهوم.علي الزبيدي.عبدالملك أحمد سعيد.حمود عبده راجح.أحمد الشطفه.محمد قائد سعيد.أحمد صالح منصر.مروان الفضول.محمد عبده راجح.صادق عبدالولي.عادل العلبي.يونس عوض الحامد.أحمد حسن.جلال اسماعيل.محمد قاسم نعمان.عادل بكيلي.حامد.محمد عبدالقادر هاشم.إبراهيم عبده طالب.أحمد عبدالله عبدالاله.صلاح الدين.أحمد إبراهيم.سعيد منصور.أحمد عمر بيضاني.صالح باربيد.صالح باصره.علي احمد ناجي.طه حبيشي.جميل خليفة.زكي خليفة.الشهيد فيصل هتاري.بكيل هاشم.حسين إسلام.فاروق عبدالواحد.أحمد حسين بيضاني.عبدربه شليل.عبدالباسط سروري.فتحي باسيف.عبدالسلام محمد علي.أحمد فرج باشميله.عبدالله سلام.شائف بدر.عمر عبدالكريم. بافخسوس.عبدالرحمن السيلاني.مطلق عبدالله.شوقي اسماعيل.علي عبدالرحمن خان.أحمد نعمان.عمر عبدالجليل.عبدالعزيز البصيلي.علي اسماعيل سيف.أحمد الكازمي.سالم عمر حسين.عبدالكريم مجاهد.خالد عبدالواحد محمد نعمان.ياسين ناشر.محمد ناجي سعيد.أحمد الشقاع.جميل العوبثاني.عبدالواسع السقاف.عوض الغزل.عبدالله عبدالفتاح الجنيد.حيدرة عامر.صالح محسن.الأحمدي.سالم درعان.سالم الحاج.محمد عبدالقوي.شائع محسن.عبدالقوي مثنى.أمين شيباني.سالم بكير.باعباد.ومن أبرز قيادات ورموز “القاعدة الطلابية” التي كانت تمثل القطاع الطلابي لجبهة التحرير والتنظيم الشعبي للقوى الثورية استطيع أن اذكر التالية اسماؤهم:1) أحمد محمد الحبيشي.2) عصام سعيد سالم.3) سميرة سروري.4) نبيل مهيوب سلطان.5) هاني ناجي.6) زكي سالم.مشاركتي في العمل الطلابي بدأت عام 1966م عند التحاقي باتحاد طلبة الجنوب اليمني المحتل وكُنت حينها طالباً في ثانوية خورمكسر وكان المسؤول المكلف بتنسيق طلبات العضوية أحمد صالح منصر “الأمين العام لجامعة عدن حالياً”.وبعدها في 67 ـ 68 انتخبت في اللجنة الطلابية في ثانوية خورمكسر .. وعام 69 انتخبت سكرتيراً لفرع الاتحاد الوطني لطلبة اليمن فرع التواهي وكان حينها الاخ جلال اسماعيل رئيساً للفرع “عميد في القوات المسلحة متقاعد حالياً”.وعندما رشحت للدراسة في جمهورية مصر العربية كلفت بتحمل مسؤولية “مساعد نائب رئيس الاتحاد الوطني العام لطلبة اليمن في الوطن العربي” وقد استطعت خلال تواجدي في مصر تمثيل الاتحاد في العديد من المؤتمرات والندوات وفي الحوارات الطلابية العربية التي كانت تستهدف وحدة الحركة الطلابية العربية.كما شاركت في تمثيل الاتحاد في العديد من مؤتمرات الاتحاد الطلابية العربية “ الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الجزائر واتحاد طلبة ارتيريا في العراق والاتحاد الوطني لطلبة الكويت في الكويت والاتحاد العام لطلبة الكويت والاتحاد العام لطلبة مصر في مصر”.وعندما تم تشكيل إطار تنسيقي للاتحاد الطلابية العربية والأفريقية في القاهرة تم انتخابي نائباً للرئيس .. وبسبب نشاطي الطلابي في مصر تم اعتقالي أكثر من مرة كان آخرها أثناء الاحداث التي شهدتها مصر اثناء حكم السادات المعروفة بأحداث 13 ـ 14 سبتمبر عام 1975م حيث جرت اعتقالات واسعة شملت قيادات طلابية في مصر وقيادات سياسية وحزبية .. حيث تم اعتقالي حينها وايداعي ضمن المعتقلين المصريين في سجن القلعة الشهير بالقاهرة “حالياً تم تحويله إلى متحف” وبقيت في المعتقل حوالي ثلاثة أشهر وكانت التهمة الموجهة إلي أنني عضو في تنظيم سري “وهو الجبهة القومية” ولعلاقتي بالشيوعيين المصريين.وافرج عني بعد محاكمة وكان مرافقي في الزنزانة المجاورة القائد السياسي المصري الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع التقدمي المصري الذي ربطتني به بعدها علاقات طيبة وحميمية.وسمح لي بمواصلة الدراسة في ضوء اتصالات رسمية بين الشهيد الرئيس سالمين وانور السادات .. واستطعت أن أدخل امتحانات السنة الثالثة في كلية الإعلام قسم صحافة وواصلت الدراسة في العام الثاني في السنة الرابعة إلا ان التطورات التي افرزتها زيارة السادات إلى القدس وموقف اليمن الديمقراطية حينها المعارض والذي افرز تشكيل جبهة الصمود والتصدي.أدى إلى أن يتم ترحيل جميع الطالبات والطلاب المبعوثين من اليمن الديمقراطية إلى عدن.وعند عودتنا إلى عدن شكلت لجنة لمتابعة قضايا الطلاب والطالبات المبعوثين وكلفت برئاسة هذه اللجنة حيث قمت بالمتابعة والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتوزيع الطالبات والطلاب لمواصلة دراساتهم في البلدان التي رحبت باستيعاب وقبول هؤلاء المبعدين .. وتوجهت إلى الجزائر لمواصلة الدراسة للعام الأخير وعدت بعدها والتحقت بالعمل في صحيفة 14 أكتوبر بعد أن رفضت الالتحاق بوظائف اخرى كان منها وزارة الخارجية .. مفضلاً الالتحاق بمهنة الصحافة التي تعلمتها وارتبطت بها عشقا ً..
القطاع الطلابي ومسيرة تحقيق الاستقلال
أخبار متعلقة